لبنة جديدة وهامة لحفظ أرشيفها أطلقت وكالة "بيت مال القدس الشريف" مشروعا لإقامة أول مكتبة لتوثيق تاريخ المدينة المقدسة وفلسطين، حيث بدأ المشروع في العاصمة المغربية الرباط. وأعلن رسميا عن المشروع خلال الاجتماع التأسيسي للهيئة العلمية للمكتبة والذي عقد في المغرب، بمشاركة باحثين من فلسطين وعدة دول عربية. ويهدف المشروع إلى حفظ وصيانة هوية وذاكرة القدس التاريخية والثقافية والحضارية، ونقشها في الوجدان العربي باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية. وتنطلق قريبا أعمال التطوير لبناء مشروع مركز ثقافي مغربي، قريب من المسجد الأقصى أطلق عليه اسم "بيت المغرب" بإشراف وكالة بيت مال القدس والذي سيقام على مساحة دونمين. وتجرى اتصالات حالية مع حكومة تركيا لتحويل قرابة خمسة ملايين وثيقة ومستند بخصوص القدسوفلسطين، ليتسنى أرشفتها بالمكتبة. وستعمل مؤسسة إحياء التراث ومقرها القدس على نقل ما يقارب مليوني وثيقة عن المدينة المقدسة لوضعها بالمكتبة التي ستفتتح في الرباط الفترة القريبة. وقطع مشروع المكتبة مراحل متقدمة، ويتوفر للقائمين عليه 952 عنوانا من جميع أنحاء الوطن العربي، لديهم وثائق ومستندات حول القدس. ومن المقرر أن تصل الأيام القريبة إلى مقر المكتبة شحنة من فلسطين تضم ثمانمائة عنوان ومواد تاريخية ، وشحنة تضم خمسين عنوانا من مركز الإعلام العربي في مصر. ومن المقرر أن يتم توفير آلاف العناوين والوثائق المستندات باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية في المستقبل. وشارك في الاجتماع التأسيسي الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حسن خاطر، ومقرها رام الله. وقال خاطر -في تصريح للجزيرة نت- إن المكتبة لبنة جديدة وهامة في صرح الجهود الحثيثة التي تبذلها الوكالة لحفظ أرشيف المدينة المقدسة. وأضاف أن المكتبة جاءت لملء فراغ كبير يتمثل في الافتقار للمعلومات والوثائق الكفيلة بإبراز مكانة القدس وأهميتها، لتكون الوثائق في متناول الباحثين والمؤسسات المعنية والجمهور الواسع. وقال أيضا إن المكتبة بمثابة وسيلة جديدة لتفعيل القضية الفلسطينية، وإعادة القدس إلى وجدان الأمة العربية خصوصا وأن القدس "وللأسف الشديد مهمشة ومغيبة". وأشار خاطر إلى أن المشروع يندرج ضمن النضال لكشف الممارسات الإسرائيلية بتزييف تاريخ القدس وتهويده، والتأكيد على الهوية الحقيقية للمدينة المقدسة. من ناحيته أكد رئيس الأرشيف الوطني الفلسطيني أن إقامة هذا الصرح المكتبي بالمغرب بمثابة حلقة من حلقات الدفاع عن الوجود والحق العربيين في فلسطينوالقدس. كما أشاد محمد بحيص بالمشروع واعتبره نموذجا يحتذي به على الصعيد العربي والإسلامي. ويهدف المشروع إلى توفير قاعدة وأسس علمية وشاملة وقوية للمعلومات الصحيحة حول القدس، لتكون بمتناول الباحثين والمؤرخين ولتساعدهم في توثيق المعلومات الصحيحة. ويعتبر المشروع مساهمة في صيانة التراث العالمي والفكري والثقافي والعلمي للقدس ليكون بمتناول الجميع، ونشره عبر وسائل حديثة ومتطورة، وتقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية المختلفة للمجتمع العالمي والدولي وخاصة المجتمع الأكاديمي والبحث العلمي بكل ما يتعلق بالقدس وتاريخ فلسطين. وأكد المدير العام لوكالة "بيت مال القدس الشريف" عبد الكبير العلوي المدغري خلال الاجتماع التمهيدي للهيئة العلمية للمكتبة، أن إحداث هذه المكتبة يعتبر وجها من وجوه المقاومة الفكرية بهدف مواجهة تهويد القدس. وأضاف المدغرى أن مثل هذا الإنجاز هو وجه آخر من وجوه العمل العلمي الذي تقوم به الوكالة لنشر الوعي السليم بالقضية الفلسطينية، مع التركيز على تاريخها وعلى الحجج والوثائق التي تثبت هوية القدس العربية والإسلامية. (الجزيرة)