أجساد مجانية اقتنصتها الأزقة والشوارع وسلمتها هدية متواضعة للمنحرفين والخارجين عن القانون . مواطنات من نوع خاص انتهى بهن المطاف بمحطة غريبة تستمد قوتها من هاجس التشرد وجحيم الإغتصاب . زوايا ليلية تحولت إلى أسرة فيها كل شيء مباح حيث تنهش الكلاب الضالة ما تبقى من أجساد أدمية أنهكها الخلل العقلي والحاجة واحتظنها التهميش واللامبالاة . دخول إجباري لدائرة الصمت أين تغتصب مشردات بعيدا عن لغة الشكايات وقاموس الإحتجاجات على حد تعبير مصدر حقوقي تسائل إلى متى ستظل الأيادي تتلاعب بأجساد مجانية تتقادفها الأزقة والشوارع بعدد من المدن الشرقية أمام الأعين المسؤولة التي تكتفي بالتفرج على مهزلة ضحيتها قاصرات وأمهات مشردات . نسبة ثقيلة في نظر منتسبة لمركز الإستماع للنساء ضحايا العنف تؤرخ لمرحلة انعدمت فيها الإنسانية في الوقت الذي يتم من خلاله الإحتفال بيوم المرأة حيث تنتصب اللافتات وتعقد الندوات في نظرها وكأن نساء الطرقات ممن يعشن على عتبة الموت هن من فصيلة الحيوانات . حكايات على ألسنة معذبات لا يستطعن حتى سرد ما يتعرضن له من محن واعتداءات جنسية بعامل الخلل النفسي أو العقلي أو الكبر بين أحضان عائلات خرجت إلى الوجود أمام قانون إلتحاف الأرض وافتراش السماء . وفي هذا الصدد تقول فاطمة وقد كشفت جزئا من مفاتن جسمها بشارع محمد الخامس بوجدة أين تمددت على لحاف متسخ وهي تستعد للإختباء بغطاء ممزق “ما عندي فين غادي نمشي . هنا دري “. ابتسمت وغطت رأسها مكتفية بالنظر بين الفينة والأخرى على المارة من ثقب كبير بغطائها في انتظار ليل موحش تستقبل من خلاله ذئابا اقتحمت قانون الغاب لتنهش فرائس جنسية سهلة بإحدى زوايا مدينة وجدة المظلمة من بينها فاطمة التي لازالت تحتفظ بجمالها رغم الخلل العقلي . هذه الشابة التي هي في الأربعينيات من عمرها كانت تعيش حياة هادئة رغم الإعتماد على جسدها من أجل مواجهة الحياة القاسية . لم تكن تفكر في الغد وفي ماذا سيحدث . عصفت بها بعض المشاكل ولم تترك لها فرصة الهرب من أزمة عقلية جعلتها ترفع الراية البيضاء وتستسلم لواقع مر تجاوزت من خلاله كل النقط الحمراء. ضحايا اعتداءات واغتصاب: كانت تنام بالشوارع بمدينة بركان بعد خروجها من بيت الزوجية في حالة نفسية متدهورة . استسلمت بسهولة للمنحرفين وذئاب الظلام وخرجت منهكة من دائرة اعتداءات جنسية بعدة ولادات غير شرعية بالأزقة . تحكي إحدى المهتمات بالنساء المعنفات ببركان قصة امرأة كبر بجانبها أطفال غير شرعيين تعلموا فنون الإختلال العقلي من أمهم التي ربتهم على طريقتها . وإذا كان أطفالها قد اختفوا حسب روايات مختلفة فإن قاصرة لاتزال معها تتقاسمها الضياع والتشرد وتأخذ منها القسط الأوفر من الإغتصاب . وكانت مصلحة الشرطة قد تلقت خبرا بحمل القاصر في السابق وعند نقلها للطبيب اتضح بأن القاصرة تعرضت مرارا للإغتصاب وعدم حملها يرجع إلى صغر سنها . رجعت ابنة المختلة للتشرد مع أمها وكأن شيئا لم يحدث على حد تعبير المهتمة من أجل إكمال رحلة الشقاء والموت بالنسبة لطفلات لم يذقن طعم الأبوة أو التمدرس يتسولن أو يقدمن أجسادهن المجانية من أجل البقاء كما حدث لقاصرتين يحترفن التسول من أجل توفير مصاريف عائلتيهما حسب مصدر حقوقي بمدينة جرادة.ساعات طويلة من التسكع واإحتكاك وصل بهما إلى حدود الحمل لكي يرجعا بعد مد الحمل وجزر الولادة إلى محطتهما السابقة في انتظار هجوم بشري مجرد من الإنسانية في نظر نفس المصدر الذي اعتبرهما من ذوي الإحتياجات الخاصة وطالب بالعمل على الإعتناء بهما وبأمثالهما اللواتي تتزايد أعدادهن بالمدينة .وتروي إحدى الشابات كيف تلقت السب والشتم من امرأة متوحشة على حد قولها ببركان حين اقتربت من أطفالها الثلاثة من أجل مساعدتهم حيث صرخت في وجهها وحاولت ضربها مكافأة لها على شفقتها على أطفال صغار فات إثنين منهما قطار التمدرس مع أم تربيهم بالشوارع أين سيكونون طعما للمنحرفين والخارجين عن القانون . حكايات أقدمت من خلال إحداها قاصرة على الهرب من منزل العائلة والسفر لمدينة وجدة لتسقط بين مخالب وحش بشري تفنن في ممارسة الجنس على جسدها الذي انتهى بها بجحيم التشرد . مشردات بمدينة وجدة جرادة بركان والناظور ومدن أخرى بالمنطقة الشرقية قطعن مسافات طويلة من العذاب والمعاناة والإغتصاب دون الإنتباه إليهن في معظم الأحيان من أجل إضافتهن لقائمة طويلة تجاوجزت 1500 حالة بالجهة الشرقية من معنفات تعرضت أعداد منهن لإعتداءات جنسية خارج العلاقة الزوجية.