طرحت تعاونية نسائية يوجد مقرها بالداخلة مؤخرا بالسوق جبنا مستخلصا من حليب الناقة ،وذلك باعتماد تقنيات متطورة، وهي المرة الأولى على الصعيد الوطني التي يتم فيها صنع مادة غذائية من هذا القبيل. وتم صنع "أجبان الداخلة" وهي عبارة عن علبة من زنة 100 غرام حدد ثمنها في 25 درهم، بتعاون مع باحثين من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ومكتب دراسات متخصص، بفضل تقنيات مدروسة بعناية مكنت من تجاوز العراقيل الكامنة وراء عدم تختر حليب الناقة المعروف بخاصياته التي تجعل عملية تحويله إلى جبن أو زبدة صعبة التحقيق بالطرق التقليدية المستعملة فيما يتعلق بالمواشي الأخرى. ويرى المدير الجهوي للفلاحة السيد كمال حيدان، أن هذا المشروع يعد "تجربة رائدة على مستوى بلدان شمال إفريقيا بالنظر إلى التقنيات المستعملة وجودة الجبن المستخلص ". وأشار السيد حيدان إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار نشاط شمولي لتثمين قطيع الإبل ومنتجاته، مذكرا بالإجراءات التي تم اتخاذها في أفق دعم المربين وحماية القطيع. وكانت جمعية إنتاج جبن الناقة، التي تم إحداثها قبل ثلاثة شهور، قد استفادت من ثمان ناقات سلمتها إياها المديرية الجهوية للفلاحة، التي كانت قد نظمت، من جهة أخرى، لقاء حول تربية الإبل وتثمين منتجات الإبل بمناسبة تنظيم المعرض الجهوي الأول لجهة وادي الذهب-لكويرة . ويحتل حليب النوق، المعروف محليا بتسمية " فريك"، والذي عادة ما يتم تناوله طريا أو ممزوجا بالسكر والماء " الزريك"، مكانة أساسية ضمن قائمة المواد المستهلكة من قبل أسر الداخلة، كما يحظى بالإقبال خلال شهر رمضان المبارك. ويعتبر هذا الحليب، الذي يعد غذاءا أساسيا، اعتبارا لقيمته الغذائية ولفوائده وقيمته الرمزية، رئيسيا ودائم الحضور في مائدة الإفطار في شهر رمضان الأبرك لدى سكان مدينة الداخلة وباقي تجمعات ومراكز أقاليم جنوب المملكة. وحسب إحصائيات المديرية الجهوية للفلاحة بالداخلة، يبلغ الإنتاج السنوي من حليب النوق بجهة واد الذهب - الكويرة، حوالي خمسة ملايين لتر مقابل 600 ألف لتر من حليب الأبقار. وعرف قطيع الإبل خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعا جوهريا ليستقر حاليا عند أزيد من 25 ألف رأس. واتخذت المديرية الجهوية للفلاحة في إطار المجهودات المبذولة بغية تحفيز تطور قطاع الحليب، سلسلة من عمليات التحسيس والإخبار لفائدة المربين، همت الطرق والوسائل الكفيلة بحماية صحة الماشية والرفع من إنتاجية القطيع. وأحدثت المديرية الجهوية للفلاحة، بهدف تشجيع المربين على تحويل إنتاج قطيعهم للحليب صوب التسويق، نقطا لتجميع الحليب ببعض المراكز القروية والحضرية على مستوى الجهة.