الزربية المغربية هي لوحة فنية، ذات تعبير له قراءة مختلفة، وليست الزربية أداة للإستعمال اليومي فقط، بل هي تعبير عن حياة منطقة أو قبيلة معينة. تعتبر (الزربية) المغربية فناً أصيلاً وشكلاً من الأشكال الساحرة من الإبداعات اليدوية النسائية الجميلة وزينة الصناعة التقليدية في المملكة وشمال افريقيا لما لها من تاريخ عريق يحمل فيضاً من الرموز والدلالات والمعاني. ولهذا فإن كل زربية مغربية هي لوحة فنية، ذات تعبير له قراءة مختلفة. تتميز بمهارة وإتقان، في الأداء ليس لهما مثيل، وهي تعبير عن التقاليد المغربية الأصيلة والعادات الشعبية، وتفصح عن الأفراح والمعاناة التي تعيشها مبدعاتها. وتختلف الزربية المغربية من منطقة لأخرى، وكل منطقة لها خصوصيتها في إنتاج الزربية. حيث تستعمل كأفرشة في المنازل وزينة وديكوراً اصيلاً لدى مختلف العائلات، أنواعها كثيرة ومن اشهرها: زربية منطقة (تازناخت) الواقعة بنواحي مدينة مراكش في الجنوب لكونها ذات ميزة تتسم بالجودة والقيمة التاريخية والفنية العريقة وبإبداعاتها المتنوعة والفريدة. وهناك ايضاً (الوزانية) نسبة الى مدينة (وزان) شمال المغرب فضلاً عن (الزيانية) و(الرباطية) والعديد من الأنواع الأخرى. ان النساء اللاتي يصنعن الزربية المغربية مبدعات وفنانات بالفطرة وبخاصة انهن يقمن برسم العديد من الأشكال الفنية والإبدعات الساحرة وهو ما يجعلها تتحول الى لوحة تشكيلية رائعة، ولهذا فإننا نجد العديد من الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب يستلهمون أعمالهم من رسومات واشكال الزربية ما يخلق نوعاً من الإنسجام والتلاحم بين الفن البصري والفن اليدوي الأصيل. ان الزربية المغربية تتحول في هذا الجانب الى بطاقة بريدية تلعب دوراً أساسياً في التعريف بأهمية التراث المغربي والعربي، وتعمل على تنشيط الحركة السياحية برمتها مما ساهم في انبثاق العديد من الجمعيات والتعاونيات المغربية العاملة في هذا المجال. وتستعمل كل منطقة أنواعاً خاصة من الصوف حسب خصوصيتها، وألوانها معينة تعكس طبيعة هذه المنطقة. ومن الألوان المنتشرة فيها: الأحمر والأزرق الطبيعي والأسود والأصفر والبرتقالي. وتتم صناعة الزربية بفضل صبر الفتيات اللواتي يعملن في مشاغل الزربية التقليدية. وعلى كل فتاة تعمل في نسج الزربية، أن تتذكر الرسوم والألوان والحفاظ على تناسقها، وكل ذلك يتم تحت إشراف الخبير وهي مشرفة ذات تجربة كبيرة تسمى (المعلمة) بحيث تضل النساء عاكفات لشهور على ابداعها لتخرجه في الأخير وبأثمنة زهيدة جداً.