المولودية ستعود إلى حضيرة فرق الصفوة وستنافس على اللقب كرة القدم المغربية تعيش شبه احتراف لكنه غير مقنن عبد القادر كترة تعاقد المكتب المسير لنادي مولودية وجدة مع الإطار الوطني سعيد الخيدر لتحمل مسؤولية تدريب فارس الشرق، والعمل على تهييئه لاسترجاع مكانته ضمن فرق الصفوة بعد اندحاره هذا الموسم إلى القسم الوطني الثاني. وأكد المدرب الجديد أنه سيحاول العودة بالفريق إلى قسم الصفوة في ظرف سنة قبل المنافسة على اللقب في السنة المقبلة. كيف تم اختيارك من بين مجموعة من المدربين لقيادة فريق مولودية وجدة؟ كنت سأتقلد مسؤولية تدريب مولودية وجدة منذ 3 سنوات تقريبا، لكن لم تسمح لي الظروف بذلك... واتصل بي السيد لحمامي رئيس النادي، وحصل الاتفاق رغم أنه كانت لي عروض من عدة فرق، ثلاثة منها من الدرجة الأولى، واثنان من الدرجة الثانية من وجدة، وطنجة. اخترت وجدة لأن عقلية الوجديين تناسبني كثيرا، ولأن مزاجي وطبعي يشبه إلى حدّ كبير مزاج وطبع أهل المنطقة الشرقية، بل من الناس من يحسبني من هذه المنطقة... إضافة إلى ذلك، فكل مدرب يتمنى أن يدرب فريق المولودية ولو كان في الدرجة الرابعة؛ حيث يبقى للنادي تاريخه ومجده، ولا أحد يمكن أن يمحوهما... وهل اندحار المولودية إلى القسم الوطني الثاني أمر طبيعي؟ أعتقد أن وضعية المولودية تشبه إلى حدّ ما وضعية ذلك الأسد الجريح، ولكن بإمكان علاج جرحه، ويتعافى، ويقوم من جديد قويا كما كان من قبل... على ذكر الأسد الجريح، ما أسباب إخفاق مولودية وجدة وفشله خلال السنوات الأخيرة؟ ليس هناك إخفاق، بل بالعكس، لما اطلعت على الواقع وجدت ناديا جدّ مهيكل ومنظم أحسن تنظيم إداريا وماليا، ولأول مرة أرى أن ناديا تمكن من صرف جميع أجور المؤطرين واللاعبين لشهر يوليوز، بل قبل نهايته ب10 أيام، وهذا نادرا ما تجده حتى في الأندية الكبرى، وهو الأمر الذي لا يمكن إلا أن نعترف به ونشجعه. إذا كانت هناك كبوة، فمرجعها إلى أسباب أخرى خارجة عن الإرادة لأن اللاعب معرض للخطأ، كما أنه من الممكن وقوع أخطاء في اللعب وأخطاء في التقدير... وأرى أن المسألة عادية بالنسبة للفريق، ولا ننسى أن فريق جوفنتوس في البطولة الإيطالية أخفق واندحر، لكن عاد إلى مكانته في السنة الموالية، واحتفط بلاعبيه "بوفون" و"ديبيرو" و"ميدفيد" ولم يتخلوا عنه، ولم يهجروه... ويجب أن تكون لنا عقلية احترافية، إذ علينا أن نحب فريقنا، وندعمه في السراء والضراء، والمولودية تستحق هذا الحب، وهذه التضحية، وعلى الكل أن يتجند وراء الفريق، ويضحي ويتسلح بالروح الرياضية، والفريق يستحق من أهل المنطقة الشرقية كل التقدير لأنه يشرف الجهة الشرقية، وأكرر أنه إذا جرح الأسد، لا يجب أن نلومه، بل على الجميع أن يساهم في علاجه لينهض مرة ثانية... لكن هيكلة النادي إداريا وماليا لا تعني نجاح أداء الفريق على مستوى اللعب على رقعة الميدان، وأمام الجمهور... أين هي مكامن الضعف في الفريق؟ يجب أن أكون واضحا. أنا لم أكن هنا في المغرب، ولا يمكن لي أن أحكم على وضعية لم أعايشها، ولم أسايرها، ولكن أعتقد أن أي فريق كيفما كانت مكانته، معرض لمثل هذه الكبوات، ولكن يجب أن نستفيد من هذه الكبوات، ونصلح الأخطاء ونتفاءل. لا شك أن مهمتك ستكون صعبة وخطيرة بحكم أنك ستعمل على رأس فريق ذي أمجاد لإعادته إلى مكانته... فما هو المشروع الذي أتيت به لتحقيق ذلك؟ من أتى إلى فريق المولودية بهدف الصعود فقط، فهو يكذب... أتيت بعزيمتي وإرادة الجميع لبلوغ هذا الهدف، وأقول لأهل وجدة إنهم إذا كانوا يظنون أن الخيدر هو الذي سيقوم بكل شيء، فذلك من النفاق والكذب، وإذا كنت سأقوم بما يجب أن أقوم به، فبمساعدتهم... وإذا كان هناك خمسة أشخاص يبنون، وعشرة يهدمون، فبالطبع سيغلب العشرة... سأوظف كل طاقتي، وأكثر خدمة للمولودية الوجدية لكن" فوق طاقتك لا تلام"، لكن بدعم الجميع ومساندتهم ستستعيد المولودية أمجادها وهيبتها، ولكن بمساعدة اللاعبين، والطاقم التقني، والجمهور الوجدي، واللاعبين القدامى، والرياضيين والمحبين للفريق... إنها مولودية وجدة، وتجمع الوجديين.. إنها رمز وجدة في الميدان الرياضي، ومن واجبهم الدفاع عنها بالحب، وبنبذ الخلافات، وتجاوز الصراعات... ماذا تبين للمدرب سعيد الخيدر بعد الحصص التدربية الأولى في ما يتعلق بتشكيلة الفريق المقبلة؟ أنا أتأسف، وأكرر أن الفريق الإيطالي جوفانتوس لما اندحر لم يتخل عنه لاعبوه، وبقي "بوفون" حارس مرمى الفريق الوطني الإيطالي بجانبه في القسم الوطني الثاني ،وآخرون... يجب أن تتغير العقليات... لم يلتحق بعد أغلب اللاعبين بالتداريب، ولم أفهم ذلك. ليس العيب في أن يسقط الإنسان ويقع على الأرض، لكن العيب أن يستسلم ويبقى حيث سقط. أتمنى أن تكون لدى اللاعبين هذه الغيرة التي تحدثت عنها، وروح الفريق وحبّه والدفاع عنه. هل انتقال بعض اللاعبين الأساسيين سيؤثر على مسيرة الفريق؟ لا. لن يؤثر ذلك. يذهب الخيدر، ويذهب اللاعبون، ويذهب المكتب المسير، وتبقى المولودية الوجدية لأن لا أحد ضروري وحده في هذه الحياة... كلنا ضروريون إذا اشتغلنا يدا في يد كالسلسلة كل حلقة صافية ومتينة أساسية... هل مشروع الخيدر يمتد على سنة، أو سنتين، أو أكثر؟ مشروعنا، إن شاء الله، بثكاثف جهود كل العناصر التي ذكرتها، اللاعبين والجمهور والمحبين، والصحافة، والسلطات المحلية، والمنتخبين، يمتد على سنة، وسيعود فريق المولودية في سنته الأولى إلى حضيرة فرق الصفوة، وسيتبارى على لقب البطولة في سنته الثانية. هل اختار سعيد الخيدر طاقمه التقني ؟ لا. ما زلنا نبحث... هل لمدرب المولودية الجديد آخر كلمة للجمهور الوجدي؟ أقول لجمهور مولودية وجدة إنني جئت حبا في المولودية، وأقسم بالله العظيم أن عروضا أكثر بكثير قدمت لي من طرف أندية من الدرجة الأولى، لكن اخترت وجدة لأنني أحب المولودية وأهل وجدة... تدخل البطولة المغربية لكرة القدم غمار الاحتراف خلال موسم 2010/2011، فهل يجزم الخيدر بنجاح هذه الخطوة؟ لا شك في ذلك، وذلك من خلال الدعم المولوي للرياضة والتغييرات التي عرفتها الجامعة، ورسالتي هو أنه لا بدّ لنادي المولودية الوجدية أن يكون حاضرا في خضم كل هذا، مع العلم أن رئيس النادي عضو جامعي وذلك لقيمته ومؤهلاته. ومشروع الاحتراف ناجح بكل المقاييس إذ أننا نعيش الآن شبه الاحتراف لكن غير مقنن... وبما أننا نجد لاعبين ينتقلون بمبالغ تفوق 150 مليون سنتيم، فهذا احتراف، والآن سيتم تقنينه، والكل سيعرف ما له، وما عليه، وبهذا سيوضع حدّ لهذه الفوضى، وهذه العشوائية التي عاشتها كرة القدم المغربية...