أجرى عبد القادر الشنتوف،زوال أمس (الخميس)،مواجهة بين أربعة إسبانيين و36 مغربيا ينتمون إلى شبكة دولية للاتجار في الكوكايين،يتزعمها كولومبي،ويشتبه في علاقتها بتنظيم القاعدة. ويتعلق الأمر بأربعة أشخاص من أصل إسباني،وهم "ثيثيليو سانتياغو غانوناس" و"ميغيل خودار بيلا"و"مانويل رودرغيث بيلا" و"أنطونيو بيدراغاس غونثاليث"،إضافة إلى 36 مغربيا،بينهم امرأتان،إحداهما كانت على علاقة جنسية غير شرعية مع أحد الإسبانيين الموقوفين،وهما "ا. م"من سلا، و"ح. ش"من وجدة. واستنادا إلى مصادر موثوقة، اعترف الإسبانيون الأربعة بانتمائهم إلى شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، وكشفوا أن المغرب كان من أهدافهم الرئيسية، لكنهم، وفق المصدر ذاته، أجمعوا على غياب أي علاقة لهم بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وبخصوص المتهمين المغاربة،فقد نفوا أي صلة لهم بالاتجار الدولي في الكوكايين،وأكدوا أن علاقاتهم بالإسبانيين الموقوفين كانت بريئة،ولا تتجاوز "تعارفا" عاديا،رغم أن الأجهزة الأمنية تتهم أحدهم بتزعم الشبكة في المغرب.أما المتهمة "ح.ش"،فأقرت بوجود علاقة جنسية غير شرعية مع أحد الإسبانيين،ونفت أن يكون لها علم بأنشطته،وهو ما يتناقض مع ما جاء في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وتشير المعلومات المستقاة من التحقيق إلى أن العقل المدبر للتنظيم بالمغرب كان يعمل بتنسيق مع المسؤول عن التنظيم الإرهابي في مالي،كما تمكنت الشبكة من إحداث شركات وهمية في عدد من الدول،بهدف تبييض الأموال وتهريبها،وكانت لها امتدادات في أوربا،والجزائر وشمال مالي،وعلاقات واسعة بتنظيم القاعدة. وتبين من التحريات أن القاعدة قدمت الدعم اللوجيستيكي في نقل المخدرات لفائدة الشبكة،كما أن المعطيات المتوفرة تفيد أن عناصر القاعدة خفرت،في نونبر 2009،شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة "بوينغ"،كانت استعملت في جلب العديد من الأطنان من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي،حيث تفرض القاعدة سيطرتها،وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع،أحرقتها الجماعة الإرهابية. وتهدف علاقات الموقوفين مع المهربين المغاربة لمادة الشيرا،إلى تصديرها إلى جانب الكوكايين عبر البحر،وباستعمال طائرات صغيرة،كانت تخترق المجال الجوي المغربي مرات عدة،خاصة بالمناطق الشمالية،انطلاقا من إسبانيا والبرتغال. وللعلم وحسب المعلومات التي تم التوصل إليها،فالمواطن الإسباني يدعى "سيسيليو سانتياغو كانوباس". زعيم خلية الكوكايين هذا ليس مجرد شخص عادي،بل سبق له أن انتمى إلى الحزب الشعبي الإسباني المتطرف قبل أن يغادره في ظروف غامضة.وهو أيضا صاحب سوابق قضائية،إذ سبق له أن أدين سنة 2004 بأربع سنوات حبسا نافذا في تجارة الشيرا والكوكايين،كما سبق له أن دين بسنتين حبسا موقوف التنفيذ في ملف اتهم فيه بعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر. ودخل سانتياغو إلى المغرب قصد توسيع نشاطه في تجارة المخدرات ضمن شبكة دولية تتكون من مواطنين مغاربة وإسبان وكولومبيين وجزائريين وماليين.وهكذا سيؤسس سانتياغو سنة 2007 بمدينة بركان شركة وهمية اختار لها اسم "جيرمان سبور ماروك"،رفقة أفراد من هذه الشبكة،بينهم مهاجر مغربي اسمه "ميمون.ب" كغطاء على ممارسة أنشطتهم في تجارة الكوكايين.وقد عرض سانتياغو على شريكه المغربي ميمون السفر إلى دولة مالي من أجل لقاء شريك آخر هناك يدعى "ميخيل أنخيل ميرا"، وهو من جنسية إسبانية،قصد التفاوض معه في تفاصيل عمليات تهريب مخدر الكوكايين إلى المغرب.