أمر قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا،عبد القادر الشنتوف، أول أمس بايداع 34 متهما،من بينهم أربعة إسبان في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات، السجن المحلي بسلا بعد جلسة ماراطونية استمرت منذ مساء يوم الجمعة إلى يوم صباح أول أمس السبت تراوحت فيها مدة الاستماع إلى المتهمين بين 30 و40 دقيقة كل على حدة. وذكر مصدر مطلع أن النيابة العامة وجهت لأعضاء هذه الشبكة الخطيرة التي كانت موضوع ندوة عقدها وزير الداخلية مولاي الطيب الشرقاوي يوم الجمعة الماضي –وجهت- مجموعة من التهم تتعلق ب " تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات (الكوكايين ومادة الشيرة)،والتهديد بالقتل،والاحتجاز،والعلاقات الجنسية غير الشرعية, وتهريب العملة,ومخالفة قانون الصرف والمشاركة", كل حسب ما نسب إليه. وحسب ذات المصدر فإن بعض المتهمين الذين تم إيقافهم اعترفوا بممارسة عملية نقل المخدرات من مدينة إلى أخرى مبالغ مالية تتراوح بين 6 و8 مليون سنتيم عن كل عملية نقل،وقد وجدت العناصر الأمنية صعوبة كبيرة في إلقاء القبض عليهم نتيجة لجوئهم إلى المقاومة باستعمال أدوات فلاحية. وينتمي المتهمون الذين يتابعون في حالة اعتقال إلى مختلف أنحاء التراب الوطني غير أن اللائحة التي كشف عنها مصدرنا تشير إلى أن أغلبية المتهمين ينحدرون من مدينتي طنجةوالناظورووجدة من بينهم 3 نساء إحداهن كانت تشتغل ككاتبة عند أحد المتهمين في شركة بالناظور. وفيما يتعلق بأسماء المعتقلين فإن الأمر يتعلق ب34 متهما بالتهم السالفة الذكر،وهم "ميمون.ب" من بركان و"محمد.م" من تطوان و"مصطفى.ق" من الناظور و"عبد المجيد.ص" و"نجيم.ب" من نفس المنطقة بالإضافة إلى "عبد الرزاق.م" من بركان ومحمد.د من الحسيمة ومحمد.ز من تطوان وحسن.ب من السعيدية واحمد.ب من الناظور ومحمد.ص من مكناس و"عبد السلام.ب" من سلا و"عمر.ا" و"محمد.ا" من طنجة. ويوجد من بين المتهمين كذلك كل من "ميمون.ع" و"خالد.ش" و"عزة.ب" من وجدة و"جمال.م" من الشاون و"عبد الواحد.ق" من الناظور و"ابتسام.م" من سلا و"حياة ش" من وجدة و"عبد القادر.د" من الشاون بالإضافة إلى أربعة متهمين آخرين من مدينة طنجة هم؛ "عثمان.خ" و"مصطفى.خ" و"عبد الله.خ" و"مصطفى.م" . أما فيما يتعلق بالمتهمين الذين يحملون الجنسية الإسبانية فإن الأمر يتعلق بكل من "سيسليو.س" و"مجيل.ج" و"مانييل.ر" و"انطونيو.ب". وقد كانت الشبكة المذكورة موضوع ندوة صحفية عقدها مولاي الطيب الشرقاوي،وزير الداخلية،كشف من خلالها العلاقة الوثيقة بين أفراد هذه الشبكة،وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي كان يوفر الحماية لأباطرة المخدرات. وأوضح الشرقاوي خلال نفس الندوة أن مباركة القاعدة لهذه الأنشطة هو رغبة في الحصول على الدعم والتمويل لأنشطته الإرهابية مبينا أن من بين الوسائل التي تم اللجوء إليها في تجارة المخدرات هي استعمال الطائرات الخفيفة مدللا على تنامي هذا النوع من الأنشطة كون المصالح الأمنية رصدت خلال السنة الأخيرة 20 حالة اختراق للمجال الجوي المغربي تمت عن طريق طائرات قادمة من إسبانيا مؤكدا أن هذا الأمر تتابعه السلطات الأمنية بحزم كبير،وبتنسيق مع السلطات الإسبانية،ويشمل التعاون بين البلدين محاربة الهجرة السرية وتجارة المخدرات. قال الطيب الشرقاوي ":لقد تأكد أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقدم الدعم اللوجيستي وتؤمن نقل المخدرات بمنطقة الساحل،وهكذا فإن المعطيات المتوفرة تفيد بأن عناصر القاعدة قد قاموا في نونبر 2009 بخفر شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة من نوع "بوينغ" كانت قد استعملت في جلب الأطنان من من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمالي مالي حيث تفرض القاعدة سيطرتها،وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع بسبب نوعية الوقود الرديء قامت الجماعات الإرهابية بإحراقها". وأضاف الطيب الشرقاوي في حينها بأن هذه الواقعة تؤكد بجلاء أن العناصر الإرهابية،وبحثا منها عن عن تحصيل الأموال الضرورية لتمويل أنشطتها أصبحت تستبيح كل الوسائل المتاحة،وتسثتمر في درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة،وتوفرها على الأسلحة ووسائل النقل من أجل حماية أباطرة المخدرات.