طقس الثلاثاء: أجواء غائمة وزخات محلية بعدد من المناطق    صحافيون جزائريون يستحضرون مساهمة المغرب في استقلال الجارة الشرقية    "أطباء القطاع العام" يعلنون خوض إضراب وطني عن العمل احتجاجا على حكومة أخنوش    أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل لاعب إفريقي للسنة    المنتخب الوطني يختتم مشواره في إقصائيات كأس إفريقيا بفوز كبير على منتخب ليسوتو    زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بهبات رياح عاصفية مرتقبة بعدد من أقاليم الممكلة    المفوضية الجهوية للأمن بأزرو…استعمال السلاح الوظيفي من قبل شرطي لتوقيف متورطين في اعتراض وتهديد سائق أجرة    أسرة الأمن الوطني تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا    توزيع 10 حافلات للنقل المدرسي على الجماعات الترابية بإقليم الحسيمة    مشاريع الحسد الجزائرية تواصل فشلها الذريع....    المنتخب المغربي يختتم تصفيات كأس إفريقيا 2025 بالعلامة الكاملة    الشرادي يكتب : عندما تنتصر إرادة العرش والشعب دفاعا عن حوزة الوطن وسيادته    شريط سينمائي يسلط الضوء على علاقات المملكة المغربية والولايات المتحدة منذ مستهل التاريخ الأمريكي    حالة ان.تحار جديدة باقليم الحسيمة.. شاب يضع حد لحياته شنقا    العراقي محمد السالم يعود لجمهوره المغربي بحفل كبير في مراكش    إنقاذ سائح وزوجته الألمانية بعد محاصرتهما بالثلوج في أزيلال    مصرع 4 أشخاص في حادث سير مروع    المغنية هند السداسي تثير الجدل بإعلان طلاقها عبر "إنستغرام"    مجموعة العشرين تعقد قمة في البرازيل يطغى عليها التغير المناخي والحروب وانتخاب ترامب        دراسة: البحر الأبيض المتوسط خسر 70 % من مياهه قبل 5.5 ملايين سنة    الفرحة تعم أرجاء القصر الملكي غدا الثلاثاء بهذه المناسبة        الحزب الحاكم في السنغال يستعد للفوز    بريطانيا تفرض عقوبات جديدة ضد إيران    هذه هي المنتخبات التي ضمنت رسميا التأهل إلى "كان المغرب" 2025    أجواء غير مستقرة بالمغرب.. أمطار وزخات رعدية وثلوج ابتداءً من اليوم الإثنين    جائزة ابن رشد للوئام تشجع التعايش    فتح باب الترشح لجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الحادية عشرة    محامي حسين الشحات: الصلح مع محمد الشيبي سيتم قريبا بعد عودته من المغرب    انطلاق مهرجان آسا الدولي للألعاب الشعبية وسط أجواء احتفالية تحت شعار " الألعاب الشعبية الدولية تواصل عبر الثقافات وتعايش بين الحضارات"    المغرب يستضيف الملتقي العربي الثاني للتنمية السياحية    مركز موكادور للدراسات والأبحاث يستنكر التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي    الكرملين يتهم بايدن ب"تأجيج النزاع" في أوكرانيا بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو    تزامن بدلالات وخلفيات ورسائل    فاتي جمالي تغوص أول تجربة في الدراما المصرية    فرنسا تقسو على إيطاليا في قمة دوري الأمم الأوروبية    بني بوعياش وبني عمارت على موعد مع أسواق حديثة بتمويل جهوي كبير    "غوغل" يحتفل بالذكرى ال69 لعيد الاستقلال المغربي    المغرب يفتح آفاقاً جديدة لاستغلال موارده المعدنية في الصحراء    ملعب آيت قمرة.. صرح رياضي بمواصفات عالمية يعزز البنية التحتية بإقليم الحسيمة    تنظيم النسخة 13 من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات    بعد صراع مع المرض...ملك جمال الأردن أيمن العلي يودّع العالم    مزاد يبيع ساعة من حطام سفينة "تيتانيك" بمليوني دولار    ارتفاع أسعار النفط بعد تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا    تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    وقفة احتجاجية بمكناس للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجدة وبركان ممثلتان بشبكة دولية للكوكايين يتزعمها كولومبي مشبوهة العلاقة ب"قاعدة" ابن لادن
نشر في الوجدية يوم 26 - 02 - 2011

أجرى عبد القادر الشنتوف،زوال أمس (الخميس)،مواجهة بين أربعة إسبانيين و36 مغربيا ينتمون إلى شبكة دولية للاتجار في الكوكايين،يتزعمها كولومبي،ويشتبه في علاقتها بتنظيم القاعدة.
