تغيرت ملامح الحياة و تعقدت أمورها ، اللحظات السعيدة إلى حد ما أضحت صعبة المنال ما هي إلا سعادة لحظية لا اقل ولا اكثر، في الأمس القريب كانت الابتسامة لا تفارق وجوهنا أطفال كنا في عمر الزهور يفوح منا عطر البراءة، أحلامنا تكبرنا، تلاحقنا، لكنه يتقلص حجمها كلما زاد بنا العمر، نفقد جزءا كبيرا منها عندما نحتك بواقعنا المؤلم والمخيب للآمال. لم نعد نتفاءل بالخير كأن وباءا حل بنا أسقطنا ضعفاء منهزمين لا نقوى على مواجهة الحياة، قد تكون إيجابيا في ذاتك لكن باقي الذوات سلبية مهما كنت إيجابا لا محال انك ستسقط أمام التعداد الكبير للنفوس السلبية، قال احدهم "كثيرون يرفضون سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم"، جملة تحمل في طياتها معاني كثيرة أيقظتني من سباتي العميق، هل صحيح أنني أعيش في وهم أحلام اليقظة غارق في ذكرياتي سارحاً في مستقبلي احلم بوظيفة جيدة، زوجة، أسرة، راجعت أوراقي اكتشفت أن هذا أمر طبيعي جداً ومن حقي بل واكثر من ذلك اكتشفت أن من يعارض هذا يريد بث تلك الموجة السلبية المحطمة بداخله لتستقطبها باقي الذوات لتكف عن الحلم. لا أتذكر كم مرة وقعت، لكنني أتذكر جيدا أنني كنت اقف واكمل المشوار، الحمد لله على كل حال الحياة تجارب ومن لم يتألم لن يتعلم، تلقيت العديد من الصدمات في حياتي وما زلت انتظر البقية لأنني تعودت، تراودني أفكار على أساس أن ما يقع لي ما هو إلا ثمن أفعالي السابقة لان الحياة تطبق علينا قانون الجاذبية كل ما نقدمه لها ترده لنا بالمثل. متى سيتحسن الوضع متى سيفهم الناس أن الحياة عنوانها المحبة التسامح والأهم من ذلك أن نتعايش مع بعضنا البعض، أقولها وبصريح العبارة نحن من نعقد على انفسنا الحياة جميع الحلول للعيش الكريم بيدنا إلا أننا نتجاهلها، نسعى وراء أمور تافهة لا معنى لها. كلما ذكرت ما اطمح له اختلفت التعاليق من تلك الذوات السلبية، طموحي الأسمى قد تجده غريب بالنسبة لشباب اليوم ألا وهو الزواج، ما العيب في أن تقي نفسك من فتن الدنيا أتذكر تلك التعاليق، عش حياتك افعل كذا وكذا ... وأمور عديدة تحيلك إلى السعادة اللحظية لكنها قنبلة تنتظر أن تنفجر في وجهك. مهما يطول بنا الزمان على هذا الحال إلا أن المياه ستعود إلى مجاريها لكن بعد ضياع مياه كثيرة، ما يلزمنا فقط هو التفاؤل بالخير، ثم سيتحسن الوضع بعدما يستفيق ضميرنا لأن في باطن كل إنسان إضاءة تسمى "ضمير"، إن أبصرت دعمت صاحبها بالحياة، و إذا تلاشت فلا حياة.