محطة السعيدية السياحية وجدت أخيرا الأموال الكافية لتطوير مرافقها،بعد أن أحدثت شركة جديدة بالمحطة تم تأسيسها بعد توقيع بروتوكول اتفاق بين مجموعة "صندوق الإيداع والتدبير للتنمية" و"الشركة المغربية للهندسة السياحية" و"شركة تهيئة السعيدية" ،بهدف أساسي هو إعادة تموقع المحطة بشكل أفضل،من خلال تطوير المرافق الخدماتية ورفع الطاقة الإيوائية للفنادق والإقامات السياحية إلى 8780 سرير،مع الحرص على زيادة الأنشطة السياحية من أجل الرفع من مستواها. وهو إجراء جديد أتى ضمن التدابير التي يرتقب أن تطلقها وزارة السياحة من أجل تفعيل المخطط الأزرق لرؤية 2020 السياحية،والذي يهدف في مرحلة أولى،إلى إعادة تموقع المحطات التي تم إطلاقها،واستكمال العرض السياحي بمحطات جديدة عبر تعزيز وتسريع وتيرة تطوير العرض الفندقي من أجل تحقيق الحجم الضروري بشكل أسرع.كما تمثل الهدف من وراء ذلك،في إعطاء موقع تفضيلي مميز ومستدام للمحطات عبر الاعتماد على منطق السوق،حيث كان مبرمجا أن يتم إغناء تموقع هذه الأخيرة بعروض تنشيطية وترفيهية متنوعة مكملة للبنى التحتية الأساسية. وقد استعاد صندوق الإيداع والتدبير مهمة تدبير محطة السعيدية من يد شركة تهيئة السعيدية "إس أ إس" المملوكة من طرف مجموعة الضحى وشركة فاديسا الإسبانية.وجاء قرار الصندوق الإشراف بشكل مباشر على تدبير المحطة،حسب محمد الفاسي الفهري،المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير للتنمية،بسبب عدم الرضا عن النتائج التي جاء بها التصور الأولي للمحطة،والتي أظهرت أن استغلال المؤهلات المتوفرة لم يكن بالشكل الأمثل. وأكد الفاسي الفهري،أن شركة تنمية السعيدية تعتزم اتخاذ مجموعة من التدابير من أجل النهوض بالمحطة،تهم بشكل خاص تهيئة وسط المحطة وتطويرها بما يتناسب وحماية المحيطين الطبيعي والثقافي بالمنطقة،بالإضافة إلى استكمال تهيئة البنى التحتية والأشغال المنطلقة بالمحطة.وسيتم ذلك في إطار برنامج رصد له استثمار مالي بقيمة 5 ملايير درهم،سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل،الأولى إلى غاية سنة 2015،والثانية إلى غاية 2018 ثم المرحلة الأخيرة إلى غاية 2020. وسترتكز المرحلة الأولى،على تنشيط المحطة وإقامة عدد من المرافق الترفيهية والتنشيطية،وتهيئة الكورنيش،وإقامة فضاءات خضراء،بالإضافة إلى وحدتين فندقيتين ستريان النور في أفق 2015.كما يتضمن برنامج تطوير المحطة إقامة حوض مائي ترفيهي وفضاءات رياضية وملاعب غولف ومصحة،بالإضافة إلى فضاءات ومنشآت سياحية أخرى. يشار إلى أن شركة تنمية السعيدية رأت النور عن طريق اتفاق أبرم في يونيو من السنة الماضية بين صندوق الإيداع والتدبير،بنسبة مشاركة بلغت 60 في المائة،والشركة المغربية للهندسة السياحية (30 في المائة)،بالإضافة إلى شركة تهيئة السعيدية (10 في المائة)،التي ستنتقل حصتها إلى كل من صندوق الإيداع والتدبير،والصندوق المغربي للتنمية السياحية،الذي يحل محل الشركة المغربية للهندسة السياحية. وزير السياحة أكد على الحاجة إلى تضافر جهود مختلف الفاعلين المعنيين لتشجيع تطوير وإعادة تموقع محطة السعيدية والنهوض بها.وقال خلال لقاء مع المهنيين في هذا القطاع بالسعيدية،إن هذه المحطة تعد مشروعا مهيكلا بالنسبة للمنطقة الشرقية برمتها وذلك من وجهة نظر اقتصادية وسياحية،مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس والحكومة يوليان اهتماما خاصا لتطوير هذه المحطة الرائدة ضمن مخطط أزور. وأضاف أن جميع الأطراف المعنية يجب أن تضاعف جهودها لتعزيز جاذبية وتنافسية هذه الوجهة من خلال القيام بجهود هادفة ومنسقة تروم تقوية المكتسبات ومعالجة المشاكل والعقبات الرئيسية التي تعرقل تنمية وإشعاع هذه المحطة السياحية.