وفعلا سافر سانتياغو رفقة ميمون المغربي إلى باماكو عاصمة مالي وعقدا هناك لقاءين مع الشريك المذكور.اللقاء كان في نونبر 2009،فيما تم اللقاء الثاني في فبراير 2010.وقد خلص هذان اللقاءان إلى تشييد مخبأ لنقل وتوزيع مخدر الكوكايين في المغرب.وقد اختار ميمون المغربي فور عودته من دولة مالي ضيعة والده ببركان قصد تشييد هذا المخزن لتفادي الوقوع في أيدي الأجهزة الأمنية. شبكة الإسباني سنتياغو تمكنت من نسج علاقات على أعلى هرم في السلطة في دولة مالي،إذ بمجرد وصوله رفقة خليلته (حياة.ش) تم استقباله من طرف عميد شرطة تكلف بجميع الإجراءات اللازمة لتسهيل دخوله عبر الحدود بتوصية من شريكه "ميخائيل أنخيل ميرا" قبل أن يقوم بنقله على متن سيارة خاصة نحو فندق "رافيسيون" بباماكو. وأثناء إقامته هناك بالعاصمة المالية،في أواخر سنة 2009،بأمر من زعيم الشبكة الكولومبي "طوماس كريسكي" الملقب بجوني،عمد سانتياغو إلى تثبيت صهريج على شاحنة قام هو شخصيا بقيادتها مرفوقا بشخصين آخرين من نفس الشبكة بالمنطقة الصحراوية،التي تقع على بعد 200 كلم من منطقة "غاوو" بدولة مالي.وأثناء وصول الشاحنة إلى هذه المنطقة التي تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،سيقوم أفراد ملثمون ومدججون بأسلحة نارية على متن سيارات رباعية الدفع من نوع "طويوطا" ب"خفر" الشاحنة قصد تأمين الطريق لها.وهناك،عمد سنتياغو إلى شحن طائرة من نوع "بوينغ" بالوقود كانت قد استعملت في جلب كميات كبيرة من من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى مالي،غير أن المثير في هذه القضية أن الطائرة لم تتمكن من الإقلاع،لأن نوع الوقود التي زودت به لم يكن بالجودة المطلوبة،حينها قام أفراد الشبكة بإحراق الطائرة. أما الأشخاص الملثمون الذين أمنوا عبور الشاحنة،فلم يكونوا سوى عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،وقد كانوا في انتظار سانتياغو بعدما قاموا بالتنسيق اللازم مع شركائه الكولومبيين. أما عن الكيفية التي يتم بها نقل الكوكايين عبر صحراء مالي إلى المغرب،فقد كان يتم اللجوء إلى سيارات خفيفة بمساعدة أفراد من الشبكة،بينهم جزائري يدعى تاج ويلقب ب"بلحاج"،ومواطنون من مالي.وكانت هذه السيارات الخفيفة التي تحمل كميات المخدرات تدخل إلى المغرب عبر مدينة فكيك.كما أن ميمون المغربي هو الذي كان يتوصل بكمية المخدرات القادمة من مالي في نقط حدودية بين المغرب والجزائر. ومنذ انطلاق عمليات تهريب الكوكايين من المغرب علمت خلية سانتياغو على استكشاف قنوات تمكن شبكته من تهريب الأموال المحصل عليها إلى الخارج.وفي هذا السياق قام سانتياغو بمحاولة عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء عندما أرسل فتاة تسمى "فيتحة.ل" إلى مالي بتاريخ دجنبر 2009 عبر هذا المطار لاكتشاف هذا الطريق وبحوزتها 8000 أورو،حيث تسلمته من المسمى "عبد الرزاق.م"أحد عناصر الشبكة، بتعليمات من ميمون المغربي،غير أن المعنية بالأمر سيتم إيقافها من طرف رجال الجمارك بالمطار. وعلى إثر هذا الحادث،اضطرت خلية سانتياغو إلى اللجوء إلى طرق أخرى لتهريب المخدرات،حيث اختارت مبعوثين بالدار البيضاء أو بركان من قبل أعضاء الشبكة المتمركزة بمالي من أجل تحصيل مداخيل بيع الكوكايين،ذلك أن خلية سانتياغو ستعمل على طلب ترخيصات استثنائية لتصدير العملات الصعبة خارج المغرب تحت ذريعة اقتناء معدات وآليات،مبررة ذلك بوثائق متعلقة بالشركة الوهمية التي يوجد مقرها ببركان،وهكذا تمكنت الشبكة من تهريب 40 ألف أورو. خلية سانتياغو كانت أيضا وراء تهريب كميات الكوكايين عبر الجو خلال شهر يونيو 2010 انطلاقا من دوار الرمل بنواحي مولاي بوسلهام،غير أن هذه العملية التي كللت بالنجاج من خلال تمكن الطائرة من الهبوط والإقلاع محملة بكمية من مخدر الكوكايين سيفتضح أمرها من طرف المصالح الأمنية في ما بعد. العمليات التي قامت بها الشبكة مكنتها من جمع أرباح خيالية وكانت الشبكة تلجأ إلى إلى الصرافة لتحويل عائداتها من تجارة الكوكايين من الدرهم المغربي إلى الأورو. يشار إلى أن مصالح الأمن تمكنت من حجز كميات من الكوكايين والشيرا،ومجموعة من السيارات،وقنابل مسيلة للدموع،ومبالغ مالية مهمة من العملة الصعبة والدرهم لدى الموقوفين.وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت المتهمين على الوكيل العام للملك بالرباط من أجل "تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والتهديد بالقتل والاحتجاز وإقامة علاقات جنسية غير شرعية وتهريب العملة ومخالفة قانون الصرف والمشاركة"، كل حسب المنسوب إليه. وكان قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف قد أمر بإيداع 34 شخصا تم اعتقالهم بعد تفكيك شبكة دولية للاتجار في الكوكايين بسجن الزاكي،بعد أن تم الاستماع إليهم في إطار الاستنطاق الابتدائي. دامت جلسة الاستنطاق حوالي 12 ساعة،وتم خلالها الاستماع لأفراد الشبكة،التي تضم أجانب ومغاربة، من بينهم سيدتان.ويكون الاستنطاق التفصيلي،والمواجهة التي ستتم بين المتهمين قد كشفت عن مزيد من المعلومات حول نشاط هذه الشبكة الإجرامية،التي أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي،خلال الندوة الصحافية التي عقدها بمناسبة تفكيك الشبكة،أن لها امتدادات دولية بين عدد من الدول،منها كولومبيا وفنزويلا ومالي والجزائر، وأنها نسجت علاقات وطيدة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.وكان وزير الداخلية قد أعلن أن هذه الشبكة يقف وراءها بارونات من جنسية كولومبية وإسبانية، لهم علاقة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبكارتيلات متمركزة في أمريكا اللاتينية وتضم أيضا مهربي مخدرات مغاربة.وأشار وزير الداخلية إلى أن تضييق الخناق على شبكات تهريب المخدرات القوية في اتجاه أوربا جعلها تبحث عن منافذ أخرى،من خلال التنسيق مع عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة عملت على تقديم الدعم اللوجستيكي،وتأمين عملية نقل المخدرات بمنطقة الساحل مقابل مبالغ مالية تمول بها أنشطتها الإرهابية . وكشف وزير الداخلية أن عناصر القاعدة قامت في نونبر 2009 بخفر شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة من نوع بوينغ،كانت قد استعملت في جلب أطنان من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي، وبعد أن فشلت الطائرة في الإقلاع بسبب نوعية الوقود الرديء تم التخلص منها بإحراقها. وأكد الشرقاوي أن هذه الشبكة عملت على إحداث شركات وهمية بعدد من الدول بهدف تبييض الأموال وتهريبها، وأنها نجحت خلال الفترة الممتدة بين شهر مارس وغشت 2010 في إنجاز ثمان عمليات مكنت من تسريب كمية من الكوكايين تفوق 600 كيلو غرام من الكوكايين إلى المغرب،انطلاقا من الحدود الجزائرية والموريتانية،وأن المخدرات يتم جلبها من طرف مهربين من أمريكا اللاتينية،خاصة من كولومبيا وفنزويلا إلى شمال مالي،حيث يتم تخزينها قبل أن تتكفل الجماعات الإرهابية بتأمين نقل هذه المخدرات،مرورا بصحراء مالي وموريتانيا والجزائر نحو الحدود مع المغرب،من أجل ترويج كميات منها بالداخل،فيما يتم تصدير الباقي نحو أوربا. من جهة أخرى،أشار وزير الداخلية إلى أن هذه الشبكة استعانت أيضا بعدد من المغاربة ،الذين ينشطون في تهريب مادة الشيرا من أجل تسهيل عملية نقل الكوكايين عبر البحر أو باستعمال طائرات صغيرة تنطلق من البرتغال وإسبانيا، ودعا