... قد يعتبر البعض أن الحديث عن الإنتاجات المغربية الخاصة برمضان بالقناتين الأولى والثانية سابق لأوانه ونحن في أول أسبوع لعرضها ولابد من التريث والإنتظار لرؤية هذه الأعمال كاملة وبعدها يتم تقييمها والحكم عليها بالجودة أو الرداءة أو التطور أم لا مقارنة على ماكانت عليه إنتاجات رمضانات السابقة. لكن من خلال مشاهدتنا ومعنا النظارة المغاربة لما قدم حتى الآن من إنتاجات تجدنا منساقين مع المثل الشعبي المغربي القائل «النهار باين من صباحو» بمعنى أن ما قدم وعايناه وتتبعناه يوحى بأن لاتغيير حدث بشكل يؤكد بأن هناك اجتهادات إرتقت بالانتاجات إلى درجة ملحوظة من الجودة والقوة ونحن نرى أن جل ماقدم لنا لا يخلو من كثرة الكلام وارتقاع صوت الفنانين وتداخل حواراتهم بشكل يبطل الفهم لدى المتلقي ناهيك عن الحركات البهلوانية المعتمدة في الأعمال الفكاهية والتي ماعادت مقبولة ولامضحكة لأنها تكرر نفسها حتى الآن بشكل يشعر المشاهد بالملل لدرجة الضجر وقد آثرنا ألا نسمي الأشياء بمسمياتها عسى أن تفاجئنا الأعمال المغربية الأخرى التي لم يتم عرضها بما هو أجود وأقوى في وقت نلاحظ فيه أن الأعمال الأجنبية التي تسوقتها القناتات بمناسبة هذا الشهر الكريم مثيرة وأصبح السؤال حول موعد بثها متداول بين المشاهدين من قبيل المسلسل العربي (سمارة) بالقناة الثانية الذي كنا نتمنى أن تطلع علينا إحدى القناتين المغربيتين بإنتاج قد يشبهه على الأقل. أما أن يرشقنا بانتاجات لاتختلف عن سابقاتها نصا وفصا ووجوها فهذا يجعلنا نتأسف على ما صرف من ملايين على هذه الإنتاجات دون أن نخفي أسفنا كذلك على إرهاق الطاقات البشرية العاملة من تقنيين ومصورين وعمال وإداريين في أعمال لم تنل حتى الآن رضا المشاهدين الذين عبروا لنا من خلال أول ارتسامات لهم أنهم أصيبوا بخيبة مما يقدم مع بداية هذا الشهر مضيفين أن خيبتهم هذه ازدادت كثيرا والقناتان رجعت حتى في هذا الشهر إلى عادتها القديمة التي هي إعادة الافلام المغربية والمسلسلات الأجنبية التي سبق وأن شاهدها النظارة عشرات المرات ليخلص هؤلاء الى القول بأن القناتين اخلفتا وعدهما مع النظارة بتقديم الجديد والجيد في رمضان وهذا لم يلمس من أغلبية المشاهدين الذين هم في حالة ترقب لما بقي من الانتاجات آملين أن تكون في مستوى أفضل...