اعترضت سبيله عصابة إجرامية صباح يوم الأربعاء ثامن فبراير الجاري حوالي الساعة السادسة صباحا بوجدة، وسلبته دراجته النارية التي تجر ورائها عربة محملة بالخبز،سلبوه كل شيء دون رحمة ولا شفقة،وتخلف ذلك اليوم الخباز عن الموعد مع أصحاب الدكاكين التي يتعامل معها وعاد المسكين إلى منزله وكغير العادة خاوي الوفاض وهو يجر ورائه خيبة أمل،ذلك الأمل التي قتلته فيه أيادي بشرية آثمة. استيقظ” محمد ” وكعادته في الصباح الباكر قاصدا الفرن حيث تنتظره حصته من الخبز هناك ليقوم بدوره بتوزيعها على زبنائه أصحاب الدكاكين الذين يتعامل معهم . أخرج من منزله المتواضع دراجته النارية وربط فيها عربته المجرورة وبدأ صراعه المرير مع الدواسة لتشغيل المحرك الذي لم يسلم بدوره من موجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة الشرقية في الآونة الأخيرة،وبعد جهد وعناء كبيرين تمكن من تشغيل المحرك ،ولما لا وهو اعتاد على ذلك كل صباح وخصوصا بعدما أصيبت دراجته بالاهتراء وطال هيكلها الصدأ وساءت حالتها الميكانيكية وأصبحت كثيرة التوقف تطاردها نحس الأعطاب، في انتظار جمع ولم مبلغ مالي إضافي يمكنه من شراء وكسب سيارة لتطوير تجارته و تحسين مدخوله شأنه شأن باقي رفاقه في الحرفة والتخلص من دراجته المتهرئة بعدما تخلص في وقت سابق من دراجته العادية التي كان يستعملها لنفس الغاية إيمانا منه بالتدرج المهني من أجل الوصول إلى الهدف المنشود. تسلح “محمد” برزمة من الملابس تحسبا لزمهرير يقشعر منه البدن الذي لم يظهر منه سوى عينيه لتأمين الطريق نحو الفرن للتمتع ولو لحظة صغيرة بدفء المكان في انتظار شحن حمولته من الخبز الساخن داخل عربته المجرورة . مشى في طريقه المعتاد ،حينها كانت عقارب الساعة تشير إلى حوالي السادسة صباحا من يوم الأربعاء ثامن فبرايرالجاري ،الشوارع خالية من روادها ضباب كثيف يخيم علي المكان مصابيح معطلة وأخرى ترخي بنور باهت ،الدراجة تسير بسرعة بطيئة تجر ورائها عربة عجلتاها غير متوازنتين تتمايل تارة نحو اليمين وتارة نحو اليسارو رائحة الخبز تفوح منها ،يسير في الاتجاه المقصود أين تنتظر الدكاكين بضاعته ، ينتبه يمينا وشمالا عند أي مفترق الطرق ملتزما أقصى اليمين خوفا من بطش سيارة قد يكون سائقها لا زال النوم يداعب جفونه أو آخر متهور أو ثمل . ولم يخطر بباله أنه ثمة خطر من نوع آخر يداهمه ،أعين بشرية من صنف آخر كانت تتبعه وتترصد خطواته تنتظر ابتعاده عن الفرن والانفراد به في مكان خال أوقفوه استلوا سكاكينهم في وجه سلبوه دراجته النارية وعربته المجرورة بحمولتها من الخبز استسلم لأمر الواقع تخلى عن كل شيء مقابل سلامته أمام أعين تتطاير شظايا الشر منه. عاد لزوجته وأبنائه في وقت لم يألفوه بين ظهرانيهم ليزف لهم الخبر السيئ الذي نزل عليهم كالصاعقة بعدما تبخرت كل آمال “محمد” المسكين في تحقيق هدفه المنشود في شراء سيارة لتحسين مستوى مدخوله ،وتخلصه من دراجته النارية التي أنهكت جسده النحيف ولكن هذه المرة خلصته منها أيادي آثمة لا تعرف معنى الشفقة و الرحمة . ارتاح “محمد” بعض الشيء في منزله من هول صدمة لم يكن يتوقعها أبدا بعد مسار طويل في هذا المجال الذي يبقى المورد الرئيسي لكسب قوت أبنائه،قبل أن ينهض ويتوجه إلى زبنائه لكن هذه المرة ليس من أجل جمع المحصول اليومي كما اعتاد على ذلك في الفترة الزوالية،بل من أجل الاعتذار لزبنائه عن هذا العطب الخارج عن إرادته وعاشت الدكاكين التي يتعامل معها في ذلك اليوم بدون خبز .