في مقاله اليومي في صحيفة فلسطين، يبدي أحد الكتاب إعجابه بكلام رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" حين خاطب اليهود في إسرائيل قائلاً: حكومتكم تزرع الحقد والكراهية، حكومتكم تنتهك الكرامة الإنسانية، حكومتكم تقود سياسة خاطئة، الحصار فاشل ويجب أن ينتهي، إرهاب الدول يجب أن يتوقف" لقد علق د. يوسف رزقه على هذا الكلام قائلاً: كان أردوغان حصيفاً ومتوازناً في خطابه ، إذ فرق بذكاء بين الحكومة الصهيونية والشعب، ليقطع الطريق على الحكومة وعلى الحركة الصهيونية طريق اتهامه بمعاداة السامية، والانتقال من السياسة إلى الدين والجنس ، وهي لعبة خطرة في السياسة الدولية تجيدها الحركة الصهيونية. لقد وقع الكاتب في الخطأ ذاته الذي وقع فيه السيد محمود عباس حين قال: في مؤتمر بيت لحم: إن غالبية اليهود ضد العمل الإجرامي الذي قامت فيه الحكومة، وأن كل الكتاب والصحفيين، وكل الصحف الكبيرة في إسرائيل انتقدوا الاعتداء على سفن فك الحصار!. أزعم أن واجب كل فلسطيني أن يكون أكثر ثقة بعدالة قضيته، وأكثر فضحاً للترابط المصيري بين الحكومة الإسرائيلية واليهود في فلسطين. والتأكيد على أن أي يهودي يعيش في فلسطين هو غاصب، ولا حق له بالبقاء، لأنه سكن هذه الديار من سنوات رغم أنف أصحابها، بعد أن حل محلهم، وعليه لا فرق بين أي يهودي يعيش في فلسطين وبين قيادته التي انتخبها، وتمثله خير تمثيل. ولتأكيد وجهة نظري سأنشر الأرقام التالية التي تعزز فكرة الترابط بين الحكومة الإسرائيلية والإسرائيليين الذي أعطوها ثقتهم: في آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس، أعرب 57% من الإسرائيليين عن ثقتهم بالمسئولين السياسيين والعسكريين، بل زادت هذه الثقة بعد الهجوم على أسطول الحرية، ولم يبد 52% من الإسرائيليين أي قلق من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وفيما لو أجريت انتخابات مبكرة فإن اليمين الحاكم سيحصل على أكثر من 70 مقعداً، وسيرتفع حزب الليكود من 27 مقعداً إلى 33، وسيتراجع حزب العمل من 13 مقعداً إلى 8 مقاعد. للإفادة في هذا الشأن؛ فإن أعضاء الكنيست الإسرائيلي الذين تم فرزهم بانتخابات ديمقراطية، ويمثلون مزاج الشارع الإسرائيلي قد حددوا موقفهم من حصار غزة، ومن مجمل القضية الفلسطينية، كما أكد ذلك رئيس الكنيست الإسرائيلي "ريفلين" حين قال: إن معظم النواب في الكنيست الإسرائيلي يؤيدون القرارات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن كما يؤيدون استمرار فرض الحصار على غزة. وقال إن "أكثر من مئة من نواب الكنيست البالغ عددهم 120 نائبا يؤكدون أن لإسرائيل كل الحق بموجب القانون الدولي في فرض حصار على غزة لأنها أصبحت مشكلة بالنسبة لإسرائيل. هل ظل بعد ذلك إمكانية للتفريق بين الحكومة وبين من منحها الثقة، وما يزال.