هل يعتذر له كل من أساء إليه؟ إمام وجدي ضحية حملة مسعورة وخبر مُلفق "إمام يرفض أداء الصلاة على فتاة بوجدة بدعوى أنها زانية"، إنه عنوان الخبر الذي تصدر أغلب الصحف والجرائد بحر هذا الأسبوع، مع فارق بسيط في بعض التفاصيل. ومن المنتظر أن تلتحق بالكوكبة جرائد أخرى وطنية و جهوية، ورقية و إلكترونية، وقد تدخل القناة الثانية على الخط كعادتها للنيل من الإمام "المتطرف" ومن وراءه، وربما تتبعها الهيئات الحقوقية المعلومة !! هكذا إذن تتم مغالطة الرأي العام و توجيهه في الاتجاه الذي يخدم جهات معينة، لها مصلحة في التحريض ضد العلماء والفقهاء وتأليب الناس ضدهم وربما المقصود من الحملة هو رأس رئيس المجلس العلمي الذي دأبت بعض المنابر على التحامل عليه والتحريض ضده. تناقل الخبر أزيد من 30 منبر لحد الآن، في وجدة وبركان والسعيدية والناضور وزايو وتاوريرت وأكادير وشيشاوة وتطوان... ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي ... وتناسلت التعليقات و اختلف القراء بين مؤيد لموقف الإمام ومعارض له، ووصف بعض الساخرين ما حدث ب"التشرميل" الديني... والخبر كله ملفق ومكذوب !! و لقد نفى الإمام كل ما جاء فيه، وأكد لهسبريس أنه صلى على هذه الجنازة ورافقها إلى المسجد وهو نفسه من أطر العزاء في بيت الفقيدة وقد اصطحب معه أربعة من طلبة العلم والجميع شاهد على ما يقول !!! فهل تتحلى عند هذه المنابر الإعلامية بالشجاعة وتنشر التكذيب وتقدم الاعتذار للإمام؟؟ الخبر الأصلي (وفاة التلميذة) لم ينشر إلا في منبر أو منبرين، وكأن الصحافة تحاشت الخوض فيه، مراعاة لمشاعر أسرتها، وهذا مفهوم، وقد تحول الموضوع إلى مشكل سخانات الغاز !!، فنقرأ مثلا في يومية "الأحداث المغربية" ليوم 8 أبريل: "انضاف إلى لائحة الأموات ضحايا سخانات الغاز الطويلة شاب وشابة في مقتبل العمر، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة مساء السبت الأخير 5 أبريل 2014 الجاري بحمام منزل كائن بشارع الحسن الثاني بمدينة وجدة ،متأثرين بتسرب غاز البوتان من سخان الماء.هذا ونقل الهالكان إلى مستودع الأموات بالمستشفى الولائي بالمدينة المذكورة في انتظار إخضاعهما لعملية تشريح..." و في المقابل، تم تضخيم بعض العناصر في موضوع صلاة الجنازة (الرفض المزعوم للإمام الصلاة على الميتة) بل أضاف بعضهم أنه رفض إدخال النعش إلى المسجد !! وأضاف آخرون أنه متعنت وسبق أن قدم المصلون ضده شكايات عديدة !! المهم أن زاوية المعالجة التي طغت على هذا الخبر هي إدانة الإمام واستنكار سلوكه "المشين" ، كما تم تجريم سخانات الماء في الخبر الأول، وكان الأولى بكاتب الخبر الأول أن يتصل بالإمام، ثم يسأل العلماء عن حكم الشرع في النازلة. و الآن وبعد أن هدأت الزوبعة وتوقف التجييش، ألا يجدر بنا أن نفتح النقاش الهادئ في الموضوع الأصلي في هذه النازلة وما يتفرع عنه من قضايا مجتمعية مهمة من مثل: الخيانة الزوجية ، انحراف الشباب، حدود الحريات الفردية، دور الأسرة في تتبع مسار التلاميذ الدراسي والتربوي والأخلاقي، ودور رجال الأمن في حماية محيط المؤسسات التعليمية، ودور الأندية التربوية في تنشيط الحياة المدرسية وملء الفراغ، ودور الإعلامي المرئي بالخصوص في نشر الرذيلة وتزيين العلاقات الغرامية الحرام للشباب، وسبل تقوية دور الأئمة والعلماء والخطباء وتعزيز مكانتهم ورد الاعتبار لمن عزلناهم وضيقنا عليهم ومنهم أطر عليا وجامعيون ومفتشون و ليس لهم انتماء سياسي...إنهم ملح الأمة وحماة أبنائنا من السقوط في براثن الفسق والرذيلة ... والغريب أن بعض الهيئات الحقوقية تقيم الدنيا ولا تقعدها حين يتعلق الأمر بزواج القاصرات ( أقل من 18 سنة ولو بيوم واحد !!)، لكنها لحد الآن صامتة في موضوع (الزنا بالقاصرات-16 سنة- والتغرير بهن والمسؤولية المعنوية لأبواق الرذيلة) !! اللهم ارحم هذه التلميذة واغفر لنا ولها وتوفنا بعدها مسلمين وارزق أهلها الصبر والسلوان واهد يا رب صحافتنا إلى الطريق القويم وأبعدها عن الإساء إلى الأئمة والفقهاء الآمنين، آمين