من المشاهد المثيرة التي ألفها سكان المنطقة الشرقية، خاصة المحاذية لمدينة السعيدية، أنه على مدار السنة، وخاصة في فصل الصيف، يتجمهر مواطنون من الجزائر، ومواطنون من المغرب، ويتقابلون على جنبات وادي كيس الذي يفصل بين المنطقتين، إذ في طريقهم إلى شاطىء بنمهيدي المحاذي لشاطىء السعيدية، يتوقف المصطافون الجزائريون القادمين من مدن وأقاليم عرب الجزائر، مثل باب العسة، مغنية، تلمسان، بلعباس...، وكذلك يفعل المغاربة وهم في طريقهم إلى شاطىء السعيدية قادمين إليه من مدينة وجدة وغيرها، وكانوا من قبل، وفي أغلب أحيان التلاقي يتبادلون التحايا، والكلام الأخوي، ويلتقطون صورا تذكارية على مسافات قريبة، إذ لا يفصل بين الطرفين سوى وادي كيس، وأصوات الطرفين مسموعة توصل الدعاء والأمل في فتح الحدود لتبادل الزيارات... غير أن الأجواء يوم الأحد 24 غشت 2014، توترت بعد أن استفز مواطنون جزائريون المغاربة بكلام ساقط، ومضاد للوحدة التربية، وهم يحملون بعض الأعلام الجزائرية، ويضربون على الدفوف، وبعض الآلات الموسيقية التي كانوا يعتمدونها في الترفيه على الشاطىء، الأمر الذي فرض على المغاربة الرد عليهم بقوة، وكان أقوى رد متمثلا في ترديد النشيد الوطني، وبعده انبرى أحد المواطنين المغاربة يلوح ببطيخ يحمله، وبأعلى صوته يخاطب الجزائريين:" ثمن البطيخ عندنا بدرهم واحد فقط... وأنتم جائعون في بلد البترول...".