ويتعلق الأمر بأربعة أشخاص من أصل إسباني،وهم "ثيثيليو سانتياغو غانوناس" و"ميغيل خودار بيلا"و"مانويل رودرغيث بيلا" و"أنطونيو بيدراغاس غونثاليث"،إضافة إلى 36 مغربيا،بينهم امرأتان،إحداهما كانت على علاقة جنسية غير شرعية مع أحد الإسبانيين الموقوفين،وهما "ا. م"من سلا، و"ح. ش"من وجدة.
واستنادا إلى مصادر موثوقة، اعترف الإسبانيون الأربعة بانتمائهم إلى شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، وكشفوا أن المغرب كان من أهدافهم الرئيسية، لكنهم، وفق المصدر ذاته، أجمعوا على غياب أي علاقة لهم بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.
وبخصوص المتهمين المغاربة،فقد نفوا أي صلة لهم بالاتجار الدولي في الكوكايين،وأكدوا أن علاقاتهم بالإسبانيين الموقوفين كانت بريئة،ولا تتجاوز "تعارفا" عاديا،رغم أن الأجهزة الأمنية تتهم أحدهم بتزعم الشبكة في المغرب.أما المتهمة "ح.ش"،فأقرت بوجود علاقة جنسية غير شرعية مع أحد الإسبانيين،ونفت أن يكون لها علم بأنشطته،وهو ما يتناقض مع ما جاء في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
وتشير المعلومات المستقاة من التحقيق إلى أن العقل المدبر للتنظيم بالمغرب كان يعمل بتنسيق مع المسؤول عن التنظيم الإرهابي في مالي،كما تمكنت الشبكة من إحداث شركات وهمية في عدد من الدول،بهدف تبييض الأموال وتهريبها،وكانت لها امتدادات في أوربا،والجزائر وشمال مالي،وعلاقات واسعة بتنظيم القاعدة.
وتبين من التحريات أن القاعدة قدمت الدعم اللوجيستيكي في نقل المخدرات لفائدة الشبكة،كما أن المعطيات المتوفرة تفيد أن عناصر القاعدة خفرت،في نونبر 2009،شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة "بوينغ"،كانت استعملت في جلب العديد من الأطنان من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي،حيث تفرض القاعدة سيطرتها،وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع،أحرقتها الجماعة الإرهابية.
وتهدف علاقات الموقوفين مع المهربين المغاربة لمادة الشيرا،إلى تصديرها إلى جانب الكوكايين عبر البحر،وباستعمال طائرات صغيرة،كانت تخترق المجال الجوي المغربي مرات عدة،خاصة بالمناطق الشمالية،انطلاقا من إسبانيا والبرتغال.
وللعلم وحسب المعلومات التي تم التوصل إليها،فالمواطن الإسباني يدعى "سيسيليو سانتياغو كانوباس". زعيم خلية الكوكايين هذا ليس مجرد شخص عادي،بل سبق له أن انتمى إلى الحزب الشعبي الإسباني المتطرف قبل أن يغادره في ظروف غامضة.وهو أيضا صاحب سوابق قضائية،إذ سبق له أن أدين سنة 2004 بأربع سنوات حبسا نافذا في تجارة الشيرا والكوكايين،كما سبق له أن دين بسنتين حبسا موقوف التنفيذ في ملف اتهم فيه بعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
ودخل سانتياغو إلى المغرب قصد توسيع نشاطه في تجارة المخدرات ضمن شبكة دولية تتكون من مواطنين مغاربة وإسبان وكولومبيين وجزائريين وماليين.وهكذا سيؤسس سانتياغو سنة 2007 بمدينة بركان شركة وهمية اختار لها اسم "جيرمان سبور ماروك"،رفقة أفراد من هذه الشبكة،بينهم مهاجر مغربي اسمه "ميمون.ب" كغطاء على ممارسة أنشطتهم في تجارة الكوكايين.وقد عرض سانتياغو على شريكه المغربي ميمون السفر إلى دولة مالي من أجل لقاء شريك آخر هناك يدعى "ميخيل أنخيل ميرا"، وهو من جنسية إسبانية،قصد التفاوض معه في تفاصيل عمليات تهريب مخدر الكوكايين إلى المغرب.وفعلا سافر سانتياغو رفقة ميمون المغربي إلى باماكو عاصمة مالي وعقدا هناك لقاءين مع الشريك المذكور.اللقاء كان في نونبر 2009،فيما تم اللقاء الثاني في فبراير 2010.وقد خلص هذان اللقاءان إلى تشييد مخبأ لنقل وتوزيع مخدر الكوكايين في المغرب.وقد اختار ميمون المغربي فور عودته من دولة مالي ضيعة والده ببركان قصد تشييد هذا المخزن لتفادي الوقوع في أيدي الأجهزة الأمنية.
