لم يعد يمر يوم دون أن نتوصل بشكاية من مواطن او ودادية حي سكني او مهاجر عاد لقضاء عطلته حول احتلال الملك العمومي . وقد اصبحت مدينة وجدة رائدة في هذه الظاهرة التي مع مرور الوقت اصبحت حقا مكتسبا لدى المترامين على الملك العمومي . هذه الفوضى العارمة في غياب اية مراقبة او تدخل من طرف السلطة المحلية و الجماعة الحضرية ، أعطت صورة جد سلبية ومشوهة عن المدينة التي تعتبر عاصمة الجهة الشرقية وبوابة المغرب العربي الكبير. أينما حللت وارتحلت في أحياء مدينة وجدة الا وتواجهك مشاكل احتلال الملك العمومي سواء بالاحياء الشعبية او وسط المدينة، بحيث لا يمكنك المرور الا بصعوبة كبيرة و السبب الاكتظاظ الذي يولده احتلال الملك العمومي ، مما يجعل المارة في هذه الظروف ضحية للسرقة بالنشل، وفي حالة ما اذا اخذتك غيرتك على الحي والمدينة يكون مصيرك السب و القذف بمختلف الاصناف والالوان، الشيء الذي يؤدي في اغلب الاحيان الى معارك قوية تسفر في نهاية المطاف عن ضحايا وجرحى . وفي احياء اخرى فحدث ولا حرج مثل باب سيدي عبد الوهاب وقرب مقهى البداوي.. اصبح العديد من الباعة المتجولين يملكون «محلات» بقدرة قادر على الرصيف او في الشارع العام دون ان يحرك أي كان ساكنا ، أما اذا إردنا أن نقف على داخل الأسواق العديدة بالمدينة فالموضوع سيكون شائكا على اعتبار ان الملك العمومي اصبح خاصا ، إذ أن المساحات الفارغة كمتنفس للساكنة، جلها اسويقات على مدار السنة و ليس لاسبوع او يوم معين كما كان في السابق! مدينة وجدة للاسف الشديد التي من المفروض ان تكون منظمة ونموذجية عرف فيها الملك العمومي من ساحات وارصفة عمومية وغيرها تجاوزات تشوه جمالية المدينة والاحياء ويتم استغلال حتى الحدائق في غير ما اعدت له ويتجلى هذا الاحتلال في عدة مظاهر نذكر منها . اشتغال الميكانيكيين خارج الورشات على الرصيف و بالطريق مما يترتب عنه تشويه الطريق وتلويث البيئة وعرقلة لحركة السير، اضافة لتواجد بعض الحرف بالاحياء مثل المكيفات و الثلجات حيث يصبح الحي قبلة لاصحاب الحافلات و السيارات. احتلال الباعة المتجولين لبعض الازقة و الارصفة بدون تنظيم ولا ترخيص مما يؤدي الى تلويثها وتعطيل المرور بها، و الخطير ان هذه الظاهرة اصبحت حتى في شوارع وازقة المدينة واصبحنا نتابع لعبة القط و الفأر بين رجال الامن والحرس الترابي و بعض القواد و الباعة المتجولين وكأنها مسرحية يومية امام انظار المواطنين. اكتساح المقاهي وبعض المحلات التجارية للارصفة على حساب المارة خاصة النساء. غسل السيارات وسيارات الاجرة بمختلف الشوارع و الازقة وبجوار الحدائق العمومية مما يسفر عن هدر الماء وتلويث الشارع وخدش الذوق العام . وهكذا تتبدد الجهود التي تبذلها الجماعة في مجال النظافة و الصيانة في ما يخص المجال الاخضر , ومن خلال هذه التجاوزات وفي غياب أي تدخل او اجراء قانوني لاعادة الامور الى حالتها الطبيعية، فإن الفوضى ستعم كل الساحات والمناطق الحيوية للمدينة. 1 هناك احتلالات مرتبطة بالاستغلال الجاري مقاهي باعة مطاعم الأكلة الخفيفة، والتي اصبحت بين عشية وضحاها تملأ المدينة ورغم الشكايات المتعددة والتسممات الكثيرة في صفوف المواطنين للاسف مازالت تمارس نشاطها بشكل عاد . 2 هناك احتلال مرتبط بالاستغلال الحرفي و المهني مثل الحدادة و الميكانيك. 3 هناك احتلالات مرتبطة بالاستغلال السكني و المنازل و الفيلات. ويظهر من خلال جولة في المدينة واحيائها ان الاستغلال العشوائي يعتبر قاعدة .وان الترخيص يعد استثناء، ذلك ان اغلب الانشطة التجارية التي تشغل الرصيف العمومي لا تتوفر على رخص قانونية مع الاشارة الى ان هذا الاحتلال العشوائي يتم بطريقة تمس بالسير و المرور و جمالية الرونق العام .كما تختلف طبيعة هذا الاحتلال و أشكاله من مقاطعة الى اخرى، بل من شارع الى آخر، فمثلا بيع مواد البناء يفرز أضرارا بقارعة الطريق علاوة على اضرار الجوار مع تلوث اثناء وقت الشحن و الافراغ من الشاحنة و ما يرافق ذلك من عرقلة لحركة السير. ومدينة وجدة اصبحت تعرف مثل هذه النماذج يوميا . ثم هناك الاشهار الذي اصبح يغطي شوارع المدينة و الاعمدة الحديدية و الرخامية و الجدران في كل مناسبة ، خصوصا عند الدخول المدرسي، ان مخلفات هذا النوع من الاشهار تعد استغلالا بشعا للملك العمومي لما تتركه من اوساخ . الأكثر من ذلك، توجد بمدينة فاس مجموعة من الدور و الفيلات في ملك الدولة او البلدية، الا ان طريقة استغلالها تطرح أكثر من علامة استفهام ؟ حيث يتم في اغلب الاحيان تفويت ملك بلدي او مخزني بأثمان منخفضة، الشيء الذي يجعل اصحاب هذا الامتياز في ظرف وجيز يربحون اموالا طائلة إما ببيعها او تهديمها ثم اعادة بنائها عمارة ضخمة تدر اموالا باهظة ( بدون حسيب و لا رقيب) ! ثم هناك من استولى على ملك عمومي ولم يرد إخلاءه سواء للبلدية او لغيرها ، والقضايا كثيرة من هذا النوع أمام سكوت المسؤولين !