"كل ما له علاقة بالإصلاح الدستوري مرتبط بالتوافق مع جلالة الملك" الأخ علي اليازغي: "استحضار روح وفكر عمر تأكيد على المهام الملقاة على عاتقنا" أكد الأستاذ لحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأن كل ما له علاقة بالإصلاح الدستوري مرتبط بالتوافق مع جلالة الملك وهو الذي يقرر في كل ما له علاقة بالإصلاحات الدستورية، وذلك في معرض حديثه عن النقاش الوطني الذي فتحه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع الأحزاب الممثلة في البرلمان لتفسير الإصلاحات السياسية والدستورية، حيث قال: "لا يمكن أن نتقدم في هذا الملف بكيفية ملموسة إذا لم نساهم في خلق جو يساعد على انخراط عدد كبير من الأحزاب، وأن نوفر الشروط لأن الاتحاد الاشتراكي لوحده من الصعب جدا أن يفرض الإصلاحات التي نطمح إليها..." وأضاف عضو المكتب السياسي، مساء أول أمس في افتتاح الملتقى الجهوي الأول الذي نظمته فروع الشبيبة الاتحادية بالجهة الشرقية بتنسيق مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والكتابة الجهوية للحزب تحت شعار: "معا من أجل التفكير في صلب اهتمامات الشباب المغربي"، والذي احتضنته مدينة السعيدية وحضره عضو المكتب السياسي الأخ عبد الحميد جماهري والأخ علي اليازغي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية إلى جانب عدد كبير من المناضلات والمناضلين الاتحاديين، أضاف بأن "الفاعل السياسي ببلادنا أصبح يستهلك ولا ينتج كما أصبح يمارس ردود الفعل لأنه لا يتسم بمواقف تميزه عن الفاعلين السياسيين الآخرين، ومواقفه أصبحت بعيدة عن الابتكار وعن الاجتهاد..." واستطرد قائلا: "لقد غيبنا الفكر داخل الاتحاد الاشتراكي وأصبحنا نمارس السياسة بكيفية مغلقة بدون أرضية وبدون مرجعيات كما أصبحنا نتغذى من توتراتنا الداخلية، والسياسة بدون فكر تؤدي إلى الطريق المسدود وتؤدي إلى ممارسة نوع من البراغماتية العمياء وهذا ما ينخر جسد الكيانات الحزبية المحترمة ببلادنا..." داعيا في هذا الإطار فروع الشبيبة الاتحادية إلى الاهتمام بالبعد الفكري في المجال السياسي وإعادة الاعتبار للفكر داخل الحزب "إذا أردنا أن نطور الممارسة السياسية في بلادنا"، والاجتهاد لإغناء الاتحاد الاشتراكي من خلال اقتراحاتهم في مختلف المجالات، لأن الخطر –يقول المالكي- "الذي يهدد حزبنا والذي يهدد العمل السياسي ببلادنا هو تغييبنا للفكر..." مركزا على ضرورة المبادرة والتكوين والاهتمام بالفكر لأن "المفاهيم الجديدة للبناء الديموقراطي والانتقال الديموقراطي كانت كلها من صنع النخبة الشابة التي كانت تناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي" –يضيف الأستاذ لحبيب المالكي- وتطرق أيضا إلى ضرورة العمل على التعبئة لإنقاذ السياسة في بلادنا وتجديد العلاقة بين الشباب والسياسة وبين المواطن والسياسة، وذلك من خلال اجتهادات فكرية وخطاب معبر وواضح يجد كل واحد منا نفسه فيه، ولتحقيق ذلك أكد الأخ لحبيب المالكي بأن الحل بين أيدي الاتحاديات والاتحاديين وخاصة الشباب وذلك بتسريع وتيرة إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال إنجاح الندوة التنظيمية التي ستعقد قبل حلول فصل الصيف، وقال في هذا الصدد "إذا ساهمنا جميعا في إنجاح هذه الندوة أعتقد بأن عدة تساؤلات وعدة قضايا مرتبطة بالديموقراطية الداخلية ومرتبطة بأسلوب جديد لتنظيم علاقاتنا على جميع المستويات، وكيفية احترام بعضنا البعض كيفما كان الاختلاف إذا كان الجميع متشبث بالوحدة وبالهوامش في مجال حرية التعبير وفي مجال الاجتهاد وفي إطار احترام الضوابط، كل ذلك سيساعدنا على جعل الاتحاد كيان حي كيان مفكر كيان يمارس مكالمة الشعب المغربي..." وأضاف بأنه "علينا أن نتعبأ جميعا من أجل إنجاح الندوة التنظيمية لأن نجاحها سيساعد على طمأنة كل الأخوات والإخوة الذين يطرحون الآن عدة تساؤلات حول مستقبل حزبهم"، داعيا الجميع إلى الانخراط محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا في مسلسل التحضير للندوة التنظيمية، والاهتمام بالقضايا التنظيمية انطلاقا من مواقعهم وانطلاقا مما يمكن أن يساهموا به من أجل إنجاح هذه الندوة التنظيمية. وفيما يتعلق بالشبيبة الاتحادية وأدوارها الطلائعية كقاطرة داخل الاتحاد الاشتراكي، أشار الأخ لحبيب المالكي بأن الاتحاد الاشتراكي كان دائما يعتبر بأن تطوره مرتبط ارتباطا عضويا بتنظيم شبيبته واليوم –يقول المالكي- "نعيش انطلاقة جديدة رغم الصعوبات من خلال هذا الملتقى، ونعتبره معبرا عن إرادة حقيقية في التغلب على كل المشاكل حتى تستمر الشبيبة الاتحادية مدرسة لكل الاتحاديات والاتحاديين الشباب..." مؤكدا بأن الاتحاد الاشتراكي في حاجة إلى شبيبته والشبيبة بحاجة إلى حزبها، مذكرا في هذا السياق بما استطاع الحزب أن يقوم به في كل المحطات الانتخابية طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات حتى العشرية الحالية بفضل قدرة الشبيبة الاتحادية على التعبئة وعلى رفع الشعارات وعلى شرح برامج الحزب محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، لذلك يضيف الأخ لحبيب المالكي "لابد من جعل هذه المحطة محطة الأمل، محطة متجهة نحو المستقبل ومحطة تجاوز كل المشاكل التي عشناها، منفتحين على بعضنا البعض موحدين إرادتنا في التغيير لتصبح الشبيبة الاتحادية ملكا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن ركائز رأس ماله الرمزي، لأنكم أنتم الشباب من مصادر قوة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن الأسباب التي ساعدت الاتحاد وضمنت استمراريته..." واسترسل قائلا "انتم أيها الشباب عندما تتوقفون يتوقف الحزب وعندما تستنهضون يستنهض الحزب وعندما تعيشون توترا يعيش الحزب توترا مزدوجا، لذلك لابد من مساءلة الذات اليوم ولابد أن نجعل من المكاشفة البناءة والإيجابية مصدرا لاسترجاع الثقة فيما بيننا جميعا كيفما كانت الحساسيات وكيفما كانت الاجتهادات لأننا يجب أن نجعل من حزبنا حزبا متماسكا حزبا موحدا وحزبا قويا..." هذا وأفاد عضو المكتب السياسي بأن تنظيم هذا الملتقى، والذي يهدف إلى فتح نقاش حول قضايا تهم الشباب، موقعهم، دورهم ومنهجية تدبير عدة ملفات في كل الواجهات التي تهم الشباب اليوم على المستوى التلاميذي والمستوى الجامعي... والاهتمام بالتكوين، بمدينة السعيدية يحمل في طياته رسالتين: رسالة اقتصادية واجتماعية، بحيث أن السعيدية أصبحت من الأقطاب السياحية المهمة في بلادنا رغم المشاكل المرتبطة بتدبير عدة مشاريع ومنجزات. ورسالة سياسية لكون السعيدية مدينة حدودية وهذا اللقاء –يقول لحبيب المالكي- "يتضمن نداء إلى الشباب الجزائري والشباب المغاربي حتى لا نجعل من التراجعات الحالية ومن ابتعاد تحقيق ذلك الحلم الكبير المتعلق بإنجاز المغرب الكبير واقعا، علينا أن نقاوم كل القوى وكل التيارات في كل البلدان، وخاصة داخل الجزائر الشقيقة، ليستمر القطار المغاربي لأنه بدون استمرار القطار المغاربي لا يمكن للجزائر أن تتطور ولا يمكن كذلك للمغرب أن ينجز ما يطمح إليه في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي وحتى المجال الثقافي". كما تطرق للحديث عن الأسباب الرئيسية للعزوف والمتمثلة "في الحملة التي شنت ضد الأحزاب منذ سنة 2002" وأكد على ضرورة التذكير بذلك "لأن خصوم الديموقراطية في بلادنا يستعملون تكنولوجيات جديدة وأصبحوا يمارسون احترافية عالية في خلط الأوراق وفي تضبيب الأوضاع لجعل