الشرقاوي إلى ضرورة تدعيم التعاون الإقليمي والدولي كخيار استراتيجي من أجل محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ووضع استراتجية موحدة واستباقية ووقائية،مؤكدا أن الوضع يزداد خطورة في منطقة الساحل والصحراء، بعد ثبوت وجود تنسيق بين تنظيم القاعدة ومافيا المخدرات التي تلجأ إلى أساليب وحشية في تصفية حساباتها مع بعض عناصرها عن طريق الاختطاف والاحتجاز أو القتل،وهو ما تعرض له مواطن من جنسية كولومبية تم اغتياله وتقطيع جثته في مدينة باماكو. وأكد الشرقاوي،أن هناك تنسيقا معلنا وتعاونا واضحا بين العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشبكات ترويج المخدرات،وقال "يمكن اليوم الجزم بصفة قطعية بأن العلاقة بين الإرهاب والاتجار في المخدرات قائمة وثابتة، والتداخل حاصل في عمل شبكات التهريب والمجموعة الإرهابية".وأوضح أن عملية تفكيك الشبكة الدولية الخطيرة المتخصصة في الاتجار بالكوكايين التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية توضح بجلاء أن العناصر الإرهابية،وبحثا منها على تحصيل الأموال الضرورية لتمويل أنشطتها الارهابية، تستبيح كل الوسائل المتاحة وتستثمر درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة وتوفرها على الأسلحة ووسائل النقل المناسبة،بهدف توفير الحماية اللازمة لأباطرة المخدرات في تنقلاتهم بمنطقة الساحل بالصحراء". وأكد الطيب الشرقاوي أنه بات لزاما على جميع الدول المعنية، انطلاقا من هذه المعطيات، التحلي باليقظة والحذر وفتح جسور التعاون وتقويتها في المجال الأمني وبلورة استراتيجيات موحدة استباقية ووقائية درءا للمخاطر التي تحدق بها. وفي نفس السياق،تناقلت وسائل الإعلام الإسبانية بداية الأسبوع الجاري،البيان الصادر عن وزارة الداخلية الاسبانية نهاية الأسبوع الماضي،والذي كشف عن قيام عناصر الحرس المدني الإسباني بحملات أمنية متفرقة شملت العديد من المدن الاسبانية خصوصا بالمدن والقرى الساحلية الأندلسية،والتي أفضت إلى تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات من السواحل المتوسطية المغربية إلى الضفة الجنوبية لإسبانيا،وتضم العشرات من الأشخاص،يحملون جنسيات مختلفة إسبانية وهولاندية وبلجيكية وروسية ومغربية. وكشف البيان ذاته أنه تمت مداهمة وتفتيش شقق المتهمين ومصادرة أسلحة نارية ومواد متفجرة محلية الصنع ومبالغ مالية مهمة وعدد من السيارات الفارهة،إلى جانب معدات للمراقبة وهواتف للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية و أجهزة لتحديد المواقع وأكثر من 20 طنا من مادة الشيرا. وكانت وسائل إعلام إسبانية مكتوبة وإلكترونية (وخاصة جريدة "إل باييس" الإسبانية المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم) قد نشرت مؤخرا،تقارير سرية جديدة صادرة عن مصالح وزارة الخارجية الأمريكية سربها الموقع الالكتروني "ويكيليكس" كشفت عن قيام الدرك الملكي والشرطة القضائية المغربية في السنوات الأخيرة بحملات أمنية مكثفة خصوصا بالسواحل الشمالية المغربية،أفضت إلى اعتقال عدد كبير من تجار ومهربي المخدرات وبعض أفراد الدرك الملكي والشرطة والجيش والقوات المساعدة والبحرية الملكية المتورطين معهم. وحسب موقع "ويكيليكس" فإن السفارة الأمريكية بالرباط وجهت برقيتين إلى وزارة الخارجية بواشنطن بتاريخ 30 أكتوبر 2009 أكدت خلالهما على تراجع كبير في عمليات الاتجار في المخدرات (خصوصا من مادتي الحشيش والشيرا) خلال السنوات الأخيرة مقابل ارتفاع ملحوظ في تهريب مادتي الكوكايين والهيرويين القادمة من دول أمريكا اللاتينية باتجاه أوروبا مرورا بدول إفريقيا الغربية. إعداد: