تحولت العديد من نقط / أحياء تراب الحي الحسني، إلى «مرتع» للكلاب الضالة، لدرجة أصبحت تشكل تهديدا لسلامة وصحة المواطنين، الذين رفع العديد منهم شكايات للجهات المعنية، من أجل التدخل للحيلولة دون ازدياد أعداد هذه «الحيوانات الشاردة»! المعطيات المتوفرة ميدانيا، والتي تزكيها شهادات مواطنين متضررين، تشير إلى عدم اقتصار تواجد الكلاب الضالة على الأحياء الهامشية، والدواوير المنتشرة بالمنطقة دوار بوشعيب الوطني بليساسفة نموذجا ولكنها حاضرة حتى على مستوى التجمعات والتجزئات الحديثة، كما هو حال «دار السلام، قصبة الامين، رياض الالفة، الزوبير، الحاج فاتح ، الصفاء»! ف «خرجات» هذه الكلاب «الجماعية» أضحت طقسا لافتا خاصة بالليل والساعات المبكرة من الصباح، بحثا عن «غذائها» بصناديق القمامة قبل العبث بمحتوياتها! يقول أحد المواطنين «الغريب، أنه رغم علامات المرض الظاهرة على هذه الكلاب التي تعاني من الهزال، لا جهة تعاملت مع الوضع بالجدية اللازمة»! حي الصفاء، واحد من الأحياء التي تفرض فيها الكلاب قانونها الخاص، تسيطر على جل الأزقة، حتى باتت تتسلل إلى بعض الدور في غفلة من أصحابها، حيث هاجمت، مؤخرا، طفلا صغيرا كان في طريقه صباحا الى سيارة النقل المدرسي غير بعيد عن منزل الأسرة! وتزداد المعاناة خلال الفترة الليلية عندما يتم «فرض» حظر للتجول، فلا صوت يعلو على «نباحها»، مم يفقد الساكنة الإحساس بالراحة، فيما ينتاب القلق المصلين المتوجهين لأداء صلاة الفجر بالمساجد ، خوفا من مباغتة هذه الكلاب لهم ! وارتباطا بظاهرة الكلاب الضالة ، سبق أن خضع حوالي 1922 شخصا بالدار البيضاء لإجراءات التلقيح ضد داء السعار (داء الكلب) بمعهد باستور خلال السنة الماضية، وذلك في إطار شراكة بين المعهد والمصلحة المكلفة بداء السعار بمديرية حفظ الصحة التابعة للجماعة الحضرية، وأرجعت مصادر مسؤولة بالمديرية ، ارتفاع عدد المصابين بداء السعار، إلى انتشار الكلاب غير المراقبة بالمدينة ، إضافة إلى أن الكلاب أصبحت تفرض ما يشبه «حالة طوارئ» في مجموعة من الأحياء السكنية. وتشير المعطيات الرسمية على المستوى الوطني، إلى أنه يسجل سنويا ما بين 20 و30 حالة من داء الكلب البشري، وما بين 400 إلى 450 حالة من حالات داء الكلب الحيواني! هي إذن، ظاهرة تنضاف الى «سيل مداد» من المشاكل المتفاقمة التي تنم عن خلل ما، في منظومة ما، تجعل منطقة الحي الحسني «غارقة» في «بدونة» عامة، كما هو حال انتشار الأبقار، الحمير، وخيول الكراول.. بشكل يطرح أكثر من سؤال!