شرعت أثمنة الدواجن عموما والدجاج على وجه الخصوص في الانخفاض بشكل ملحوظ منذ الأسبوع الماضي بعدما ارتفعت كثيرا في الأسبوع الأول من شهر رمضان، بحيث انتقل ثمن الكيلوغرام من الدجاج من 20 درهما وأكثر خلال شهر غشت إلى 13 إلى 14 درهما في الأسبوع المنصرم والأسعار مرشحة للمزيد من الانخفاض. خير الدين السوسي رئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن يرجع الانخفاض إلى عامل طبيعي ينضاف إليه ظرفية الدخول المدرسي، بحيث إن الأثمنة عادة ما ترتفع في العشرة الأوائل من رمضان مع ارتفاع الطلب على الدواجن، ثم تنخفض بشكل كبير في العشرة الأواخر مع انخفاض استهلاك الأسر المغربية، وقد زاد من هذا الانخفاض مصاريف الدخول المدرسي التي تشغل بال المغاربة هذه الأيام فيعمدون إلى التقليل من شراء لحوم الدواجن. ويوضح السوسي أن متوسط ثمن الدجاج في الضيعات كان يتراوح قبل أسبوعين بين 13 إلى 14 درهما للكيلو ثم سرعان ما تراجع إلى 10 إلى 11 درهما الأسبوع الماضي، علما أن الفرق بين الثمن في الضيعات والثمن في الأسواق الشعبية هو 3 دراهم في الكيلوغرام. وبخلاف الانخفاض الذي طال أسعار الدجاج، فإن ثمن البيض بمختلف أصنافه الصغير والمتوسط والكبير حافظ على مستواه ولم يسجل انخفاضا يذكر، بحيث يصل متوسط ثمن البيضة الكبيرة في الأسواق إلى ما يفوق الدرهم، والسبب في هذا الاستقرار هو أن استهلاك الأسر المغربية للبيض يظل مرتفعا طيلة شهر رمضان، فحتى الأسر التي لا تقتني عادة البيض خارج رمضان تشتريه خلال الشهر الفضيل لإعداد الحلويات ومأكولات أخرى، ولهذا يرتفع الاستهلاك في رمضان بنسبة 30 إلى 40 في المائة حسب الفدرالية البيمهنية مقارنة بباقي شهور السنة، في حين يظل الإنتاج مستقرا وهو ما يجعل الأسعار ترتفع، وتبقى الكميات المنتجة من البيض كافية لتغطية حاجيات الاستهلاك لأن منتجي البيض يتخذون الاحتياطي قبل حلول رمضان بتخزين كميات وفيرة من البيض لمواجهة الطلب المتزايد. نفس الاستقرار يلاحظ على أسعار الديك الرومي (بيبي)، بحيث يصل الثمن في الضيعات إلى ما يفوق 18 درهما للكيلوغرام، وهو استقرار يمتد عموما على شهور السنة حسب خير الدين السوسي، ويرجع إلى أن وحدات تحويل لحم البيبي لصنع «الكاشير» لديها طلبيات منتظمة طيلة العام وبالتالي تؤقلم وحدات إنتاج هذا النوع من الديوك التي يتراوح وزنها بين 8 إلى 12 كيلوغراما قدرتها الإنتاجية مع هذه الطلبيات، على أن نسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المائة من إنتاج «البيبي» يتم تسويقها بطريقة غير منظمة لتصل إلى الأسواق الشعبية في ظروف صحية غير مطمئنة حسب فدرالية قطاع الدواجن. وبخصوص إنتاج صغار الدجاج (فلوس)، تتوقع الفدرالية أن يظل الإنتاج الوطني مستقرا خلال ما تبقى من سنة 2009، مع احتمال أن يعرف ارتفاعا خلال العام المقبل، وهكذا يرتقب أن يبلغ خلال شتنبر الجاري 6 ملايين و200 ألف طن مقارنة ب 6 ملايين و300 ألف في غشت الماضي، ليصل إلى 6 ملايين و400 طن في أكتوبر.