تغطية: الطيب الشكري / محمد فيلالي ... المشاركون في الملتقى، ومعهم أبناء مدينة عين بني مطهر، يدعون المجلس البلدي إلى ضرورة التسريع ببناء قاعة متعددة الاختصاصات تعود بنا مؤسسة بركنت للتعاون والتنمية المستدامة إلى فضائنا الرحب الكبير الذي يتسع لكل أبنائه إلى مدينة عين بني مطهر، تاركة ذاكرتها تستريح قليلا لنبحر معها في فعل ثقافي إبداعي عبر الملتقى الجهوي للمسرحية القصيرة الذي اختير له كشعار:" المسرحية القصيرة في خدمة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان"، أيام: 5/6/7 أبريل الجاري، بشراكة مع وزارة الثقافة، وبمساهمة المجلس الوطني لحقوق الإنسان( اللجنة الجهوية)، والمجلس البلدي لعين بني مطهر، والذي عرف مشاركة 14 فرقة مسرحية من مدن فكيك، بوعرفة، جرادة، وجدة، تاوريرت، بركان، وعين بني مطهر التي كانت ممثلة بفرقتين مسرحيتين، انسحبت إحداهما يوما قبل موعد الافتتاح رغم إلحاح اللجنة المنظمة عليها. الجلسة الافتتاحية حضرها العديد من الوجوه الفنية والمسرحية بالجهة الشرقية، والسلطات المحلية في شخص باشا المدينة، والمندوبية الجهوية للثقافة في شخص مديرها الجهوي، والنائب الأول لرئيس المجلس البلدي، وعدد من المهتمين، والمتتبعين للشأن المسرحي والثقافي عموما، في مقدمتهم الدكتور مصطفى الرمضاني. جل المتدخلين في هذه الجلسة الافتتاحية، أجمعوا على قوة اللحظة ودلالاتها، على اعتبار أن المسرح هو أحد الأشكال الثقافية ارتباطا بالإنسان على المستوى الجمالي، كما أنه يعيد بناء الأشياء والناس معا، فالمسرح يقول الأستاذ لحسن قناني المدير الفني للملتقى هو ممارسة لفعل تربوي يبني إنسانا على أنقاض إنسان آخر، وهو إبداع لا يكتفي بتفسير الأشياء، بل يعمل على تغييرها.. ومن هنا جاءت فكرة اختيار عين بني مطهر لتحقيق هذا المشروع الثقافي المتمثل في الملتقى الجهوي للمسرحية القصيرة، كوفاء وعربون محبة لتكريم جيل من أبناء مدينة عين بني مطهر الشرفاء الذين ورغم انتمائهم آنذاك إلى بلدة صغيرة ومهمشة استطاعوا أن يصنعوا الحدث داخل المدن الكبرى، ورغم كونهم تمدرسوا آنذاك في مدرسة صغيرة، هي مدرسة عبد الواحد المراكشي، إلا أنهم استطاعوا أن يتبثوا حضورهم النضالي في اعتى الجامعات المغربية، بعدما اكتووا بلهيب سنوات الجمر، وتجرعوا مرارة الاختناق بين جدران الخيام الباردة. اليوم الأول من هذا الملتقي الذي أدراه الأستاد لحسن قناني، كان مسرحيا بامتياز، من خلال عروض فنية مسرحية، ذات قيمة فنية عالية، تألقت فيه العديد من الفرق المسرحية التي صفق لها الجمهور، حيث تم تقديم مسرحية" ماذا بعد"، من توقيع جمعية جرادة للفن والثقافة، والتي تجسد تجربة الإنسان، وبحثه المتواصل عن ذاته، في خضم هذه المتغيرات التي يعرفها العالم، ما بين قفزات وشطحات الضمير تعيش الشخصية في اللامكان، واللازمان، في صراعات نفسية تدور حول سؤال: من أكون؟. المسرحية من تأليف وإخراج عبد العزيز طيبي، تشخيص سعاد طنكول، الإنارة والصوت محمد بوشنافة. بعدها، تم عرض مسرحية" حيط الهم" لمنظمة الكشفية المحمدية المغربية، فرع عين بني مطهر، من إعداد الشيخ حمامة، تشخيص طه زيراك، موسيقى عبد الإله مدراري، سنوغرافيا حكيم عزوزي، والإخراج لعبد العزيز ودرن. المسرحية الثالثة من توقيع تلاميذ ثانوية زيري بن عاطية بوجدة" اعتصام في الأرحام" تأليف وإخراج الأستاد المقتدر لحسن قناني، تشخيص الرباعي المتألق: عليلو، دويدو، أمين، و بواجرودن.. مع تحية خاصة للسيدة عزاوي أستادة اللغة العربية بنفس الثانوية. شعر الزجل، كان له نصيب هو الآخر في هذا الملتقى من خلال قصائد بدوية في فن الزجل، أبدع فيها ثلة من شعراء العامية بالمدينة، من أمثال بومدين ميموني، شنيكي، وخالد علوي، الذين أتحفوا جمهور ملتقى المسرحية القصيرة. الأطفال كان حظهم أوفر في هذه التظاهرة الفنية، من خلال مسرحية" نحن أطفال" من توقيع جمعية مسرح أقواس للفنون ببركان، والتي أخذت أطفال مدينة عين بني مطهر ومعهم الجمهور الكبير الذي تابع العرض المسرحي المتميز في رحلة إلى رحاب التشويق والمتعة، إلى عالم كله حب، وتسامح، وتعاون، وخير، وسلم.. أبدع فيها أطفال الجمعية، دعاء، يوسف، شهاب، ومنال.. وحظيت باهتمام خاص. المسرحية من تأليف وإخراج الحسن مختاري؛ لتستمر معها العروض المسرحية التي احتضنتها قاعة الاجتماعات ببلدية عين بني مطهر؛ التي تصلح لأي شيء، إلا أن تكون قاعة للعروض المسرحية، لتبقى اللحظة القوية التي كانت ختام النسخة الأولى من الملتقى الجهوي للمسرحية القصيرة، والتي وقف لها الجميع بحرارة، هي لحظة تكريم أحد الرواد المبدعين في فن التأليف المسرحي، الأستاذ عبد الكريم برشيد، الذي حظي باستقبال حافل من طرف اللجنة المنظمة، وأبناء مدينة عين بني مطهر، الذين اعتبروا هذه الزيارة بمثابة رد الاعتبار لمدينة، تخرج دائما منتصرة لماضيها، وحاضرها، وترسم مستقبلها بكل الحب والوفاء، دون أن تخضع لأي جهة كانت النهاية كانت كما البداية حفاوة في الاستقبال، وكلمات الشكر والامتنان لكل من ساهم في هذه اللحظة الإبداعية التي احتفت بأبي الفنون، على أمل اللقاء في السنة المقبلة مع النسخة الثانية من الملتقي الجهوي للمسرحية القصيرة؛ التي أخذت طريقها باطمئنان وسكينة، وتنتظر دعم الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الثقافة، كما ننقل و بكل أمانة دعوة المشاركين في هذا الملتقى، ومعهم أبناء مدينة عين بني مطهر، المجلس البلدي إلى ضرورة التسريع ببناء قاعة متعددة الاختصاصات، تليق بمثل هذه الملتقيات الفنية والثقافية.