أظهر الإجماع الوطني، مرة أخرى، عزلة بوليساريو والجزائر، المخالفين للإرادة الدولية بشأن تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربيةإذ كرست لافتات الأحزاب السياسية، المثبتة في مختلف الأماكن العمومية بمناسبة عيد العرش، الإجماع الوطني في قضية الصحراء المغربية، وأن "المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها"، مع مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل من أجل رفع الحصار عن كافة المحتجزين في مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري. وثمنت كل القيادات الوطنية، السياسية والجمعوية، ما أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش، معلنة التزامها وتمسكها بمغربية الصحراء، وأن الحل للنزاع المفتعل يكمن في المقترح المغربي، القاضي بتمتيع الأقاليم الجنوبية بنظام للحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية. وأعلن جلالة الملك، في خطاب العرش أن المغرب "لن يفرط في شبر من صحرائه، وأنه سيظل مدافعا عن سيادته ووحدته"، مشددا جلالته حرصه على سيادة المغرب على أراضيه الصحراوية. وأضاف جلالة الملك أن الجزائر تسير في "معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا"، في إشارة إلى سيادة المغرب على الصحراء، عبر البيعة، التي يقدمها شيوخ القبائل الصحراوية، منذ زمن بعيد. وأعلن جلالته حرص المغرب على "مواصلة التشاور والتنسيق، لتعميق علاقتنا الثنائية مع الدول المغاربية الشقيقة، وذلك في انتظار أن تتخلى الجزائر، عن معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا والمشروعية، بشأن قضية الصحراء المغربية". وجدد جلالة الملك تمسك المغرب بمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للأزمة القائمة، والتي تنص على منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا، في إطار السيادة المغربية، معلنا جلالته أن مبادرة الحكم الذاتي تبقى مقترحا واقعيا لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي، في إطار الأممالمتحدة. بالمقابل، ظلت الجزائر حجرة عثرة أمام كل تسوية سياسية للنزاع المفتعل، عبر دعمها المباشر لبوليساريو، وتعمل ممارستها في عرقلة كل جهود التسوية السياسية للنزاع المفتعل على إطالة جمود اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس سنة 1989، والذي لم يجتمع قادته سوى مرة واحدة. ويعد الاحتفال بعيد العرش مناسبة سنوية لتجديد أواصر البيعة المتبادلة بين العرش والشعب، وتجديد الإجماع الوطيد على ثوابت المغرب، المتمثلة في وحدة الوطن والتراب والهوية، وعلى مقدسات الأمة، التي يضمنها أمير المؤمنين، المتجلية في عقيدة إسلامية سمحة، بخصوصيتها المغربية، القائمة على المذهب السني المالكي، والاحترام المتبادل بين الأديان السماوية، والانفتاح على الحضارات.