تعمل مافيا التهريب والاتجار الدولي في المخدرات بالمغرب جاهدة من أجل الحفاظ على أسواقها الخارجية والداخلية، وذلك باعتماد حيل وطرق متعددة، بعضها يكون مضرا بالصحة وسلامة الذات والغير، رغم الحصار المضروب على هذه »التجارة» القدرة التي تبث السموم في أجساد شباب العالم ... فابتكار الوسائل و الأدوات المستعملة في مجال تهريب المخدرات أصبحت إحدى هموم وانشغال هذه العصابات الإجرامية، قصد خداع العيون الساهرة على أمن وسلامة الصحة الإنسانية، بموازاة مع هذه الأخيرة التي تعمل جاهدة على مراقبة ومتابعة جميع تحركات المشتبه في انخراطه في هذه الشبكات الدولية ... والأمثلة كثيرة ومتنوعة وأحيانا متشابهة، هذا حال أحد المغاربة المقيم بالمهجر أراد تهريب المخدرات خلال يوم 24 فبراير 2012 إلى الديار الأوروبية عبر مطار العروي بالناظور... ليخيب أمله وتتمكن شرطة امن المطار من إحباط هذه العملية، بعد مروره عبر جهاز السكانير، حيث اتضح للمراقبين وجود شيء غريب بداخل أمعائه، ليتم استفساره في الموضوع. وبعد أن حامت الشكوك حول أقوال المتعم ومحتوى بطنه تم نقله إلى المستشفى الإقليمي من طرف عناصر الشرطة القضائية بالناظور قصد فحصه للتأكد من صحة المعلومات التي أفرزها جهاز الكشف/ السكانير واتضح أن المعني بالأمر كان يخفي 72 كبسولة محشوة بالمخدرات داخل أمعائه بعد أن قام ببلعها والتي تم استخراجها وفي نفس السياق أفلحت شرطة أمن المطار خلال يوم 23 فيراير 2012 ، من إحباط محاولة أخرى لتهريب المخدرات قصد ترويجها بالديار الأوروبية، أبطالها فتاتان انخرطتا في عملية تهريب القنب الهندي من خلال محاولتهما الفاشلة، حيث كانت مدسوسة بإحكام داخل حقيبتيهما، لكن خبرة عناصر الجمارك وشرطة أمن المطار أحال دون نجاح العملية . وقد تم تقديم الجناة بعد البحث التمهيدي إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالناظور لعرضهم على قاضي التحقيق قصد تعميق البحث في المنسوب إليهم في هذا الإطار كشف الحرس المدني الإسباني مؤخرا عن تورط جمعية إسبانية في تهريب المخدرات كانت تنشط في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لإحدى مناطق الجنوب المغربي، حيث استغل أفرادها الطابع الإنساني للجمعية، لتهريب المخدرات السائلة (الشيرا) نحو إسبانيا ، وذلك أثناء عودتها على متن الشاحنة المخصصة لنقل المساعدات الموجهة إلى أطفال المدارس بإحدى القرى النائية، والتي تتمثل في ألعاب ومواد طبية. ومكنت العملية الأمنية الأخيرة، التي أطلق عليها اسم (الألفية)، من اعتقال أربعة إسبان ينشطون بين مليلية المحتلة وفالنسيا، بينهم زعيم العصابة، كما تم حجز 160 كيلوغرام من مخدر الشيرا كانت مخبأة بإحكام داخل الشاحنة بين معدات الركاب وفي إطارات دراجات نارية رباعية العجلات. كما تمكنت عناصر الجمارك بميناء الناظور من مصادرة كمية ضخمة من البضائع المستوردة وأجهزة ومعدات محظورة، كانت على متن شاحنة تحمل مساعدات إنسانية موجهة إلى جماعة قروية بإقليم الرشيدية، ممثلة في ملابس وأحذية مستعملة ممنوع استيرادها، إلى جانب معدات وسلع أخرى، بينها أجهزة للاتصال اللاسلكي، وحواسيب والعديد من الأقراص المدمجة الفارغة. وفي هذا المجال أفصحت السلطات الأمنية الاسبانية على أن هناك ارتفاعا متزايدا، في صفوف المهربين للمخدرات من المغاربة و الإسبان، عبر مدينتي سبتة و مليلية السليبتين، حيث تم توقيف حوالي 149 شخص من ضمنهم من كان يستعمل جواز سفر مزور.