أكد عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، أن الشعب المغربي ينظر إلى الشعب الفلسطيني على أنه شعب صامدٌ ومرابطٌ ومحرَّرٌ من وهم الخوف، وخاصةً بعد التضحيات العظيمة التي قدَّمها أهل فلسطين بشكلٍ عامٍّ وأهل غزة على وجه الخصوص في التصدي لكل المحاولات الصهيونية التي تريد النيل من حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني. وأوضح بن كيران خلال مقابلةٍ صحفيةٍ مع المركز الفلسطيني للإعلام بعد وصوله إلى قطاع غزة على متن قافلة شريان الحياة ، أن المغاربة ينظرون إلى حركة حماس على أنها أمُّ المقاومة والصمود والثبات، وأنهم يحبون حركة حماس حبًّا شديدًا. وأكد بن كيران أن قلوب المغاربة تتفطَّر من الاعتداءات المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدسالمحتلة، من قِبل سلطات الاحتلال الصهيوني، وأن الحدود فقط هي التي تمنع المغاربة من الوصول إلى نصرة الفلسطينيين في أرضهم وترابهم الطاهر قائلاً: لو أن المغاربة فُتحت أمامهم الحدود، وزالت من أمامهم السدود، لأريتكم كيف تأتي الجحافل من هناك نصرةً للأقصى والقدس؛ فكل المغاربة مع القدس والأقصى، ولعل المستقبل سيكون الحكَم في وصول المغاربة إلى أرض فلسطين كي يقوموا بدورهم في حماية الأرض والمقدسات هنا في فلسطين الغالية . وفيما يلي نص المقابلة : تعاطف المغاربة مع الفلسطينيين بداية دكتور عبد الإله بن كيران هل لكم أن توضحوا لنا حجم التعاطف الذي يبديه أهل المغرب العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه قطاع غزة خاصة بعد الحرب التي وقعت مؤخرًا؟ أهل المغرب العربي لا يعتبرون أنه من الواجب التعاطف فقط مع الفلسطينيين، بل يريدون أن يجاهدوا معكم أنتم أهل غزة وأهل فلسطين الحبيبة، فشعورهم كله معكم، وأفئدتهم تتوجه نحوكم، وقلوبهم معكم ومع قضيتكم العادلة، فإن انتصرتم ينتصرون معكم، وإن انهزمتم ينهزمون معكم، وإن تفوقتم تفوقوا معكم، وإن صبرتم صبروا معكم، فشعورهم هو شعوركم، وللأسف الشديد فإن الظروف السياسية والحدود والجنود والسدود الموجودة بين المسلمين قانونيًّا وعسكريًّا تحول دون أن تصل هذه العواطف كما يجب، ونحن في المغرب محظوظون بوجود هذا البريطاني جورج غالاوي الذي يتمتع بأخلاق عالية، لقد ذكرني بشرفاء العرب الذين لهم باع طويل في الشرف والبطولة. هل هذه أول مرة تزور فيها غزة؟ وهل لك أن تصف لنا شعورك منذ أن دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي؟ أريد أن أقول شيئًا، وهو أنني أحاول دخول فلسطين منذ عام 1968م، منذ سنين طوال وأنا أتمنى أن أزور فلسطين الغالية، وكان شوقي يزداد لها عامًا عن عام، وقد بني هذا الشوق من خلال مسرحية حضرتها لشباب فلسطينيين وأنا في الرابعة عشرة من عمري، ومنذ تلك اللحظة وأنا أحلم بزيارتها، والحمد لله الذي كتب لي أن أطأ أرض فلسطين بعد 41 عامًا من الشوق. وعندما دخلت فلسطين انتابني شعور غريب، جعلني أسجد لله عز وجل، ثم أخذت أبكي من شدة الفرح والسعادة، بكيت لأنني دخلت الأرض التي حلمت بها، هذه الأرض المحررة من وهم الخوف، حيث يوجد فيها أناس يتجرأون على الطائرات وعلى القنابل الفسفورية، أناس يتجرأون على مواجهة العدو ولا يهربون منهم، أناس لا يحنون رؤوسهم بل يرفعونها عالية، أناس عندهم كرامة منقطعة النظير، على العكس من أولئك الذين يخافون من أمريكا وإسرائيل، فهنيئًا لشعب فلسطين ولأهلها، وهنيئًا لنا أيضًا لأننا جئنا إلى هنا. القافلة فتحت الحدود المغلقة ما الصعوبات التي واجهة قافلتكم شريان الحياة أثناء قدومها من أوروبا مرورًا بالمغرب العربي؟ أنا التحقت بالقافلة من العاصمة المصرية القاهرة، ولكن من حيث المبدأ فإن القافلة تعرضت للعديد من الصعوبات، حيث إنها تجاوزت العديد من الدول والحدود، وواصلت الليل بالنهار حتى وصل هؤلاء المتضامنون إلى حيث يشاءون، وصلوا إلى غزة أرض العزة والمفخرة، هذه القافلة المباركة كان لها العديد من اللمسات الرائعة، من ضمن هذه اللمسات هي تمكنها من فتح الحدود بين دول كانت مغلقة بينها الحدود لسنوات طويلة، والحمد لله. حركة حماس والمغاربة كيف ينظر المغاربة إلى حركة حماس والمقاومة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة بعد اندحار جيش الاحتلال عنه؟ المغاربة ينظرون إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس على أنها أمُّ المقاومة والصمود والثبات. المغاربة يحبون حركة حماس كثيرًا، ولا يحبون أن تُذكر هذه الحركة بسوء، وكذلك هم يحبون في كل محفلٍ أن يتم ذكر بطولات وتضحيات هذه الحركة الكبيرة والعظيمة. فعلى سبيل المثال كان هناك ذات مرة في المغرب ندوة لحزبٍ حكوميٍّ وجاء شخصٌ فلسطينيٌّ حكوميٌّ مسؤولٌ إلى هذه الندوة، وبدأ يتحدث، وأنهى كلامه ولم يذكر حماس ولا عطائها، فقامت الدنيا عليه في القاعة ولم تقعد، لقد أجبره الحاضرون على ذكر حماس ومقاومتها، بالإضافة إلى ذكر جميع تضحيات المقاومة وإنجازاتها في أرض فلسطين، هذا المثال لعله يوضح لك حب المغاربة لحركة حماس . في ظل الهجمة الصهيونية المحمومة والشرسة على المسجد الأقصى المبارك وعلى مدينة القدسالمحتلة، كيف ينظر المغاربة إلى الأخطار الصهيونية المحدقة بالمقدسات؟ إن كل ما يقع في أرض فلسطين من اعتداءات همجية بحق الفلسطينيين وبحق المقدسات من إيذاء، إن كل ذلك يوجد في نفوس المغاربة الغضب من هذه الاعتداءات، وهنا أشير إلى الاعتداءات الصهيونية على المقدسات وعلى الفلسطينيين، فالمغاربة كلهم مع الفلسطينيين ومع القدس الشريف، ولو أن المغاربة تُفتح أمامهم الحدود، وتزال من أمامهم السدود، لأريتكم كيف تأتي الجحافل من هناك نصرة للأقصى والقدس، فكل المغاربة مع القدس والأقصى، ولعل المستقبل سيكون الحكَم في وصول المغاربة إلى أرض فلسطين كي يقوموا بدورهم في حماية الأرض والمقدسات هنا في فلسطين الغالية. مستقبل الكيان الصهيوني كيف ترى مستقبل الكيان الصهيوني على أرض فلسطين؟ نحن نكره الاحتلال، ونكره الكيان الصهيوني، فهو يتصرف بـ غباء كبير، حيث إنه خرج مدحورًا من جنوب لبنان، واليوم يخرج مهزومًا أيضًا من قطاع غزة. لقد فشل في ضرب المقاومة الفلسطينية التي أجبرته على التقهقر والعودة من حيث أتى، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يزول فيه هذا الاحتلال. هل لكم من كلمة أخيرة توجهونها باسم أهل المغرب العربي إلى أهل فلسطين، وأهل قطاع غزة على وجه الخصوص؟ نحن في المغرب العربي نحب أهل فلسطين كثيرًا ونتمنى لو أننا نعيش معهم، لأنهم أهل المقاومة وأهل العزة والصبر والتضحيات، هم أهل الشهادة والعطاء، لن ننساهم أبدًا ما حيينا. نقول للشعب الفلسطيني الشقيق والعزيز اصبروا وصابروا ورابطوا، فلكم الغلبة والانتصار بإذن الله عز وجل.