"معلومات تقع في القلب وقع الماء البارد على نفوسنا نحن أهل فلسطين والذين لم يتسنى لنا العيش على أرضها ، وحتى الولادة فيها ، فنحن المنتشرين على أرض الله ، لا ننكر أننا والحمد لله نعيش في بلاد الشتات والحمد لله ما زلنا نقف على أرجلنا، ونشكر الدول التي استضافتنا ولكنا كنا نتمنى أن نُدرب على كيفية استرجاعنا لأرضنا ولكن ما باليد حيلة ومهما حملنا من جنسيات فستبقى فلسطين في القلب ننتظرها وتنتظرنا. فلا تطنوا أننا نسناها يوما." من المفيد والمهم والضروري والواجب , على كل عربي عموما , وفلسطيني خصوصا , أن يتابع كل ما يستجد على الساحة الفلسطينية في الداخل والخارج على حد سواء ...وعلى المثقف العربي أن " يحدث " معلوماته بين فترة وأخرى حول أعداد الشعب الفلسطيني , وأماكن تواجده ...هذا الشعب العظيم الذي تعرض لأكبر ظلم في التاريخ...تزوير للتاريخ ,تشرد , قتل , سجن , إعتقال , نفي , هدم البيوت , مصادرة للأرض , إغتيالات , حصار , بناء جدار الفصل العنصري , إضطهاد, تمرد على الشرعية الدولية , إحتلال أراض عربية لدول مجاورة , والاهم من كل ذلك " توريط" الفلسطينيين في مفاوضات وإتفاقات وهمية , ومثلها معاهدات " سلام " كاذبة وخادعة مع دول الطوق لتحييد هذه الدول وإخراجها من ميدان المعركة مع عدو صلف جبان لا يحترم إتفاقا أو عهدا شأنه شأن من سبقوه منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا !!! لا يختلف عاقلان على أن الأرض الفلسطينية سرقت وسلبت من أصحابها الشرعيين , وإستخدمت من أجل تحقيق أهدافها كل الوسائل غير المشروعة وعلى حساب شعب يقيم على أرضه التاريخية ووطنه على يد مجموعات من " شراذمة " الأرض بعد أن قرر منظرو الحركة الصهيونية أن الدولة اليهودية مكانها فلسطين !!!! ومن خلال حركتهم القومية ( الصهيونية ) ....قرروا أن فلسطين هي المكان .. وأنها " أرض الميعاد " ...وأنها " أرض الأجداد "التي سيعودون إليها بعد " غربة " طويلة عنها !!!! بدأت طلائع المستعمرين الإستيطانيين من يهود العالم الذين - كما هو معروف وثابت - , كانوا مضطهدين , ومنبوذين , ومكروهين تحت إسم " المهاجرين " في العام (1882). ومن نافلة القول أن نذكر هنا بأنهم مؤمنون بأن شرق النهر ( الأردن ) هي أيضا من أرض الميعاد متحججين بحركة سيدنا موسى عليه السلام في المنطقة !!!! كانت أولى الهجرات في ذلك العام ...ولأنهم كانوا بالألاف لم يشكلوا خطرا على " ديموغرافية " فلسطين , على إعتبار أنها منطقة مفتوحة لكل الأديان ...وأن اليهود العرب كانوا منتشرين في معظم أنحاء الوطن العربي الكبير بمن فيها تركيا وإيران من دول العالم الإسلامي خاصة وأن الجميع كان تحت مظلة الحكم العثماني بإستثناء إيران ممن ذكرت وما يعرف بالمملكة العربية السعودية اليوم - لست متأكدا من هذه المعلومة - وأرجو ممن يعرف أن يتداخل على المقالة لتوضيح هذه المسألة !! ففي العام ( 1894 ) كان عدد سكان فلسطين الطبيعية (322,238 ) , منهم ( 42,871 ) مسيحيا ... أي ما يعادل 13,3 من العدد الإجمالي , يعيشون مع إخوتهم المسلمين بمحبة ووئام وسلام , يشاركونهم أفراحهم وأتراحهم وأعيادهم وثقافتهم الإسلامية على أساس من الإحترام المتبادل ...وحرية العبادة !!! ولكن ...بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي إنعقد في مدينة " بازل " السويسرية في العام ( 1897 ) بزعامة مؤسس الحركة القومية اليهودية ( الحركة الصهيونية ) ...سيء الذكر " تيودور هيرتزل " ...والقرارات التي إنبثقت عنه بدأ العمل الجدي للإستيلاء على فلسطين ...وبدأت الهجرات الكبيرة من شتى بقاع الدنيا إلى المنطقة التي سماها الكشافون " العروس التي تنتظر عريسا " ...فبدأ " العرسان " بالتوافد على العروس " الفلتانة " !!! العروس والعرسان كانوا بحاجة لأرض يستوطنوها لتحويلها إلى " كيبوتس " وعلى طريقة " المشاع " وإختلط الحابل بالنابل مما جعل العرب يقفون في البداية مشدوهين ...معتقدين أن هناك " إمبراطورية عثمانية " تقف خلفهم وتحميهم ...وبدأ التململ والتذمر العربي يظهر للعيان إلى أن جاء الدواء الإنجليزي لكل المشاكل ...وعد " بلفور " وزير خارجية بريطانيا العظمى التي كانت الشمس لا تغيب عن مستعمراتها في العام 1917 ليعد اليهود بإقامة دولتهم في أرض الميعاد ...وأتبع ذلك بالإنتداب البريطاني على جميع فلسطين !!! في العام (1922 ) , كان مجموع سكان فلسطين ( 752,048 ) موزعين كالتالي : المسلمون ( 589.177 ) , ) , اليهود ( 83,790 ) , المسيحيون (71,464) , آخرون ( 7,617 ). لاحظوا هنا أن عدد اليهود فاثق عدد المسيحيين خلال 30 عاما ( 1882- 1922) بعد تسع سنوات من هذا التاريخ وتحديدا في العام ( 1931 ) أصبح التوزيع السكاني كالتالي : مسلمون (759,712 ) , يهود ( 174 ,610 ) , مسيحيون ( 91,398 ) , آخرون ( 10,101 ) . لاحظوا هنا , أن المسلمين والمسيحيين إزدادوا بشكل طبيعي . أما اليهود فلقد تضاعف عددهم تقريبا ...أي أنهم زادوا بنسبة 100% خلال 9 سنوات . وهي سنوات الهجرة المكثفة ...ولم تكن الحرب العالمية الثانية قد إشتعلت بعد (1939 ) ...وقبل ثورة ال 1936 ولكن كانت قد سبقتها ثورة فلسطينية في العام 1929 وهي الثورة الأولى والتي سارع الإنجليزي المستعمر إلى إخمادها , وكان المغفور له الأمير ( الملك فيما بعد ) قد أخذ وعدا من تشر تشل في القدس في العام 1923 بإستثناء شرقي الأردن من وعد بلفور ..وكانت الإمارة قد تشكلت في العام 1921 !!! هذا التنفيذ الممنهج للمخطط الصهيوني للإستيلاء على فلسطين الحبية , سهل أمره ضعف وتخلف عربي شاملان , وإستعمار بريطاني وفرنسي , وإمبراطورية عثمانية كانت في النزع الأخير تلفظ أنفاسها أعادت العرب 400 عاما إلى الوراء حتى بات العالم العربي بحاجة لفترة زمنية مماثلة ليعيد مجده الغابر . في المقابل بدأت في فلسطين هجرة مسيحية معاكسة من فلسطين إلى خارجها ...حيث كان عددهم قبل نكبة العام 1948 يعادل 7,6% من إجمالي السكان , هجر منهم أكثر من 60 الفا . ومنذ العام 1948 وحتى يومنا هذا يقدر عدد المسيحيين الذين هاجروا ب 234 الفا ...وهو لا شك عدد ليس قليلا !!!! ************************************ قامت دولة الكيان الصهيوني بعد هزيمة نكراء منيت بها الجيوش العربية الضعيفة وقليلة العدد والعدة , وحصل ما حصل ...