شبكة الإسباني سنتياغو تمكنت من نسج علاقات على أعلى هرم في السلطة في دولة مالي،إذ بمجرد وصوله رفقة خليلته (حياة.ش) تم استقباله من طرف عميد شرطة تكلف بجميع الإجراءات اللازمة لتسهيل دخوله عبر الحدود بتوصية من شريكه "ميخائيل أنخيل ميرا" قبل أن يقوم بنقله على متن سيارة خاصة نحو فندق "رافيسيون" بباماكو.
وأثناء إقامته هناك بالعاصمة المالية،في أواخر سنة 2009،بأمر من زعيم الشبكة الكولومبي "طوماس كريسكي" الملقب بجوني،عمد سانتياغو إلى تثبيت صهريج على شاحنة قام هو شخصيا بقيادتها مرفوقا بشخصين آخرين من نفس الشبكة بالمنطقة الصحراوية،التي تقع على بعد 200 كلم من منطقة "غاوو" بدولة مالي.وأثناء وصول الشاحنة إلى هذه المنطقة التي تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،سيقوم أفراد ملثمون ومدججون بأسلحة نارية على متن سيارات رباعية الدفع من نوع "طويوطا" ب"خفر" الشاحنة قصد تأمين الطريق لها.وهناك،عمد سنتياغو إلى شحن طائرة من نوع "بوينغ" بالوقود كانت قد استعملت في جلب كميات كبيرة من من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى مالي،غير أن المثير في هذه القضية أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع،لأن نوع الوقود التي زودت به لم يكن بالجودة المطلوبة،حينها قام أفراد الشبكة بإحراق الطائرة.
أما الأشخاص الملثمون الذين أمنوا عبور الشاحنة،فلم يكونوا سوى عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،وقد كانوا في انتظار سانتياغو بعدما قاموا بالتنسيق اللازم مع شركائه الكولومبيين.
أما عن الكيفية التي يتم بها نقل الكوكايين عبر صحراء مالي إلى المغرب،فقد كان يتم اللجوء إلى سيارات خفيفة بمساعدة أفراد من الشبكة،بينهم جزائري يدعى تاج ويلقب ب"بلحاج"،ومواطنون من مالي.وكانت هذه السيارات الخفيفة التي تحمل كميات المخدرات تدخل إلى المغرب عبر مدينة فكيك.كما أن ميمون المغربي هو الذي كان يتوصل بكمية المخدرات القادمة من مالي في نقط حدودية بين المغرب والجزائر.
ومنذ انطلاق عمليات تهريب الكوكايين من المغرب علمت خلية سانتياغو على استكشاف قنوات تمكن شبكته من تهريب الأموال المحصل عليها إلى الخارج.وفي هذا السياق قام سانتياغو بمحاولة عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء عندما أرسل فتاة تسمى "فيتحة.ل" إلى مالي بتاريخ دجنبر 2009 عبر هذا المطار لاكتشاف هذا الطريق وبحوزتها 8000 أورو،حيث تسلمته من المسمى "عبد الرزاق.م"أحد عناصر الشبكة، بتعليمات من ميمون المغربي،غير أن المعنية بالأمر سيتم إيقافها من طرف رجال الجمارك بالمطار.
وعلى إثر هذا الحادث،اضطرت خلية سانتياغو إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتهريب المخدرات،حيث اختارت مبعوثين بالدار البيضاء أو بركان من قبل أعضاء الشبكة المتمركزة بمالي من أجل تحصيل مداخيل بيع الكوكايين،ذلك أن خلية سانتياغو ستعمل على طلب ترخيصات استثنائية لتصدير العملات الصعبة خارج المغرب تحت ذريعة اقتناء معدات وآليات،مبررة ذلك بوثائق متعلقة بالشركة الوهمية التي يوجد مقرها ببركان،وهكذا تمكنت الشبكة من تهريب 40 ألف أورو.
