ستظل الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عالقة بالأذهان، وسيكتبها التاريخ لجلالته بمداد الفخر والاعتزاز. صدر، أخيرا، ضمن منشورات القصر الملكي كتاب بعنوان "الرحلة الملكية السامية لثلاث دول إفريقية" (السينغال والكوت ديفوار والغابون) من إعداد مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق المريني.ويوثق الكتاب لأهم أطوار الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدول الثلاث خلال الفترة من 15 إلى 31 مارس الماضي. ويتضمن هذا الإصدار أوراقا تعريفية بالدول الثلاث وبرامج الزيارات الملكية وتفاصيل هذه الزيارات من برقيات وأنشطة ملكية وخطابات متبادلة ومباحثات جلالة الملك مع زعماء هذه الدول ونصوص البيانات المشتركة التي صدرت تتويجا للزيارات. وفي تقديمه للكتاب الذي زينت صفحاته صور من أهم محطات الزيارات الملكية السامية. كتب عبد الحق المريني أن جولة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تندرج في إطار "سياسة المملكة المغربية المرتكزة على التعاون مع الأقطار الافريقية. وتعزيز الوشائج الأخوية الراسخة التي تجمع جلالة الملك بقادة هذه الدول الصديقة عبر توالي اللقاءات والزيارات. والسعي إلى تحقيق المزيد من التواصل والتقارب والتفاهم معهم بما يسهم في تحقيق ما تتطلع إليه شعوبها من رخاء وطمأنينة واستقرار وسلام". وأوضح المريني أن المغرب نهج منذ حصوله على الحرية والاستقلال "سياسة خارجية تميزت بالتضامن المطلق والدعم القوي لكفاح الدول الإفريقية من أجل نيل استقلالها والتخلص من ربقة الاستعمار بكافة أنواعه. حيث مازالت العديد من البلدان الإفريقية تنوه بما أسداه المغفور لهما جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما من دعم كبير لحركات التحرر الوطني بهذه البلدان إلى أن استرجعت استقلالها وحريتها". واعتبر الزيارة السادسة لجلالة الملك محمد السادس للسينغال والأولى للكوت ديفوار والخامسة للغابون. "برهانا ساطعا على الرغبة المشتركة لتعزيز التعاون المثمر بين المغرب وبين هذه البلدان وغيرها من الدول الإفريقية في جميع الحالات". وأبرز مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي أن هذه الزيارات الملكية أعطت ديناميكية جديدة للعلاقات الثنائية مع هذه الدول الثلاث. حيث توجت بالتوقيع على سلسلة من اتفاقيات التعاون بينها وبين المملكة المغربية في مختلف المجالات الجيو-استراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. بما يعد بنقل الخبرات المغربية في كافة القطاعات إلى هذه الدول ويخدم مصالح شعوبها. وخلص إلى أن هذه الجولة الملكية الإفريقية تؤكد "التزام المملكة المغربية التاريخي بالوقوف إلى جانب البلدان الإفريقية في السراء والضراء. كما أنها خير دليل على وفائها بالتزامها الراسخ بتوطيد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بينها وبين هذه البلدان والتشاور الموصول والتنسيق المحكم معها في مختلف القضايا الثنائية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق التقدم المنشود في المحيط الإفريقي. الذي يعتبر المغرب جزءا لا يتجزأ منه. لجعله فضاء للأمن والاستقرار والتعايش والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات. ولتقوية التعاون المثمر جنوب-جنوب". وستظل الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عالقة بالأذهان، وسيكتبها التاريخ لجلالته بمداد الفخر والاعتزاز. إن هذه الزيارة تؤكد بشكل فعلي وصريح الحرص الملكي الدائم على التشبث بالجذور، والاهتمام البالغ بالإنسان في القارة السمراء، التي تتحول بفضل العناية الملكية من قارة إلى وطن، فالإنسان الإفريقي بفضل التوجه الإفريقي لصاحب الجلالة، فهو محط عناية واهتمام جلالته، ومتى كان في حاجة إلى مبادرة دعم وعطف، وجد من المغرب بقيادة قائده استجابة لنداء القلب والوجدان. إن الجولة الملكية، التي شملت السينغال ثم كوت ديفوار وتتواصل في الغابون، تؤكد من جديد أن جلالة الملك يهتم بالقارة الإفريقية، اهتماما يبرز الاعتزاز بالانتماء إليها، ويبرز، أيضا، التمسك بالجذور، وتقدير الأخوة الإفريقية بالقول والفعل. ويبقى إضفاء البعد الإنساني في أسمى تجلياته على الكثير من المبادرات الملكية، والذي لم تستثن منه الجولة الحالية (يبقى) أكبر شاهد على أن الإنسان الإفريقي يلاقي من جلالة الملك التقدير الذي يستحقه. وتؤكد الزيارات الملكية المتعددة إلى بلدان القارة السمراء أن المحبة والاهتمام قول وفعل وتتجسد ثنائية القول والفعل في التوجه الإفريقي لصاحب الجلالة، والذي تعبر عنه بصدق المبادرات لصالح القارة، وتعدد الزيارات، والإشارت والتوجيهات في خطب جلالته إلى الأمة منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين. ونشير في هذا الصدد إلى الخطاب الذي وجهه جلالة الملك إلى المشاركين في الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قال جلالة الملك "يجدد المغرب التزامه الراسخ، بمواصلة برامج التعاون والتضامن في مختلف البلدان الإفريقية الشقيقة، وفق صيغ متجدد وناجعة لتعاون جنوب جنوب، وفي خدمة الوطن الإفريقي".