للدخول لمليلية المحتلة تمكنت سرية الدرك الملكي بالناظور فجر فاتح ماي الجاري من ايقاف مئتا فرد من الأفارقة المنتمين لدول جنوب الصحراء وهم يحاولون اقتحام الاسلاك الشائكة المحيطة بمليلية المحتلة.والقوات المغربية وجدت صعوبة كبيرة في السيطرة على الوضع نضرا لقلة عددها ولإنشعالها بيوم العمال الذي تضطر فيه جميع السلطات والقوات الأمنية الى استنفار جميع افرادها لتنظيم استعراضات واحتفالات اليوم العالمي. ولأن المهاجرين الأفارقة يعلمون هذا المعطى جيدا،فقد استغلوا هذه الظرفية واختاروا منطقة باريو تشينو القريبة من جبل غورغو مكان تجمعاتهم.كما ان سرية الدرك بالناظور تحملت نفس اليوم كذلك اعباء جمة في استكمال الاجراءات القانونية مع جميع الموقوفين.،إذ تعمد الى تدوين المعلومات الشخصية لكل فرد حسب اسمه وسنه ومهنته ودولته وتنقيطه في الناظمة الالكترونية وطنيا ودوليا قبل العمل على تسفيره الى العاصمة الرباط حيث توجد تمثيلية المنظمة الاممية لغوث الاجئين ومنظمات دولية اخرى تهتم بشان الهجرة.ومتاعب الدرك وباقي القوات لا تقتصر على أفارقة جنوب الصحراء فقط فقد انضافت اليها العائلات القادمة من سوريا ومن الشرق الاوسط وكلها لها هدف واحد هو الدخول الى مليلية والوصول الى اوروبا. وفي نفس السياق، قال بيان رسمي صادر عن عمالة إقليمالناظور،أن السلطات المغربية ألقت القبض على 669 شخصا ونقل حوالي 20 متسللا إلى مستشفى الحسني من أجل تلقي العلاجات الضرورية إثر إصابتهم بجروح تسببت فيها الأسلاك الشائكة للسياج المحيط بمليلية المحتلة.وأضاف البيان الذي توصلت "المنعطف" بنسخة منه،أن حوالي 750 مهاجرا في وضعية غير قانونية حاولوا صباح الفاتح ماي الجاري،في إطار مجموعتين،العبور بالقوة إلى الثغر المحتل.وأوضح البيان أن المجموعتين لم تستجيبا للطلقات الإنذارية التي تطلقها الشرطة عادة،مشيرا إلى أن المجموعتين قامتا بإلقاء الحجارة ما أسفر عن إصابة عنصرين من قوات الأمن بجروح خفيفة وإلحاق أضرار بسيارتي خدمة. المهاجرون الأفارقة تدفقوا على الحدود الوهمية على شكل أمواج بشرية تمكن 140 منهم الدخول الى الثغر المحتل بينما بقي 160 عالقين فوق الأسلاك المطلة على مليلية المحتلة لمدة زمنية وصلت الى ساعتين و نصف،بعد أن تعذر عليهم الدخول الى مليلية تدخلت السلطات الإسبانية بمعية الصليب الأحمر وقامت بإنزالهم وتسليمهم الى السلطات المغربية. وللعلم،منطقة الناظور او الريف عموما اصبحت عالمية،وبعدما كانت لغته الامازيغية هي السائدة.أضحت تعج بعدة لغات افريقية مختلفة بين دولة وأخرى وبين نفس اللغة،زيادة على الكردية وتركية والإسبانية،حتى أن بعض الأفارقة تعلموا الامازيغية وتزوجوا واستقروا واطفالهم يتقنون عدة لغات مختلفة. واعتقلت قوات الأمن بداية ابريل الماضي 60 مهاجرا غير قانوني خلال محاولتهم عبور الحدود بين شمال بني أنصار ومليلية المستعمرة،وتمكن نحو 500 مهاجر من دول جنوب الصحراء في 18 مارس،من تجاوز السلك الحدودي في أكبر عملية اقتحام تعرفها مليلية المحتلة منذ اقتحام ضخم في عام 2005. ووصل إجمالي من تمكنوا من عبور السياج الحديدي منذ بداية فبراير الماضي إلى 1000 مهاجر. يذكر أن مدينتا مليلية وسبتة المحتلتين الواقعتين في شمال المغرب هما الأكثر قربا من أوروبا،وتتعرضان باستمرار لهجوم المهاجرين غير الشرعيين على سياجهما الفاصل البالغ ارتفاعه سبعة أمتار،والذي تعلوه أسلاك شائكة تندد الجمعيات الحقوقية باستعمال السلطات الاستعمارية الإسبانية لها. وازداد تدفق المهاجرين على المنطقة منذ بداية 2014، وخصوصا على مدينة مليلية حيث يؤوي مركز الاستقبال الحكومي حوالي 1800 شخص علما أن قدرته الاستيعابية لا تتجاوز 480 شخصا ولقي 15 مهاجرا غير شرعي مصرعهم غرقا بداية فبراير المنصرم،بعد إطلاق حرس الحدود الإسباني أعيرة مطاطية على قواربهم المطاطية،ما جلب على الحكومة الإسبانية انتقادات شديدة من الجمعيات الحقوقية والاتحاد الأوروبي.ومنذ ذلك الوقت تلقى الحرس الإسباني على حدود المدينتين أوامر بعدم استخدام الأعيرة المطاطية للتصدي لهجمات المهاجرين الراغبين في العبور إلى أوروبا،فيما تضاعفت محاولات هؤلاء لاقتحام السياج في الفترة الأخيرة. ووجه مسؤولو الاحتلال الاسباني في سبتة ومليلية المغربيتين نداء إلى الاتحاد الأوروبي لمساعدتهم في التصدي للهجرة غير الشرعية،فيما بدأ المغرب عملية واسعة النطاق لتسوية أوضاع المهاجرين الموجودين على أراضيه حتى يتمكنوا من الإقامة والعمل وتلقي الرعاية الطبية والدراسة. ووفق آخر أرقام صادرة عن وزارة الداخلية،فإن ما يقرب من 40 ألف مهاجر غير نظامي متحدر من دول جنوب الصحراء يقيمون على أراضي المملكة،في انتظار عبور محتمل إلى أوروبا عبر جيبي مليلية وسبتة المحتلين.