بعد أن أتموا ركنهم الخامس وزاروا مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والمسجد النبوي للصلاة فيه والسلام على رسول الله -عليه أفضل الصلاة والتسليم- بجانب انتهائهم من زيارة أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في طيبة الطيبة شرع حجاج بيت الله في شراء كل ما تقع عليه أعينهم من المعروضات بالأسواق التجارية في المنطقة المركزية رافعين شعارا واحدا مفاده "يكفي أنها من المدينة". وقد غصت المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة بالحجاج الذين انتشروا في تلك الأسواق لشراء كل ما يذكرهم بهذه الأيام الفضيلة عند رجوعهم لبلادهم سالمين ويقدمونه هداية لذويهم وأصدقائهم، وفي مقدمة ذلك السبح والسجاجيد التي تحمل صور الحرمين الشريفين والتمور التي تشتهر بها المدينةالمنورة. والذاهب هناك في جولة على أسواق المنطقة المركزية سيلاحظ أن تلك المحال جهزت بالعديد من الهدايا التي تبرز روحانية مدينة المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، خاصة تلك التي لا يشكل نقلها عائقا للمشترين. ويتحدث الحاج زكريا محمد من وجدة/المغرب عن حرصه على شراء هدايا من المدينةالمنورة، لما تحمله من دلالات رمزية جليلة، مشيرا على سبيل المثال إلى عجوة المدينة والملابس والحلي التي تبهج كل من تهدى إليه، لأنها من طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وقال هاني الردادي الذي يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة: إن الموسم الثاني للحج يعرف بموسم الهدايا فالحجاج قبل عودتهم إلى بلدانهم يشترون ما جاز لهم من الهدايا من البقاع المقدسة لذويهم إذا ما عادوا إليهم، موضحا أن كل ما يعرض يباع، فهناك عملية شراء كبيرة على الجلاليب النسائية بمختلف أنواعها وأشكالها، لكن الطلب وكمية الشراء على الزي السعودي الرسمي، خاصة الثياب الرجالي والولادي منها هو الأكثر والأغلب. ويؤكد سليمان اللهيبي الذي يملك محلا لبيع التمور أن حركة البيع ونسبة شراء الحجاج للموسم الثاني أكثر منها للموسم الأول. ورأى أن من أفضل الهدايا التي يأخذها الحاج عند سفره لبلده هي التمور، لأنها من هذه الأرض الطيبة المباركة مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أنها تكون عادة مغلفة في عبوات جميلة كتب عليها هدية من المدينةالمنورة وبكميات مختلفة الأحجام والأشكال وتكون عادة جاهزة للشحن الجوي، كما أنها لا تأخذ حيزا كبيرا في حقيبة السفر. وأكد تجار متخصصون في بيع دهن العود والبخور في المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة، أن موسم الحج يشهد تنافسا بين الشركات يدفعهم لتخفيض نسبة الأرباح مقابل رفع نسبة المبيعات واستقطاب أكبر عدد من الزبائن الحجاج، مشيرين إلى انتعاش سوقهم في موسم ما بعد الحج، حيث يقبل الحجاج على الشراء بعكس الموسم الأول لدى قدوم الحجاج قبل الحج، إذ يتجنبون فيه الشراء بعدا عن الحمولة الزائدة في العفش قبل أداء نسكهم. وقال فؤاد الرحيلي الذي يملك محلا لبيع الأغطية واللحف والمطرزات: إن الحجاج في هذه الأيام ونظرا لاقتراب عودتهم إلى أوطانهم يعرجون على الأسواق المنتشرة في طيبة الطيبة، خاصة أسواق المنطقة المركزية المحاذية للمسجد النبوي الشريف بقصد شراء ما طاب لهم من الهدايا والمفرحات وكل ما يدخل البهجة والفرحة والسرور إلى ذويهم من الأهل والأصدقاء. وأفاد بأن الحجاج يشترون سجاجيد الصلاة بكميات كبيرة، كما أن الإقبال على شراء المدات والمشغولات والمطرزات وهي عبارة عن لوحات قرآنية من السجاد التي تحتوي على بعض الآيات القرآنية أسماء الله الحسنى يفوق كل الأصناف الأخرى.