وتطرق المتدخلون،خلال هذا الاجتماع الذي عقد السنة الجارية،إلى الإجراءات التي يتعين اتخاذها لإنعاش هذه المحطة.وتم التركيز على الخصوص على إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي،وتعزيز قدرات استقبال المحطة (حوالي 4000 سرير حاليا) من خلال بناء وحدتين فندقيتين أخريين،ووضع برنامج للترفيه يمتد على طول السنة،وإحداث بنيات تحتية والمرافق الصحية اللازمة.وأثار المتدخلون أيضا في هذا اللقاء القضايا المتعلقة بالأمن،وتنويع العرض السياحي وتشجيع السياحة الداخلية،إضافة إلى الترويج والتسويق للمحطة. ترويج وتسويق اعتمدت فيه شركة تنمية السعيدية على غير المهنيين،لتكون انطلاقتها هذه السنة عرجاء،حيث كلفت إحدى شركات التواصل المغمورة ببركان لتنظيم زيارة ميدانية للمنابر الإعلامية الجهوية ومراسلي المنابر الوطنية الورقية والإلكترونية والبصرية،حضرتها جريدتين جهويتين وجريدة وطنية واحدة مع منبرين إلكترونيين من وجدة،وقاطعتها جل المنابر الجهوية وممثلي المنابر الوطنية والإلكترونية،تضامنا مع المنابر التي لم تتم دعوتها بسبب مواقفها أوكتاباتها السابقة حول شركة التواصل التي ارتكبت عدة أخطاء مهنية في الدورة الأخيرة لمهرجان الراي بوجدة.وهذا دون ذكر ما وقع في العشاء الذي نظمته نفس الشركة لمن تجاوب معها من الإعلاميين في أحد مطاعم السعيدية المسموح فيها تقديم الخمور لغير المسلمين. الوفد الإعلامي المصغر زار معرضا قيل أنه للصناعة التقليدية بالمنطقة الشرقية،ويروم،إظهار المنتوج التقليدي الصناعي الذي تزخر به المنطقة و مؤهلاتها في هذا القطاع،في حين أن المعرض المذكور لم تشارك فيه العديد من أقاليم الجهة،ولا يعبر بأية حال عن حقيقة الصناعة التقليدية بالجهة حسب ما صرح لنا به عضو بمكتب غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجهة الشرقية. ومن المشاكل التي يتخبط فيها مهنيو القطاع السياحي بالمنطقة،خاصة التي يعاني منها أرباب المطاعم بالمحطة السياحية والمتمثلة أساسا في واجبات الكراء الباهضة الثمن مع المستفيدين الأوائل من هذا المشروع الضخم،في ظل قلة المداخيل والإعتماد على فترة محددة في السياحة والمتمثلة في فصل الصيف،دون الإهتمام بالسياحة الداخلية لبحث فرص بديلة لمشروع ولد من نقطة الصفر،وضرورة وضع استراتيجية عاجلة لإنقاذ محطة السعيدية في ظل التراكمات والإخفاقات الكبرى. وكانت المحطة السياحية الجديدة هذه السنة تترنم على نغمات التنديد والاحتجاجات القادمة من تجار وسكان المحطة .شرارة انطلقت بالموازاة مع يوم دراسي نظم بالسعيدية وحظره وزير السياحة ورؤساء بعض الشركات الساهرة على تهيئة المشاريع السياحية المدرجة بالمخطط الأزرق .السكان الذين اشتروا منازل وإقامات بفاديسا نددوا بطريقتهم الخاصة أثناء انعقاد اليوم الدراسي المذكور بوضع لافتة كتب عليها "خدعنا"،بسبب عدم إنهاء أشغال التهيئة والغش في بعض التجهيزات على مستوى الإنارة العمومية والمساحات الخضراء والمسابح .بالنسبة للتجار منذ سنتين على قول متضرر وهم يطالبون لقاءات مع مسيري المدينة والمارينا بالمحطة السياحية من أجل عرض مطالبهم المتمثلة في خفض السومة الكرائية الجد مرتفعة في نظرهم مقارنة مع عدم الإقبال على محلاتهم لعدم انتهاء الأشغال بالمحطة السياحية الجديدة "أثناء الكراء اعتقدنا بالتزام الشركة بإنهاء الأشغال المبرمجة في إطار المشروع ولكن لحد الآن نسبة الإنجاز لم تتعد 15 بالمائة " إفادة من أحد المتضررين المطالبين باستشارتهم في إعداد برنامج التنشيط.