أعلن المدعي العام بدولة مالي، الاثنين ما قبل الماضي، أن الأبحاث والتحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية المغربية قادت إلى كشف حقائق جديدة عن طائرة «البوينغ» التي سقطت في منطقة غاو بشمال مالي شهر نونبر سنة 2009. وحسب ما كشف عنه المدعي العام بباماكو، فإن التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية المالية استنادا على المعطيات التي زودتها بها نظيرتها المغربية، أكدت أن الطائرة التي أحرقت كانت محملة بكمية مهمة من الكوكايين المهرب من أمريكا اللاتينية. وصرح سومبي تيرا، المدعي العام المالي، أن الأبحاث في هذا الملف قادت إلى اعتقال ثلاثة مهربين ويتعلق الأمر بفرنسي وإسباني ومالي، جرت متابعتهم بتهمة التهريب الدولي للمخدرات. وأعلن المدعي العام نفسه لأول مرة أن المتهم الإسباني المسمى «ميغيل» المعتقل بالمغرب يعتبر البارون الرئيسي للشبكة الدولية، وكانت له علاقات نافذة في مالي، وكان ينشط في العمل الاجتماعي وارتبط بجمعيات محلية، كما دعم عصبة رياضية. ومن شأن هذه المعلومات الجديدة المتعلقة بزعيم مافيا التهريب الدولي للكوكايين المعتقل بالمغرب أن تفيد المصالح الأمنية في تعميق أبحاثها والتعاون مع الأنتربول والأمن المالي لتفكيك هذه الشبكة العابرة للحدود. وكشفت التحقيقات الجارية حول الشبكة الدولية لتهريب الكوكايين من دول أمريكا اللاتينية إلى أوربا عبر المغرب، معلومات هامة تخص صلة المهربين ب»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وتورطهم في تهريب 9 ملايين أورو خارج المملكة وكميات كبيرة من الكوكايين بواسطة طائرة من نوع «بوينغ» وطائرات خفيفة تحلق على علو منخفض. وتورطت الشبكة في عمليات اختطاف وقتل، كما وجهت تهديدات إلى عدد من المهربين المغاربة، ما دفعهم إلى التنازل عن عقارات لفائدة العصابة الدولية. ووفق التحقيقات في هذا الملف، فإن الشبكة استطاعت تهريب ما يناهز 633 كيلوغراما من الكوكايين خلال الفترة ما بين مارس وغشت 2010، وجهت 430 كيلوغراما منها نحو التوزيع الداخلي بالأسواق المحلية بينما خصص الباقي للأسواق الأوربية، وقد بلغت القيمة المالية التقريبية لهذه البضاعة ما يناهز 250 مليون درهم. وتفيد التحقيقات الأمنية أن عناصر هذا التنظيم الإجرامي استلهمت النموذج الأمريكي اللاتيني لشبكات المخدرات، إذ عمدت إلى استعمال طائرة تجارية من نوع «بوينغ» لنقل المخدرات من فنزويلا صوب شمال مالي، وبالتحديد بمنطقة صحراوية تبعد بحوالي 200 كيلومتر عن مدينة «كاو»، وجرى إحراقها إثر تعذر إقلاعها بعد أن شحنت بوقود رديء، كما أن عناصر الشبكة دأبوا على استعمال أساليب موسومة بالعنف، إذ قام الإسباني «سيسيليو سانتياغو كونوفاس»، باختطاف مواطن مغربي واحتجازه لمدة 48 ساعة للضغط على أحد شركائه لتسليم مبلغ مالي يقدر ب260 ألف درهم مقابل شحنة من الكوكايين كان تسلمها من عناصر الشبكة، كما وجه تهديدات بالقتل إلى مواطن مغربي آخر للضغط عليه للتنازل عن عقار بالقرب من مدريد مقابل كمية من الكوكايين كان شحنها من أفراد الشبكة.