المشهد السياسي ببلادنا مشهدا غامضا"، وقال بأن "العزوف ليس بموقف يعلن على أن المواطن المغربي لا يهمه الشأن العام، بل العزوف رسالة لخصوم الديموقراطية ببلادنا"، مضيفا "بطبيعة الحال نتحمل جزءا من المسؤولية، وأكدنا ذلك في مواقفنا وفي بياناتنا وقمنا بنقد ذاتي مؤكدين على النقص في التواصل مع المواطنين وفي جعل المعارك داخل الحكومة، منذ سنة 1998 إلى اليوم، معارك مغلقة لا علم للمواطن بما كان يجري من مقاومة ومن صمود ومن تفكير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا شيء لابد من تسجيله من باب النقد الذاتي الذي بدون شك سيساعدنا بالنسبة للمستقبل على تغيير منهجية تدبير الشأن العام في السنوات المقبلة." ونحن على أبواب فاتح ماي، دعا عضو المكتب السياسي إلى تعبئة الشباب للمشاركة داخل المقرات أو في الشارع لإحياء هذا الحدث العمالي وتجديد الارتباط بالحركة العمالية ببلادنا، والاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية "لأن هويتنا كاشتراكيين ديموقراطيين هو أن نجعل من المسألة الاجتماعية مسألة دائمة ومستدامة، وأن نجتهد في كل ذلك بل أكثر من ذلك يجب أن نؤسس لنموذج اجتماعي مغربي متميز"، مؤكدا بأن "الاتحاد الاشتراكي، نظرا لاختياراته ولتجربته وارتباطاته على المستوى الدولي، هو المرشح الوحيد للتفكير في نموذج اجتماعي يساعد المغاربة على جعل أوضاعهم المالية تتسم بنوع من الاطمئنان في كل القضايا التي أصبحت تفرض نفسها علينا"... أما الكاتب العام للشبيبة الاتحادية الأخ علي اليازغي فأشار في كلمته بأن الملتقى يشكل لحظة متميزة "تدعونا لاستلهام فكر عمر بنجلون، واستلهام ما قدمه هذا المناضل التقدمي من تضحيات جسام في سبيل تطوير وتوضيح الخط المذهبي والهوية السياسية لحزبنا، ولهذا لم يكن اعتباطا أو من صدف التاريخ أن تكون لحظة تأسيس الشبيبة الاتحادية هي لحظة استمرار للفكر الاشتراكي التقدمي الذي انتهجه شهيدنا عمر بنجلون..." وأضاف الأخ اليازغي بأن استحضار روح وفكر عمر "ليس من باب النوستالجية السياسية بقدر ما هو من باب التأكيد على المهام التي لازالت ملقاة على عاتقنا اليوم كشباب اتحادي من أجل مواصلة معركة البناء الديموقراطي وتحصين المكتسبات التي حققها حزبنا منذ نشأة الحركة الاتحادية إلى اليوم..." ونوه الكاتب العام للشبيبة الاتحادية بمستوى الحضور الشبابي في ملتقى السعيدية مؤكدا في هذا الصدد بأنه "لخير دليل على أن الشبيبة الاتحادية قادرة على لعب أدوارها الطلائعية إلى جانب الشباب المغربي من أجل مغرب لكل المغاربة" مشيرا إلى الدينامية التي أطلقتها وانخرطت فيها الشبيبة الاتحادية منذ إعادة هيكلة مكتبها الوطني والتي تصب في مسلسل البناء والتحضير للمؤتمر الوطني الثامن، الذي –يقول الأخ علي- "نريده مؤتمرا نوعيا يعطي نفسا جديدا على مستوى التفكير والعمل، ويفتح آفاقا جديدة تستوعب التحولات المجتمعية وانعكاساتها على قضايا ورهانات واهتمامات الشباب المغربي، مع ما تتطلبه من انفتاح على كل الطاقات الشبابية والقوى الحية ببلادنا". كما ذكر بقرار الشبيبة الاتحادية تنظيم قافلة الوحدة بمناسبة ذكرى مؤتمر طنجة، هذه القافلة التي ستنطلق من مدينة العيون إلى المركز الحدودي "جوج بغال" بمشاركة إخواننا في الشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاشتراكية وشبيبة الحزب الاشتراكي الموحد، "موجهين نداء باسم الشباب المغربي إلى الشباب الجزائري من أجل العمل سويا لتخطي كل الحواجز التي تعوق بناء المغرب العربي، ومواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد مستقبلنا الذي هو بالتأكيد مستقبلنا نحن الشباب المغربي" يضيف علي اليازغي. ذ.سميرة البوشاوني"الإتحاد الإشتراكي"