وهو ليس موضوعنا اليوم , وأريد أن أقفز إلى العام 2008 لنتعرف على أعداد الفلسطينيين في العالم وتوزيعهم كما جاء في التقرير الإستراتيجي الفلسطيني لسنة 2008 والصادر عن ( مركز الزيتونة للدراسات والإستشارات ) مشكورا , ومقره العاصمة اللبنانية بيروت بعنوان : " التقرير الإستراتيجي الفلسطيني لسنة 2008 " , تحرير الدكتور محسن محمد صالح , وعدد صفحاته 336 صفحة , وصدر في الأول من تموز - يوليو 2009 ...يتناول مواضيع فلسطينية شتى ( لمن يرغب بالإطلاع عليه يستطيع الدخول على موقع المركز الالكتروني عن طريق البحث بواسطة جوجل ) . وتحت عنوان : " المؤشرات السكانية الفلسطينية " , فإنني أضع ما جاء في تلك الدراسة الأكاديمية الموضوعية ...راجيا عدم التعقيب أو التداخل إلا بما يغني الدراسة ويشكل إضافة نوعية إليها بعيدا عن العصبية أو الإقليمية البغيضة , أو النظرة السطحية للأمور ...كوننا نتحدث عن قضية قومية مركزية , لا مكان فيها للفكر الضيق .: **************************************** "أشارت التقديرات المنقحة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد الفلسطنيين في العالم قُدّر في نهاية سنة 2008 بحوالي 10 ملايين و602 ألف نسمة، أكثر من نصفهم (51.9%)، أي خمسة ملايين ونصف، يعيشون في الشتات. والباقي، أي خمسة ملايين ومائة ألف، يقيمون في فلسطين التاريخية، ويتوزعون على حوالي ثلاثة ملايين و878 ألفا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحوالي مليون و215 ألف نسمة في الأراضي المحتلة سنة 1948. أما في الأردن، فقد قُدّر عدد الفلسطينيين في نهاية سنة 2008 بحوالي ثلاثة ملايين و171 ألفاً نسمة، يشكّلون حوالي 29.9% من الفلسطينيين في العالم، وغالبيتهم العظمى يحملون الجنسية الأردنية. وقُدّر عدد الفلسطينيين في بقية الدول العربية بحوالي مليون و733 ألف نسمة، يتركز معظمهم في الدول العربية المجاورة، أي في لبنان وسوريا، ومصر، ودول الخليج العربي. وقُدّر عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية بحوالي 605 آلاف نسمة، يتركز معظمهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأمريكا اللاتينية وكندا وبريطانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي. وفي قراءة المؤشرات الديموغرافية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أظهرت إحصائيات سنة 2007 أن السكان دون سن 15 شكلوا ما نسبته 44.1% من إجمالي السكان، وشكل السكان في سن العمل ما نسبته 52.9%، في حين شكل كبار السن ما نسبته 3% فقط، مما يعني أن نسبة الإعالة تبقى عالية نسبياً. ويُشار إلى أن البيانات الصادرة عن الإحصاء الفلسطيني أظهرت أن معدلات الخصوبة في الضفة والقطاع قد انخفضت خلال العقد الأخير 1997-2007، حيث بلغ معدل الخصوبة الكلية 6.04 مولوداً بالاستناد إلى بيانات التعداد السكاني 1997 ثم أصبح 4.6 مولوداً سنة 2006، إلا أن معدل الزيادة الطبيعية للسكان في الضفة والقطاع ما زال مرتفعاً حيث بلغ 3% سنة 2007. كما أظهرت البيانات أن هناك انخفاضاً في متوسط حجم الأسرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث انخفض متوسط حجم الأسرة إلى 5.8 فرداً سنة 2007 مقارنة مع 6.4 فرداً سنة 1997. من جانب آخر انخفض متوسط حجم الأسرة في الضفة الغربية إلى 5.5 فرداً سنة 2007 مقارنة مع 6.1 فرداً سنة 1997، أما في قطاع غزة فقد انخفض متوسط حجم الأسرة إلى 6.5 فرداً في سنة 2007 مقارنة مع 6.9 فرداً سنة 1997 .". **************************************** لماذا نكتب اليوم عن هذا الموضوع بالذات ؟؟؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أن نسأل أنفسنا كمثقفين عرب : هل نسكت عن حقنا المسلوب ؟؟؟ وهل القضية الفلسطينية قضية إقليمية وليست قومية وإسلامية وعالمية ؟؟؟ وإلى متى سيظل شعبنا الفلسطيني وحده يعاني ويقاسي من الصديق قبل العدو ؟؟؟ وهل سنسلم القضية لمجموعة " أوسلو " ولمن باعوا نفوسهم للشيطان ؟؟؟ أولم يكن بعض منهم شركاء في عملية إغتيال الشهيد المغدور محمود المبحوح في دبي ؟؟؟ في مقالي السابق تناولت موضوع " الموساد وإنكشاف الساحات العربية " ...فإلى متى سنظل على هذه الحال ؟؟؟ هل نرفع أيدينا والرايات البيضاء مسلمين بالأمر الواقع المرير ؟؟؟ هل سيترك شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات وبعد ما يقارب 62 عاما تحت رحمة الدول المضيفة ...وأريد أن أستثني الأردن من هذه الدول ...لأسباب يعرفها الفلسطينيون أنفسهم ...وهم في وطنهم الثاني الأردن في القلب وفي مقلة العين. وكما قلت مرارا وتكرارا ...فإن القضية الفلسطينية يجب أن تظل حية في عقولنا وقلوبنا ونفوسنا نحن العرب والمسلمين إلى أن تتحرر كامل الأرض ...ولن نسامح أحدا كائنا من كان يفرط بشبر واحد منها !!!! يجب أن يبقى حق العودة مسيطر اعلى جميع مؤتمرات العرب والمسلمين ...وأن عدو العرب عدو مشترك ...اليوم في فلسطين ولا نعرف أين سيكون في الغد !!! أما بالنسبة للذين ارعبتهم الأرقام في الدول المضيفة فإنني أطمئنهم بأنه لا يوجد فلسطيني واحد على هذه الأرض لا يرغب بالعودة إلى فلسطين ...أو أنه ضد مبدأ تحريرها ...إلا ما ندر والنادر لايقاس عليه !!! أنا لا أزواد على أحد ..ولا أتدخل فيما لا يعنيني ...ففلسطين وإن كانت وطنا قوميا للفلسطينيين إلا أنها الأرض العزيزة على قلوب المسلمين والمسيحيين وهي تضم بين جنباتها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين , وخليل الرحمن , والقيامة والمهد وغيرها بالألاف من الأماكن التي تعنينا جميعا !!! فلسطين في القلب ...وأما هذه الدولة " المسخ " فمصيرها الزوال والذوبان في المنطقة ...ففي العام 2020 سيكون عدد الفلسطينيين فيها أكثر من عدد اليهود بأكثر من مليون ...خاصة بعد أن بدأت الهجرة اليهودية العكسية بعد أن تأكد للواهمين من بني صهيون أن دولتهم ...هي دولة في جيش وليس العكس ...وفي حالة تأهب وإستعداد على مدار الساعة ...فعن أي ارض ميعاد يتحدثون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ *************************************** وأخيرا وليس آخرا ...هذه تحية إجلال وإكبار إلى جميع أبناء شعبنا الفلسطيني أينما وجد ...وتحية أحسن منها إلى أبنائها المقاومين الغر الميامين أينما رابطوا ...أما التحية الخاصة فأجزيها إلى أرواح الشهداء الأبرار الذي سطروا أروع أنواع التضحية والبطولة والفداء..وضمخوا أرض فلسطين الطاهرة بدمائهم الزكية العطرة !!! أما أخيرا ...فهذه تحية أرسلها إلى أهلنا الصابرين المجاهدين المحاصرين في غزة هاشم ...غزة العزة والشموخ والصمود في زمن العهر والعار والجبن والذل العربي !!!