خلية سانتياغو كانت أيضا وراء تهريب كميات الكوكايين عبر الجو خلال شهر يونيو 2010 انطلاقا من دوار الرمل بنواحي مولاي بوسلهام،غير أن هذه العملية التي كللت بالنجاج من خلال تمكن الطائرة من الهبوط والإقلاع محملة بكمية من مخدر الكوكايين سيفتضح أمرها من طرف المصالح الأمنية في ما بعد.
العمليات التي قامت بها الشبكة مكنتها من جمع أرباح خيالية وكانت الشبكة تلجأ إلى إلى الصرافة لتحويل عائداتها من تجارة الكوكايين من الدرهم المغربي إلى الأورو.
يشار إلى أن مصالح الأمن تمكنت من حجز كميات من الكوكايين والشيرا،ومجموعة من السيارات،وقنابل مسيلة للدموع،ومبالغ مالية مهمة من العملة الصعبة والدرهم لدى الموقوفين.وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت المتهمين على الوكيل العام للملك بالرباط من أجل "تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والتهديد بالقتل والاحتجاز وإقامة علاقات جنسية غير شرعية وتهريب العملة ومخالفة قانون الصرف والمشاركة"، كل حسب المنسوب إليه.
وكان قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف قد أمر بإيداع 34 شخصا تم اعتقالهم بعد تفكيك شبكة دولية للاتجار في الكوكايين بسجن الزاكي،بعد أن تم الاستماع إليهم في إطار الاستنطاق الابتدائي.
دامت جلسة الاستنطاق حوالي 12 ساعة،وتم خلالها الاستماع لأفراد الشبكة،التي تضم أجانب ومغاربة، من بينهم سيدتان.ويكون الاستنطاق التفصيلي،والمواجهة التي ستتم بين المتهمين قد كشفت عن مزيد من المعلومات حول نشاط هذه الشبكة الإجرامية،التي أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي،خلال الندوة الصحافية التي عقدها بمناسبة تفكيك الشبكة،أن لها امتدادات دولية بين عدد من الدول،منها كولومبيا وفنزويلا ومالي والجزائر، وأنها نسجت علاقات وطيدة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.وكان وزير الداخلية قد أعلن أن هذه الشبكة يقف وراءها بارونات من جنسية كولومبية وإسبانية، لهم علاقة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبكارتيلات متمركزة في أمريكا اللاتينية وتضم أيضا مهربي مخدرات مغاربة.وأشار وزير الداخلية إلى أن تضييق الخناق على شبكات تهريب المخدرات القوية في اتجاه أوربا جعلها تبحث عن منافذ أخرى،من خلال التنسيق مع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عملت على تقديم الدعم اللوجستيكي،وتأمين عملية نقل المخدرات بمنطقة الساحل مقابل مبالغ مالية تمول بها أنشطتها الإرهابية . وكشف وزير الداخلية أن عناصر القاعدة قامت في نونبر 2009 بخفر شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة من نوع بوينغ،كانت قد استعملت في جلب أطنان من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي، وبعد أن فشلت الطائرة في الإقلاع بسبب نوعية الوقود الرديء تم التخلص منها بإحراقها.
وأكد الشرقاوي أن هذه الشبكة عملت على إحداث شركات وهمية بعدد من الدول بهدف تبييض الأموال وتهريبها، وأنها نجحت خلال الفترة الممتدة بين شهر مارس وغشت 2010 في إنجاز ثمان عمليات مكنت من تسريب كمية من الكوكايين تفوق 600 كيلو غرام من الكوكايين إلى المغرب،انطلاقا من الحدود الجزائرية والموريتانية،وأن المخدرات يتم جلبها من طرف مهربين من أمريكا اللاتينية،خاصة من كولومبيا وفنزويلا إلى شمال مالي،حيث يتم تخزينها قبل أن تتكفل الجماعات الإرهابية بتأمين نقل هذه المخدرات،مرورا بصحراء مالي وموريتانيا والجزائر نحو الحدود مع المغرب،من أجل ترويج كميات منها بالداخل،فيما يتم تصدير الباقي نحو أوربا.
