هل يعتبر إهمال الحدائق بعد صرف أموال طائلة عليها نوعا من أنواع تبديد الأموال العمومية؟ قبل حلول الألفية الثالثة، وبالضبط إلى غاية سنوات الثمانينات من القرن الماضي، كانت بلدية وجدة تتوفر على عدة مصالح من ضمنها مصلحة النباتات التي كانت تسهر على مجموع المساحات الخضراء بالمدينة، ورغم قلة الموارد المالية التي لم تكن تتجاوز بضعة آلاف من الدراهم، وقلة الموارد البشرية التقنية، حيث أن المصلحة لم تكن تتوفر سوى على مساعد تقني كان يرأسها، ولكن بحكم كفاءاته هو وطاقم البساتين وإرادتهم القوية وحبهم لعملهم، فبحكم هذه الميزات كانت جميع حدائق المدينة منتعشة ودائمة الاخضرار، مزينة بجميع الورود والأزهار الموسمية خلال الفصول الأربعة، واليوم وبعد توسع مصلحة النباتات وتوفرها على مهندسين وتقنيين في الاختصاص، وعندما أصبحت تقدر الميزانية المخصصة لها بملايين الدراهم، أصبحت حدائق المدينة أو ما تبقى منها مهملة وبدون تتبع مستديم لها سواء من ناحية السقي أو التشذيب أو غرس النباتات، بحيث تحول بعضها إلى مساحات جرداء عوض أن تكون خضراء، إضافة إلى انعدام الحراسة بهذه الحدائق خاصة الكبرى منها، والتي توجد بوسط المدينة أوتلك التي توجد بين مفترق الطرق المزدوجة ولا تنتبه إليها الجهات المسؤولة وتشفق من حالها المزري إلا عند اقتراب زيارة من الزيارات الملكية فتنفق عليها أموال طائلة وتجند لها أطقم متعددة من اليد العاملة، ولكن مباشرة بعد الزيارة وبسبب الإهمال وعدم التتبع تعود تلك الحدائق إلى حالتها القديمة في انتظار زيارة ملكية قادمة، فإلى متى سيبقى الحس البيئي والجمالي غائب عن المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي؟ وهل لا يعتبر إهمال الحدائق بعد صرف أموال طائلة عليها نوعا من أنواع تبديد الأموال العمومية؟