امتزجت الإيقاعات الفلكلورية المحلية بتلك الآتية من عمق إفريقيا جنوب الصحراء ورقصت فرق «العلاوي» الوجدية إلى جانب فرقة تقليدية من بورندي في حفل افتتاح المعرض الجهوي للصناعة التقليدية الذي ينظم على هامش الدورة السادسة لمهرجان الراي الدولي. واهتزت الأكتاف والأقدام في رقصات فلكلورية مغربية بورندية توحد بينها روح الانطلاق والمغامرة التي تشع من حركات الراقصين وتؤشر على خصال النبل ومعاني الفروسية٬ وذلك قبل أن يعبق المكان روحانية حين تقدمت فرقة عيساوية٬ على الطريقة الوجدية٬ لتقدم عرضها الفني. وقال إميري نكورسيزا٬ عن الفرقة البورندية٬ إن الرقصة التي قدمتها فرقته كانت تؤدى عادة بعد الانتصار في الحروب٬ مشيرا إلى «رقصة الصيادين» تلك لا تعدو كونها دعوة إلى المحبة والسلام وإلى تعزيز قيم العيش المشترك٬ وهو ذات المعنى الذي تنضح به رقصات العرفة ذات الطابع الحربي الخاص. وتوزعت أروقة المعرض٬ الذي افتتح فعالياته والي الجهة الشرقية٬ عامل عمالة وجدة أنكاد محمد مهيدية٬ بين مصنوعات الجلد والخشب والنسيج والخياطة والفخار والحديد وغيرها٬ وهو ما أحال فضاء قرية الصناع لوحة فنية تمتزج فيها الألوان والأشكال الإبداعية وأثار لدى زواره مشاعر الإعجاب والانبهار. وقالت زائرة٬ وهي تراقب الزرابي المعروضة بعين فاحصة٬ إن معاينة هذه القطع الفنية يعود بها إلى الوراء٬ إلى «زمن الصنعة الجميل»٬ فيما ألح آخر أنه يشم «رائحة البلاد» كلما طالع هذه التحف التي خرجت من بين «أصابع الصناع الذهبية». وأعربت فاطمة تاغلاوي٬ عارضة من فكيك٬ عن أملها في أن تؤسس لشبكة علاقات مهمة مع الزبناء والشركاء من خلال هذا المعرض٬ معتبرة أن المعرض فرصة لتسويق منتوجات «مشغل المرأة لجمعية النهضة بفكيك»٬ الذي تشرف على إدارته٬ لتسويق منتوجاته من الملابس التقليدية وتجهيزات الصالون التقليدي. وتتواصل الفعاليات الموازية للدورة السادسة لمهرجان الراي الدولي بحملات طبية لفائدة ضعاف البصر وأخرى تحسيسية لفائدة الصناع التقليديين حول الخدمات البنكية٬ فضلا عن عروض للأزياء وحفلات موسيقية بفضاء قرية الصناع. وانطلق أمس الاثنين الدورة الثانية ل»راي أكاديمي»٬ الذي يكتشف المواهب الغنائية في فن الراي٬ إذ يتبارى عشرة فنانين صاعدين على المراكز الثلاث الأولى التي تقود الفائزين إلى المشاركة في سهرات المهرجان الكبرى إلى جانب عمالقة فن الراي.