يجري مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية لكوريا حول أهم قضايا التعاون الثنائي وسبل تعزيزها. ومبادرة الحكم الذاتي ستساهم في تشجيع الاندماج الاقتصادي بالمنطقة المغاربية. أكد السيد محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين، أن مبادرة منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، والتي تحظى بتأييد واسع، ستساهم في تشجيع مسلسل الاندماج الاقتصادي بمنطقة المغرب العربي واستتباب الأمن والسلام في جنوب البحر المتوسط وكذا محاربة الإرهاب الدولي. من جانب آخر، ذكر السيد بيد الله، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا السيد كيم هيونغ، بأن المغرب يستعد لدخول الألفية الثالثة على ضوء الجهوية الموسعة. وبخصوص مباحثاته مع المسؤول الكوري، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب على رأس وفد من الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا، قال السيد بيد الله إنها شكلت مناسبة لاستعراض مختلف الإصلاحات التي باشرها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأضاف أن المباحثات تناولت كذلك سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية ودعم الاستثمارات الكورية، مبرزا في هذا السياق أن المغرب يتوفر على عنصر بشري مؤهل. وكان رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا قد أعرب في تصريح مماثل عقب هذه المباحثات عن تقدير بلاده للمجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل إيجاد حل سلمي ونهائي لقضية الصحراء. وللتذكير،فقد أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا السيد كيم هيونغ، تم خلالها استعراض أهم قضايا التعاون الثنائي بين البلدين اللذين تربطهما علاقات وطيدة آخذة في التطور. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد بيد الله أطلع السيد كيم هيونغ، خلال هذا اللقاء، على الخطوط العريضة للتحولات الكبرى التي شهدها المغرب في العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس، التي تميزت بتحقيق مكتسبات هامة في مجالات عديدة جعلته ينخرط بقوة في الألفية الثالثة، مشيرا إلى ما راكمه المغرب من منجزات على مستوى تعزيز حقوق الإنسان والاهتمام بالهوية الثقافية الوطنية بأبعادها المتعددة وإقرار مدونة جديدة للأسرة وتوسيع مجال الحريات والفضاء السمعي البصري. وأكد السيد بيد الله، حسب البلاغ، أن المغرب بالرغم من إمكانياته المحدودة، استطاع بموارده البشرية وعزيمته القوية في العمل أن يحقق معدلات نمو مهمة وضبط توازناته الماكرواقتصادية وأن يستوعب بشكل إيجابي التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية إيجابيا، مضيفا أن مجهودات المملكة في هذا الإطار لازالت تواجه بالتعثر الذي يعرفه اتحاد المغرب العربي نتيجة استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وذكر السيد بيد الله بمقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب لوضع حد لهذا النزاع، مبرزا الدعم الدولي المتنامي الذي يحظى به هذا المقترح المندرج في مشروع الجهوية الموسعة التي يسعى المغرب إلى تعميمها على باقي جهات المملكة. كما عبر رئيس مجلس المستشارين عن تطلعه إلى أن تبدي كوريا مزيدا من الدعم والمساعدة بغية التوصل إلى حل متفاوض حوله ينهي هذا الصراع، بما يضمن تثبيت أسس الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة التي أصبحت تتهددها الكثير من المخاطر الإرهابية. من جهته، نوه السيد كيم هيونغ، يضيف البلاغ، بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس وبالمسيرة التنموية التي يقودها، والتي مكنت المغرب من تطويق تداعيات الأزمة العالمية، معربا عن أمله في تكثيف الجهود والمبادرات الكفيلة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية في شتى الميادين، خاصة في ظل استعداد البلدين لتخليد الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 2012. واعتبر المسؤول الكوري أن القيم والقواسم المشتركة التي تجمع البلدين يجب أن تحفز على تطوير منظومة التعاون الثنائي والرفع من حجم المبادلات التجارية وقيمة الاستثمارات الكورية في المغرب، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم المزيد من الدعم للمملكة في مجال النهوض بالتكنولوجيات الحديثة. وبخصوص قضية الصحراء، شدد السيد كيم هيونغ على أن بلاده تثمن عاليا الجهود التي يبذلها المغرب لإنهاء هذا المشكل وفق قرارات الأممالمتحدة وبالاعتماد على الوسائل السلمية القائمة على الحوار والتفاوض، معربا عن استعداد كوريا لتبادل الدعم بشأن الترشيح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي وترشيح كوريا لاحتضان الألعاب الشتوية الأولمبية لسنة 2018. كما شكل التعاون الثنائي بين المغرب وجمهورية كوريا محور لقاء جمع كذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا السيد كيم هيونغ. وتناول هذا اللقاء سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في مجالي المبادلات التجارية والسياحة، فضلا عن التعاون الثلاثي بين المملكة وكوريا والبلدان الإفريقية. كما ركز اللقاء على السبل الكفيلة بالاستفادة من خبرة جمهورية كوريا لدعم الدول الإفريقية السائرة في طريق النمو وتلك الأقل نموا. وكان السيد كيم هيونغ، الذي الثلاثاء الماضي زيارة إلى المغرب تتواصل إلى غاية 16 يناير الجاري، قد استقبل في وقت سابق اليوم من طرف كل من رئيس مجلس النواب السيد مصطفى المنصوري، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله.