اليزمي: هدفنا محو الصورة السلبية للمهاجرين لدى الإسبان اعتبر إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الندوة التي أقيمت، أخيرا، بجامعة خوان كارلوس الثالث بمدريد، «مهمة جدا»، مضيفا أن تكرار مثل هذه المبادرات يكشف للإسبان الوجه الآخر للمهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا. وقال إدريس اليزمي، الذي يشغل في الوقت ذاته رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح أدلى به، إن «الهدف من مشاركتنا في الندوة ذاتها المندرجة ضمن برنامج فعاليات مهرجان الدولي «مدريد سور»، أولا جاء لفرض حضور المشاركة المغربية، وثانيا لمحو الصورة النمطية التي باتت عالقة في أذهان الإسبان»، في إشارة إلى «الباتيرا» هجرة القوارب، مؤكدا في الوقت ذاته أن حضور مجلس الجالية والعديد من الفاعلين الثقافيين المغاربة كان مثمرا وهادفا. ولم يخف اليزمي، امتعاضه الكبير من استغلال بعض الأحزاب لقضايا الهجرة السرية والمهاجرين القاصرين غير المرافقين، في المجالات السياسية والمعارك السياسية، مؤكدا في سياق آخر أن نسبة البطالة في صفوف المهاجرين المغاربة بإسبانيا مرتفعة، وصلت إلى 44 في المائة. وأضاف المتحدث نفسه، أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة البطالة في صفوف الشباب المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين 16 و24 عاما بلغت 62 في المائة، وهي أرقام مقلقة تنعكس سلبا على الجيل المغربي الثاني والثالث في إسبانيا، واصفا إياها ب»ظاهرة عميقة وليست عرضية». وأوضح اليزمي، على هامش المائدة المستديرة التي نظمت في مدريد، بتنسيق مع مجلس الجالية والمعهد الدولي للمسرح المتوسطي، الذي يشرف عليه الأستاذ الجامعي العربي الحارثي، أن الهجرة في إسبانيا باتت تتكون من 50 في المائة من الإناث والنصف الآخر مكون من الشباب والشيوخ، مضيفا أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت إسبانيا أضرت كثيرا بالمستوى الاجتماعي للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا. من جهة أخرى، أكد اليزمي أن مسألة الاندماج هي من مسؤولية بلدان الإقامة التي تتحمل مسؤولية البحث عن الشغل وتوفير التطبيب والسكن والدراسة، مشيرا إلى أن إسبانيا والمغرب شريكان، وأن مسافة 14 كيلومترا التي تفصل بينهم تفرض عليهما التقرب أكثر على مستوى الثقافتين والتعايش، مناشدا الجميع تكرار الندوات والإكثار من المبادرات التنمية والتعاون بين البلدين، لأن الموقع الجغرافي والتاريخي يفرضان التلاحم وتبادل الأفكار بين الجارين. وعلى المستوى التعليمي لأبناء الجالية المغربية في إسبانيا، أبدى اليزمي تخوفه الكبير من الهدر المدرسي الناتج عن المغادرة المبكرة للمدارس بالنسبة إلى أبناء الجالية المغربية، مضيفا أن الهدر المدرسي سيكون بمثابة الإشكالية الكبيرة التي سنواجهها على المدى المتوسط والقريب، مبديا أسفه العميق لعزوف الشباب المغاربة عن ولوج مراكز التكوين باسبانيا، وهي نقطة مدرجة ضمن الإحصائيات الرسمية الإسبانية. وقال اليزمي، الذي نشط مائدة مستديرة إلى جانب العربي الحارثي، الأستاذ الجامعي في الآداب الإسباني وعبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في فعاليات «مدريد سور» والتي تمحور موضوعها حول «الأزمة الاقتصادية، المجتمعات المتعددة والمواطنة المتجددة»، إن مجلس الجالية رهن إشارة الجمعيات والفيدرالية المغربية التي تشتغل في الديار الإسبانية، وأن مكتبه مستعد للحضور لمناقشة الإشكاليات والمساهمة في إثراء الندوات مع الباحثين والمثقفين المغاربة في إسبانيا، داعيا الجمعيات المغربية والنخب في إسبانيا إلى التكتل والالتحام لما فيه مصلحة المهاجرين المغاربة.