قال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الجديد، إن حزبه يفضل أن يكون تحالفه لتشكيل الحكومة مع الكتلة الديمقراطية، واعتبر في برنامج "لقاء خاص" في القناة الأولى أول أمس أن هذا هو التحالف الذي كان ينادي به حزبه قبل اقتراع نونبر، وكشف بنكيران تفاصيل عن مشارواته مع مكونات الكتلة، وأقر عبد الإه بنيكيران بأن مدة أسبوعين التي كان يقدر أنه بالإمكان تشكيل الحكومة فيها هي مدة غير كافية، وقال: لقد كنت أظن أنه بالإمكان أن تمر عملية المشاورات بسهولة، لكن تبين لي أن الأمر يحتاج لوقت أطول» واستدرك بنيكران قائلا» هذا لا يعني أن العملية صعبة، بل بالعكس ستكون إن شاء الله سهلة، لكنها ستأخذ بعض الوقت» وكشف بنيكران عن تفاصيل اللقفاء الذي دار بينه وبين قيادة التقدم والاشتراكية موضحا أن حزب العدالة والتنمية لا ينظر إلى حزب التقدم والاشتراكية بناء على تمثيليته الانتخابية وإنما بناء على وزنه السياسي ورصيده السياسي والتاريخي والطقاات والكفاءات التي يحظى بها. وحرص رئيس الحكومة الجديدة على التأكيد على الجو الإيجابي الذي طبع مشاوراته مع حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية، وتحدث بنيكران بوضوح عن حقيقة ما جرى في مشاوراته مع الاتحاد الاشتراكي مشيرا إلى وجود خلاف في تقدير الاتحاد الاشتراكي لطبيعة المرحلة ودور الحزب فيها وموقفه من المشاركة مؤكدا أن ما يجري داخل الاتحاد الاشتراكي لا علاقة له بالموقف من حزب العدالة والتنمية وإنما هو تعبير عن اختلاف داخلي في الاتحاد الاشتراكي مرجعه تقييم المرحلة ومتطلبات بناء الذات الحزبية، غير أنه أعرب عن رغبته في انضمام حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة الجديدة، واعتبر مشاركتهم دعما للحكومة ولرئيسها. واضاف قائلال:» سأكون مرتاحا لو دخل الاتحاد الاشتراكي للحكومة، لكني سأحترم موقفهم لو أنهم قدروا الخروج إلى المعارضة» وكشف بنيكران عن وجود دائرة ثانية للتحالف في حالة اتخاذ حزب الاتحاد الاشتراكي لموقف المعارضة وأنه يعتزم في هذا السياق استكمال مشاوراته مع بقية الأحزاب وأنه لم يستثني إلا حزبا واحدا. ومن جهة أخرى، حدد رئيس الحكومة أولوية حكومته في عنوانين اثنين لخصهما في الديمقراطية والحكامة الجيدة، مؤكدا أنه في الانتخابات القادمة ينبغي أن نكون قد انتهينا من موضوع الديمقراطة واتجهنا إلى مناقشة قضايا التنمية. وفي سياق آخر، شدد بنيكران على أنه لن يتدخل في الحريات الخاصة للمغاربة، وأنه في اللحظة التي سيفكر فيها في هذا الأمر فإنه سيحكم على تجربته بالفشل، وأشار بنيكران أن أولوية الحكومة هو التفرغ لحل مشاكل الناس، مؤكدا في هذا السياق أن حكومته إذا لم تحقق كل تطلعات الشعب، فإنها ستلجأ إلى مصارحته والتزام الوضوح الكامل معه، وشدد بنيكران على أن طريقته في التدبير ستركز على إحداث التوازن وعدم التفكير في فئة دون فئة، ملفتا الانتباه إلى أن حكومته لن تولي الاهتمام فقط للاستجابة لمطالب الفئات التي تمتلك آليات الاحتجاج المدني، وإنما ستتوجه أيضا للفئات المحرومة التي لا تعرف كيف تحتج وكيف تدافع عن حقها. وفي سياق متصل، علمت «التجديد» أن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي انعقد أول أمس، وناقش قضية الموقف من التحالف مع العدالة والتنمية وأرجأ الحسم في الموقف إلى المجلس الوطني الذي يتوقع انعقاده أمس الأحد، وأكد عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي لحبيب المالكي في اتصال هاتفي ل»التجديد»: «أن أعراف الاتحاد التاريخية تجعله دائما يعطي الكملة في مثل هذه القضايا المصيرية إلى المجلس الوطني». وبخصوص التحالف مع العدالة والتنمية، أكدت المصادر ، أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، قدم أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، تقريرا سياسيا، اعتبر فيه أن،» «المرحلة الراهنة تقتضي الخروج للمعارضة، لتجاوز التفكك التنظيمي»، وأن المشاركة في الحكومة التي عين عبد الإله بنكيران رئيسا لها، «لن تزيد الحزب إلا تفككا»، وهو ما لقي ترحيبا من أعضاء المجلس الوطني، من المتوقع أن يكون الاتحاد الاشتراكي أصدر بعد زوال أمس، بلاغا يؤكد قرار خروج الحزب للمعارضة. من جهة أخرى، علم أن حزب العدالة والتنمية قرر عقد مجلسه الوطني الأحد المقبل وذلك للمصادقة على مسطرة اختيار مرشحي الحزب للمناصب السياسية وكذا المصادقة على ميثاق النائب البرلماني وميثاق التعيين في المناصب السياسية، وينتظر أن تدعى اللجنة السياسية ولجنة الأنظمة والمساطر لاجتماع السبت المقبل للنظر في هذه المساطر قبل عرضها على المجلس الوطني. وبحسب مصدر حزبي من داخل العدالة والتنمية، فإن الحزب وضع مشروع ميثاق للتعييين في المناصب السياسة يحدد علاقة المسؤول بالمال العام والتصريح بالممتكلات مع وضع قواعد ومعايير لمنع كافة أشكال الإغراء متسلم الهدايا والوساطات والزبونية وغيرها من المعايير التي يرمي بها الحزب تقديم نموذج في الحكامة قائم على التخليق.