تعيش مدينة وزان منذ الأيام الأولى لشهر رمضان الأخير انفلاتا أمنيا خطيرا، وهو ما سبق أن تعرضنا لبعض تفاصيله على أعمدة هذا المنبر، ووجهنا من خلاله نداء إلى أكثر من جهة لوضع إستراتيجية واضحة المعالم، منطلقها ومنتهاها حماية المواطنين، أرواحا وممتلكات، بدل الحملات الموسمية التي لا يشرع في اعتمادها إلا بعد أن يستفحل الوضع، وتطرحه الصحافة على أعمدتها، وتتدخل السلطة الإقليمية من أعلى مستوياتها لتدق ناقوس الخطر. التقارير السوداء التي بين أيدينا اليوم، وحالة الرعب والهلع التي تعيشها المدينة منذ الأيام الأولى للشهر الجاري تضفي المصداقية والموضوعية والجرأة التي ميزت معالجتنا للأوضاع الأمنية بدار الضمانة في أكثر من مناسبة، وتفند محتوى التقارير الكاذبة التي ترفعها جهات بعينها، حيث تدعي بأن الوضعية أكثر من عادية، ومتحكم فيها على مدار الساعة. لندع تقارير هذا الأسبوع تتكلم. ألم تصل الوقاحة بالعصابة وربما الثقة في النفس إلى حد اقتحام مقر القباضة وسرقته، وهو الواقع في قلب الحي الإداري؟.. كم عدد المتاجر والمنازل التي تم السطو عليها في ليال متتابعة، ولم يكن آخرها المتجر المحاذي للقباضة؟.. هل اقتحم أفراد العصابة حماما شعبيا، وكنسوا بكل حرية ما عثروا عليه بالصندوق؟.. ألم تنشر العصابة الرعب عندما اقتحمت حافلة الركاب؟.. كم وصل عدد ضحايا الاعتداءات المصرح بهم ما دام غيرها لا يحصى؟.. ألم يتم نقل جرحى في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن سيناء بالرباط، وآخرين يفترشون أسرة مستشفى المدينة تحت العناية المركزة والمراقبة الطبية؟.. ألم تتعرض عاملة في قطاع النظافة للتهديد في الصباح، وعلى مرمى حجر من مفوضية الشرطة، ولم تنج إلا بعد أن مدت للمعتدي بعض النقود؟.. كم عدد المواطنات والتلميذات اللواتي تعرضن للاعتداء، ونشل ما يحملنه في قلب الشوارع الرئيسية، وفي واضحة النهار؟... إن ساكنة وزان، توجه نداءا صادقا إلى السيد عامل الإقليم من أجل تدخله شخصيا لحماية المواطنين أفرادا وممتلكات، والعمل على تسليط الأضواء على أسباب هذا التردي الخطير، والوتيرة السريعة التي يتكرر بها. ومما لاشك فيه فإنه سيضع أصبعه على الورم الذي استشرى في جسد المدينة منذ أكثر من سنة، ولا شك أن السيد العامل بحكم اختصاصاته الواسعة له من الجرعات ما يكفي لتطويق هذا الورم الخبيث، وتعود المدينة لتنعم بهدوئها وسكينتها.