من جهة أخرى،أشار وزير الداخلية إلى أن هذه الشبكة استعانت أيضا بعدد من المغاربة ،الذين ينشطون في تهريب مادة الشيرا من أجل تسهيل عملية نقل الكوكايين عبر البحر أو باستعمال طائرات صغيرة تنطلق من البرتغال وإسبانيا، ودعا الشرقاوي إلى ضرورة تدعيم التعاون الإقليمي والدولي كخيار استراتيجي من أجل محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ووضع استراتجية موحدة واستباقية ووقائية،مؤكدا أن الوضع يزداد خطورة في منطقة الساحل والصحراء، بعد ثبوت وجود تنسيق بين تنظيم القاعدة ومافيا المخدرات التي تلجأ إلى أساليب وحشية في تصفية حساباتها مع بعض عناصرها عن طريق الاختطاف والاحتجاز أو القتل،وهو ما تعرض له مواطن من جنسية كولومبية تم اغتياله وتقطيع جثته في مدينة باماكو.
وأكد الشرقاوي،أن هناك تنسيقا معلنا وتعاونا واضحا بين العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشبكات ترويج المخدرات،وقال "يمكن اليوم الجزم بصفة قطعية بأن العلاقة بين الإرهاب والاتجار في المخدرات قائمة وثابتة، والتداخل حاصل في عمل شبكات التهريب والمجموعة الإرهابية".وأوضح أن عملية تفكيك الشبكة الدولية الخطيرة المتخصصة في الاتجار بالكوكايين التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية توضح بجلاء أن العناصر الإرهابية،وبحثا منها على تحصيل الأموال الضرورية لتمويل أنشطتها الارهابية، تستبيح كل الوسائل المتاحة وتستثمر درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة وتوفرها على الأسلحة ووسائل النقل المناسبة،بهدف توفير الحماية اللازمة لأباطرة المخدرات في تنقلاتهم بمنطقة الساحل بالصحراء".
وأكد الطيب الشرقاوي أنه بات لزاما على جميع الدول المعنية، انطلاقا من هذه المعطيات، التحلي باليقظة والحذر وفتح جسور التعاون وتقويتها في المجال الأمني وبلورة استراتيجيات موحدة استباقية ووقائية درءا للمخاطر التي تحدق بها.
وفي نفس السياق،تناقلت وسائل الإعلام الإسبانية بداية الأسبوع الجاري،البيان الصادر عن وزارة الداخلية الاسبانية نهاية الأسبوع الماضي،والذي كشف عن قيام عناصر الحرس المدني الإسباني بحملات أمنية متفرقة شملت العديد من المدن الاسبانية خصوصا بالمدن والقرى الساحلية الأندلسية،والتي أفضت إلى تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات من السواحل المتوسطية المغربية إلى الضفة الجنوبية لإسبانيا،وتضم العشرات من الأشخاص،يحملون جنسيات مختلفة إسبانية وهولاندية وبلجيكية وروسية ومغربية.
وكشف البيان ذاته أنه تمت مداهمة وتفتيش شقق المتهمين ومصادرة أسلحة نارية ومواد متفجرة محلية الصنع ومبالغ مالية مهمة وعدد من السيارات الفارهة،إلى جانب معدات للمراقبة وهواتف للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية و أجهزة لتحديد المواقع وأكثر من 20 طنا من مادة الشيرا.
وكانت وسائل إعلام إسبانية مكتوبة وإلكترونية (وخاصة جريدة "إل باييس" الإسبانية المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم) قد نشرت مؤخرا،تقارير سرية جديدة صادرة عن مصالح وزارة الخارجية الأمريكية سربها الموقع الالكتروني "ويكيليكس" كشفت عن قيام الدرك الملكي والشرطة القضائية المغربية في السنوات الأخيرة بحملات أمنية مكثفة خصوصا بالسواحل الشمالية المغربية،أفضت إلى اعتقال عدد كبير من تجار ومهربي المخدرات وبعض أفراد الدرك الملكي والشرطة والجيش والقوات المساعدة والبحرية الملكية المتورطين معهم.
وحسب موقع "ويكيليكس" فإن السفارة الأمريكية بالرباط وجهت برقيتين إلى وزارة الخارجية بواشنطن بتاريخ 30 أكتوبر 2009 أكدت خلالهما على تراجع كبير في عمليات الاتجار في المخدرات (خصوصا من مادتي الحشيش والشيرا) خلال السنوات الأخيرة مقابل ارتفاع ملحوظ في تهريب مادتي الكوكايين والهيرويين القادمة من دول أمريكا اللاتينية باتجاه أوروبا مرورا بدول إفريقيا الغربية.
إعداد:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.