«بزاف هاد شي.. عمرني في حياتي ما شريت الدجاج لبيض في وقت شتا ب 18 درهم للكيلو..«، هكذا عبرت زهيرة عن تذمرها بسبب ارتفاع الأسعار، لتتابع قائلة: »هارا لي غير واحد الفروج صغير مايفوتش كيلو ونص.. آش يدير الميت كدام غسالو، الدجاح ب 18درهم أو لحم ب 70درهم للكيلو».«أسعار الدجاج الرومي وصلت إلى أرقامها القياسية« يقول بائعو الدجاج بسوق لازاري بوجدة.. هم لم يتعودوا أن يبيعوا الدجاج الرومي في فترة فصل الشتاء بهذا السعر.نفس الشيء ينطبق على الدجاج »الكروازي» الذي وصل سعره إلى15 درهما، في الوقت الذي كان لا يتجاوز سعره 11 درهما في أقصى الحالات، أما الدجاج البلدي فسعر الكليوغرام الواحد يصل الآن إلى 50 درهما ومرشح حسب الباعة أن يرتفع في غضون الأيام المقبلة بنحو درهمين على الأقل. أما بيض المائدة فحدث ولا حرج، فالبيضة الواحدة تباع للمستهلك بنحو 95 سنتيما ودرهم واحد في بعض الأسواق، ومرشحة حسب نفس المصدر إلى أن ترتفع إلى درهم واحد وعشرة سنتيمات.«أسعار الدجاج مرشحة إلى الارتفاع ولا يمكن الحديث عن انخفاض أسعارها» يقول مستثمر في قطاع الدواجن، والذي أشار إلى أن السبب يرجع إلى تصديره إلى دول مختلفة بإفريقيا.شىء منطقي أن يتساءل المواطن عن السبب في ارتفاع أسعار الدواجن بمختلف أنواعها، الأسباب تختلف من مهني إلى آخر. فحسب بعض المستثمرين، فإن بعض المقاولات النشيطة بالقطاع أصبحت منذ أزيد من سنتين تقوم بتصدير منتجاتها إلى الخارج، فمن خلال الشراكة الأخيرة مع الحكومة، تم تخصيص بند خاص لهذا الجانب، إذ سيكون دعم الدولة موجها إلى المقاولات التي تود تصدير منتجاتها إلى دول إفريقيا بصفة خاصة، وهو ما جعل البعض يصدر الدواجن والبيض لموريتانيا وبعض الدول الإفريقية الأخرى، كليبيا على سبيل المثال لا الحصر، هذا البلد الذي كان يستورد دواجنه في السابق من البرازيل.. البند المذكور أكد على ضرورة أن يكون المغرب حاضرا في الدول التي كانت تستورد حاجياتها من دول أوروبية وأمريكية.. لكن لوزارة الفلاحة رأي آخر في الموضوع، فسبب ارتفاع أسعار الدواجن يعود إلى تجميد الاستثمار في قطاع الدواجن، وبالتالي قلة العرض..تجميد الاستثمار في قطاع الواجن موضوع أثار العديد من المتدخلين في هذا القطاع، بحيث تساءلوا عن السبب الحقيقي وراء تجميد الاستثمار بشكل فجائي.. سؤال أجاب عنه رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن، »تجميد الاستثمار جاء بعد اقتراح من الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن تقدمت به لوزارة الفلاحة والصيد البحري، في ظل الارتفاع الكبير الذي عرفه إنتاج لحوم الدواجن في السوق، مما انعكس سلبا على الأسعار، التي لا ترقى إلى مستوى التكلفة». دون أن ننسى عمليات تهريب الدجاج والبيض من وإلى الجزائر. حاليا الأسواق تعيش على وقع ارتفاع أسعار الدواجن بشكل عام، في الوقت الذي عقدت فيه الفيدرالية شراكة أخرى مع الحكومة للفترة ما بين 2011 و 2020، ومن أهم بنودها تقنين تسويق لحوم الدواجن وبيض الاستهلاك، وذلك انطلاقا من معرفة حاجيات المستهلك، حيث سيكون دعم الدولة مخصصا للعمل أكثر على استقطاب ودعوة الزبون المغربي إلى الزيادة في استهلاك هذه المواد الغذائية الغنية بالبروتين.