»بزاف هاد شي.. عمرني في حياتي ما شريت الدجاج لبيض ب 22 درهم للكيلو».. هكذا عبرت سعاد عن تدمرها بسبب الارتفاع المهول لأسعار».. لتتابع قائلة: «هاري لي غير واحد الفروج صغير مايقوتش كيلو ونص.. آش يدير الميت كدام غسالو يا دجاح ب 22 أو لحم ب 70 لكيلو». «أسعار الدجاج الرومي وصلت إلى أرقامها القياسية» يقول بائعو الدجاج بسوق بدرب السلطان بمدينة الدارالبيضاء.. هم لم يتعودوا أن يبيعوا الدجاج الرومي بأكثر من 20 درهم حتى عندما تصل الأسعار إلى أرقامها القياسية فلأول مرة يتجاوز الكسلوغرام الواحد من الدجاج أكثر من 20 درهما. نفس الشيء ينطبق على الدجاج «الكروازي» الذي وصلت أسعاره إلى 18درهم و في الوقت الذي كان لا يتجاوز السعر فيه 13 درهما فيي أقصى الحالات، أما الدجاج البلدي فحدث ولا حرج فسعر الكليو غرام الواحد يصل الآن إلى 50 درهما ومرشح حسب الباعة أن يرتفع في غضون الأيام المقبلة بنحو درهمين على الأقل. أسعار الدجاج مرشحة إلى الارتفاع ولا يمكن الحديث عن انخفاض أسعارها إلا بعد ثمانية أشهر يقول مستثمر في قطاع الدواجن الذي أشار إلى أن السبب يرجع إلى أن الطلب أكر من العرض بكثير. شىء منطقي أن يتساءل المواطن عن السبب في ارتفاع أسعار الدواجن بمختلف أنواعها.. الأسباب تختلف من مهني إلى آخر، فحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري فإن السبب يعود إلى تجميد الاستثمار في قطاع الدواجن، وبالتالي قل العرض.. تجميد الاستثمار في قطاع الواجن.. موضوع أثار العديد من المتدخلين في هذا القطاع، بحيث تساءلوا عن السبب الحقيقي وراء تجميد الاسثمار بشكل فجائي.. سؤال أجاب عنه أحمد العديوي رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن، «تجميد الاستثمار جاء بعد اقتراح من الفدرالية المهنية لقطاع الدواجن تقدمت به لوزارة الفلاحة والصيد البحري، في ظل الارتفاع الكبير الذي عرفه إنتاج لحوم الدواجن في السوق، مما انعكس سلبا على الأسعار، التي لا ترقى إلى مستوى التكلفة». لكن بعض المهنيين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم يرجعون سبب قرار تجميد الاستثمار في قطاع الدواجن إلى إصابة بعض الدواجن ببكتيريا السلامونيا، بالإضافة إلى تخوف إصابة هاته الدواجن بأنفلونزا الطيور في ظل عدم توفر الأدوية الخاصة بعلاج هذه الأنواع من الإصابات بين الطيور.. دراسة طيبة نشرت يوم الأربعاء الثالث من غشت الماضي بمجلة الأمراض المعدية الأمريكية (جورنال أوف إينفيكشس ديزيزز) أكدت على تحديد سلالة جديدة من البكتيريات المعدية في الدجاج والديك الرومي (البيبي) بالمغرب. وأظهرت الدراسة، التي قام بها باحثون فرنسيون في عدد من البلدان الأفريقية، أن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا المكتشفة هي من “الجرثومات القوية” من فصيلة السالمونيلا التي تتوفر على مقاومة عالية ضد المضادات الحيوية من نوعية السيبروفلوكساسين.. ليست هاته الدراسة الشيء الوحيد الذي أثارالستاؤلات عند بعض المتدخلين فالبنك الدولي خصص للمغرب قرضا للاتخاذ التدابير اللازمة ضد أنفلونزا الطيور.. أحمد العديوي رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن، أشار إلى أن الدواجن المغربية لا تعاني من أية إصابات، وأن المتضرر الوحيد في حالته الإصابة يبقى المنتج وليس المستهلك لأنه حتى وإن كانت هاته الدواجن، حسب نفس المصدر مصابة فإن الطهي في «الكوكوت» كفيل بالقضاء علي أي بكتيريا وفيروس.. تجميد الاستثمار في قطاع الدواجن في المغرب سيؤدي حسب مجمعة من المهنيين إلى ارتفاع الأسعار إلى حدود 30 درهما بالنسبة للدجاج الرومي، بل أكدوا إلى أنه لا يمكن أن نتحدث عن انخفاض في الأسعار إلا بعض ثمانية أشهر أي بعد أن يصبح الكتوت ديكا أو دجاجة، خصوصا أنه وزارة الفلاحة توقفت عن استيراد أمهات الكتاكيت منذ فترة طويلة..