سنة جفاف وحكومة تهمل الأرياف. المغرب الحالية سنة جفاف، تأخرت الأمطار عن مواعيدها فيبس الزرع وجف الضرع . وهاهي البادية بفلاحيها وكسابيها تعيش أوضاعا صعبة قاسية .في عيون الناس تشع الأزمة وفي اهتماماتهم لا يعلو صوت على صوت طلب اللطف في ما قضى الله وقدر. كان حريا بالحكومة أن تقف إلى جانب البادية اليوم في محنتها، فنصف سكان المغرب هناك . الحكومة تؤجل مناقشة الميزانية بسبب صراعات وزرائها، و«فرحة»الاستوزار لم تبرح بعد رئيس الحكومة وتشكيلته . ولاتزال آلة العمل الحكومي تطحن الماء بدل أن تنتج إجراءات وتدابير ملموسة يشعر بها الفلاح الذي لايجد دعما ولا سندا لمواجهة سنة الجفاف . الحكومة لم تعالج بعد ملف مديونية الفلاحين، ولم تضع حدا للمضاربات في أسعار مواد العلف، ولم تقدم تسهيلات في مجال السقي، وأصرت على السداد قبل الاستفادة. سنة جفاف وحكومة تهمل الأرياف أعلن عمار عبد المجيد، مهندس زراعي، وعضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أن القطاع الفلاحي في وضعية كارثية، مؤكدا أنه يعيش مظاهر الجفاف، سيما أنه لن يشهد تساقطات مطرية الأسبوع الجاري. وقال عمار، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن أمل تساقطات مطرية كان كبيرا لدى الكثير من الفلاحين، إلا أن الخيبة كانت كبيرة، سيما أن فصل الربيع على الأبواب، ما اضطر المزارعين ببعض المناطق إلى إطلاق قطعانهم في المساحات المزروعة التي تضررت. مؤكدا أن الإجراءات التي وضعتها وزارة الفلاحة والصيد البحري لمساعدة الفلاحين، خصت البطاطس فقط، مع العلم أن زراعات أخرى تضررت أيضا، بشكل كبير، من غياب التساقطات، ومن موجة الصقيع التي شهدها المغرب أخيرا. وأوضح عمار أن قطاع تربية المواشي، تضرر أيضا من الوضع الذي يشهده المغرب، مضيفا أن المربين عجزوا عن توفير الأعلاف، إذ ارتفعت أسعار بيعها إلى مستويات قياسية الأمر الذي جعلهم يعرضون مواشيهم للبيع، وبالتالي أصبح العرض أكثر من الطلب. كما أثرت موجة الصقيع على زراعة الخضر التي تضررت بشكل ملحوظ، ما ألهب أسعار بيعها للمستهلك، إذ ارتفعت أسعار بعض الخضر بشكل صاروخي على غرار الفاصوليا الخضراء، التي بلغ سعرها 25 درهما للكيلوغرام، والقرع الذي قفز سعره إلى 16 درهما، والطماطم التي بلغ سعرها 7 دراهم، إضافة إلى الجزر الذي يناهز سعره 6 دراهم. إلى ذلك، ألح عمار على تتدخل الدولة، على وجه السرعة، من أجل وضع برنامج لمحاربة الجفاف وتخفيف أضراره، ومساعدة الفلاحين على توفير الأعلاف للمواشي. وقال عمار عبد المجيد، إنه في حالة تساقط الأمطار في الأيام المقبلة، قبل أن يحل فصل الربيع، من الممكن أن تنتعش القطاني، والمزروعات السقوية ، بعد أن ترتفع حقينة السدود. من جانبهم، يعتبر الكثير من المهتمين بالقطاع الفلاحي، أن على المغرب تغيير سياسته الفلاحية من أجل تفادي الوقوع في المشاكل التي يشهدها حاليا، باعتبار أن ما يعيشه القطاع الفلاحي، راجع إلى أن المغرب يعتمد على المزروعات البورية، وأن 10 في المائة فقط من مجموع الأراضي الفلاحية، تعتمد على السقي. من جانبه، قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، إن الظروف المناخية التي شهدها المغرب، كانت لها انعكاسات على بعض المناطق وبعض المزروعات٬ سيما المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية التي تأثرت بقلة التساقطات المطرية. وأضاف أخنوش، في معرض جوابه على سؤال في جلسة سابقة للأسئلة الشفوية لمجلس النواب، أن ذلك أثر سلبا على الغطاء النباتي بالمراعي٬ فيما ألحقت موجة الصقيع أضرارا بعدة مناطق. وأعلن أن الوزارة على اطلاع دقيق بحجم الخسائر التي خلفتها الظروف المناخية، وذلك من خلال المتابعة اليومية لوضعية القطاع الفلاحي والتي تشمل كافة جهات المملكة٬ موضحا أن قصب السكر والبطاطس تعد من بين المزروعات الأكثر تضررا. وشدد أخنوش على أن الدولة ستتدخل من أجل مساعدة الفلاحين كما فعلت دائما، وذلك بفضل مجموعة من الصناديق التي تم وضعها لهذا الغرض٬ داعيا الفلاحين إلى بذل المزيد من الجهود في ما يتعلق بالتأمين.