أعلنت وكالة بيت مال القدس الشريف، أول أمس الخميس بالرباط، عن افتتاح مكتبة متخصصة في تاريخ القدسوفلسطين. وتتوخى هذه المكتبة، التي أعلن عن افتتاحها خلال اجتماع تمهيدي للهيئة العلمية للمكتبة، بالأساس، «حفظ وصيانة هوية وذاكرة القدس والمقدسيين التاريخية والثقافية والحضارية، ونقشها في الوجدان العربي باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية الإسلامية». وتتمثل الأهداف الاستراتيجية لهذه المكتبة في «توفير قاعدة علمية وشاملة وقوية للمعلومات الصحيحة حول القدس الشريف، وتقديمها للباحثين باستخدام كافة الوسائل المتقدمة في نقل المعلومات والمعارف، والمساهمة في صيانة التراث العالمي والفكري والثقافي والعلمي للقدس الشريف، وتحقيقه وفهرسته وتيسيره ونشره بمختلف الوسائل الحديثة وتقنيات الاتصال المعرفي المتطورة». كما تتجلى هذه الأهداف في «تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية المختلفة للمجتمع العالمي، وخاصة المجتمع الأكاديمي، وفق طرق علمية موثقة وأدوات اتصال سريعة وتقديم أفضل التسهيلات والوسائل المساعدة للمطالعة والدراسة، والبحث العلمي». وأكد المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف عبد الكبير العلوي المدغري، خلال افتتاح أشغال الاجتماع التمهيدي للهيئة العلمية للمكتبة، أن «إحداث هذه المكتبة يعتبر وجها من وجوه المقاومة الفكرية بهدف مواجهة تهويد القدس الشريف». وأضاف أن مثل هذا الإنجاز هو وجه آخر من وجوه العمل العلمي، الذي تقوم به الوكالة لنشر الوعي السليم بالقضية الفلسطينية، مع التركيز على تاريخها وعلى الحجج والوثائق التي تثبت هوية القدس العربية والإسلامية. وأكد المدغري أن هذا المشروع قطع مراحل متقدمة، مضيفا أن الوكالة تتوفر حاليا على952 عنوانا، وتنتظر وصول شحنة من فلسطين تحتوي على800 عنوان في الأيام القليلة القادمة، وشحنة أخرى من مركز الإعلام العربي بجمهورية مصر العربية تحتوي على50 عنوانا، في انتظار التوفر في المستقبل على آلاف العناوين باللغة العربية والفرنسية والانجليزية. وأشار المدغري إلى أعمال البناء التي ستنطلق قريبا في القدس الشريف، بعد انتهاء مرحلة الدراسة والتصاميم، لإنجاز مشروع مركز ثقافي مغربي قريب من المسجد الأقصى أطلق عليه اسم «بيت المغرب» بإشراف وكالة بيت مال القدس. ومن جانبه، قال الأمين العام للهيئة العليا الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حسن خاطر، في كلمة بالمناسبة، إن هذه المكتبة لبنة جديدة في صرح الجهود الحثيثة التي تبذلها الوكالة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل الدفاع عن القدس الشريف. وأكد خاطر أن هذه المكتبة التي جاءت لملء فراغ كبير يتمثل في الافتقار للمعلومات والوثائق الكفيلة بإبراز مكانة القدس وأهميتها، سيكون لها دور هام في إعادة القدس إلى الوجدان العربي، وكشف الزيف الإسرائيلي من خلال التأكيد على الهوية الحقيقية لمدينة القدس. أما رئيس الأرشيف الوطني الفلسطيني محمد بحيص فأبرز أن إقامة هذا الصرح الكبير بالمغرب يعتبر حلقة من حلقات الدفاع عن الوجود والحق العربيين في فلسطين، منوها بهذه المبادرة الطيبة التي تشكل نموذجا يحتذى به على الصعيد العربي والإسلامي.