عبر المهندس يوسف هوار عضو مجلس النواب عن سروره أن يكون مع أساتذة الفلسفة وطلبتهم وبينهم في يوم الوفاء والعرفان،الذي أحيته الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع وجدة "تكريما لأساتذتنا الكرام الذين أنهوا خدمتهم بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان الشرف،ميدان التربية والتعليم…واحتفاء بالتلميذات المتفوقات في الأولمبياد الفلسفي لدورة 2017".وقال في كلمته بمناسبة حفل الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بوجدة "إننا نكرم اليوم أساتذتنا الكرام،لهم في قلوبنا كل المحبة والتقدير،فإننا نتطلع إلى إرساء تقليد حضاري يكون فيه الاحتفاء بأهل الفضل والعرفان بحق السابقين،واجب لا مناص من تأديته،ونهجا لابد من مواصلته وترسيخه"،وتوجه للأساتذة والأستاذات المكرمات "بتحية التقدير والاحترام لمرحلة من مراحل عطائكم الوظيفي الذي أخذ سنوات من عمركم تميزت بالتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة وأن أقل التفاتة شكر تقدم لكم،هي الاحتفال بكم وتكريمكم"،وأضاف بأن منهم "تعلمنا أن للنجاح قيمة ومعنى ومنكم تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل ومعكم آمنا لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي.."،كما توجه بالشكر للتلميذات المجتهدات "اللواتي وضعن نصب أعينيهن هدفا حققنه بعزيمتهن وإرادتهن وعملهن ومثابرتهن،بتفوقهن إقليميا في الأولمبياد الفلسفي لدورة 2017،ونتمنى تشريفهن الإقليم بمضاعفتهن لجهودهن وتمثيل وجدة أنجاد وطنيا أحسن تمثيل.فالنجاح قمة لا يرتقي سلمها إلا أصحاب الهمم العالية ونسأل لله لكن دوام التميز الرائع.فأنتن من يمثلن جيل المستقبل الذي يعتمد عليه الوطن لخدمته،مع متمنياتنا لكن ولكل تلميذات وتلاميذ الإقليم الحصول على نتائج جيدة في امتحانات البكالوريا". كما أن درس الفلسفة هو موضوع للتمرس على التفكير،وتنشيط العقل،وطرح السؤال/الإشكالية،ومحاولة مقاربة الجواب،وملامسة الواقع وتَطَوُّرِه وتَطْويره،بتجلياته الاقتصادية،والاجتماعية،والثقافية،والسياسية…والفلسفة تحترف السؤال الإشكالي،حيث يصبح المدرس في الفلسفة،مربيا على القيم،ومحفزا على المعرفة… كما أن إصلاح التعليم يسترشد،أيضا،بالتوجيهات الملكية السامية في خطاب ذكرى 20 غشت لسنة 2012،حيث أكد جلالة الملك نصره الله على إعادة النظر في الطرق المتبعة في المدرسة "للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه،مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين، إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين، وتنمية قدراتهم الذاتية،وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار،فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات،والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين،في التزام بقيم الحرية والمساواة،واحترام التنوع والاختلاف"… وأن المغاربة جُبِلُوا على حب الحكمة وكلهم آمالا كبرى على أن تصبح الفلسفة أساسا لبعث روح نقدية وتوطيد جو تساؤلات علمية حول المشاكل التي تواجه بلادنا إذ يمكن للتفكير الفلسفي العقلاني أن يمدّ إنسان القرن الحادي والعشرين بالوسائل التي يحتاج إليها من أجل مناهضة العنصرية والتعصب والعنف وتدمير البيئة وغيرها..وفي تلمسنا لبعض ملامح مستقبل تدريس الفلسفة،نؤكد على حاجة المغرب الماسة للفلسفة،خصوصا في المرحلة الانتقالية التي يمر منها المغرب الآن.ويبقى دور مدرس الفلسفة،فاعلا أساسيا فيها.فهو صاحب الفعل الحقيقي في تحديد مسار التغيير.. يذكر،أن الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بوجدة نظمت،أمسية تكريمية واحتفالية بمتقاعدي مادة الفلسفة بوجدة اعترافا وتقديرا لمجهوداتهم التربوية وخدمتهم للدرس الفلسفي الذي كان له دور كبير في تكوين وتأطير أجيال كثيرة تعاقبت على أيديهم،كما عرف الحفل تتويج الفائزات في أولمبياد الفلسفة إقليميا بجوائز رمزية قيمة مكافأة لهن على مجهوداتهن الجبارة و كذا لاهتمامهن بالفكر الفلسفي وانخراطهن في قضايا الإنسان الكونية.كما تخلل هذا التوزيع فقرات موسيقية بالعزف على العود وكلمات لبعض الضيوف على شرف هذا الحفل لتختتم الأمسية بحفل شاي.وترك هذا الحفل انطباعا طيبا في نفوس الحاضرين والحاضرات وأعطى نفسا جديدا لعمل الجمعية،باعتبارها جمعية فاعلة في المدينة سباقة لهذا النوع من المبادرات وكذا مختلف الأنشطة الثقافية الإشعاعية بمدينة وجدة.