حسن آيت بلا هو ابن من أبناء حلالة يكتب بجريدة الاتحاد الاشتراكي منذ الثمانينات من القرن الماضي، ومؤسس لجريدة " القنطرة " الجهوية سنة 1994، فاعل جمعوي أسس العديد من الجمعيات مثل: رئيس نادي الصحافة الجهوية بجهة الغرب، و نادي اليونسكو بالقنيطرة، والمنظمة المغربية لحماية السجين، ومندوب لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، ورئيس لمجلس دار الشباب بالقنيطرة، وعضو في اللجنة الجهوية الرباطالقنيطرة لحقوق الإنسان. يشغل حاليا رئيس مصلحة الاتصال والشراكة بنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة. في البدء من يكون حسن أيت بلا حسن أيت بلا من مواليد سنة 1958 بمدينة القنيطرة التي درست بها تعليمي الابتدائي والإعدادي والثانوي لأنتقل بعد ذلك إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لإتمام دراستي الجامعية، التي توجت بحصولي على شهادة الإجازة سنة 1983، لأحصل فيما بعد موازاة مع اشتغالي بوزارة التربية الوطنية على شهادة الماستر. أعمل الآن رئيس مصلحة الاتصال والشراكة بنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة، أعتبر نفسي جمعويا بحيث كانت لدي مساهمة متواضعة مع مجموعة من الجمعيات، إضافة إلى تأسيسي لجمعية الشعلة للتربية والثقافة مندوبية فرع القنيطرة، وكمؤسس لنادي اليونسكو بالقنيطرة سنة 1977، أيضا كمؤسس للمنظمة المغربية للدفاع عن السجين، وككاتب عام في مجموعة من الجمعيات الثقافية المحلية، علاوة على ذلك تقلدت منصب رئيس مجلس دار الشباب لمدة ثمان سنوات. حاليا عضو في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الرباطالقنيطرة، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان باعتبارها مؤسسة دستورية. نعمل جاهدين لتنمية مدينة القنيطرة على المستوى الحقوقي، على سبيل المثال التعاون القائم بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان و النادي السينمائي لمدينة القنيطرة، الذي تكلل بتنظيم دورتين تحت شعار السينما وحقوق الإنسان، ونحن الآن بصدد الإعداد للدورة الثالثة. طيب، ما هي المحطات الصحفية التي تنقلت عبرها؟ تجربتي مع الصحافة بدأت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وبالضبط سنة 1977، بحيث كانت لدي هواية فن الكاريكاتير التي استثمرتها مع جريدة أخبار السوق، وهي جريدة شعبية، رفقة العديد من الأسماء القنيطرية مثل العربي الصبار، الذي يشتغل حاليا بجريدة العلم، والفيلالي الذي يعمل ضمن طاقم جريدة لوبينيون l'opinion ، ومجموعة من الأسماء الكاريكاتورية الأخرى. في تلك المرحلة تحملت مسؤولية كاتب عام للشبيبة الاتحادية بإقليم القنيطرة، وقد التحقت بجريدة الاتحاد الاشتراكي سنة 1983 التي لازلت أكتب فيها إلى يومنا هذا.عرفت سنة 1994 اصدارنا لجريدة القنطرة الجهوية بمعية ومساهمة الإخوان والأخوات، بحيث كانت الجرائد الجهوية تتميز في تلك المرحلة بالندرة، والتي استمرت في الصدور لمدة عشر سنوات لتتوقف هذه التجربة اضطراريا سنة 2004. ما هي الأسباب التي أدت إلى توقف جريدة القنطرة؟ تم اصدار جريدة القنطرة في فترة كانت عناوين الصحافة الجهوية محدودة، وكان حماس الإخوان الذين لم يبخلوا بمساهمتهم كبيرا، ففي تلك المرحلة كانت نسب المقروئية مرتفعة، نتيجة لغياب الانترنت الذي كان عاملا أساسيا في الإقبال على الصحافة المكتوبة، والذي سيعرف انخفاضا نسبيا سنة 2004.أيضا لا يجب أن ننسى الجانب المادي الناتج عن غياب دعم موجه للصحافة الجهوية كما هو عليه الأمر اليوم، بحيث كان يقتصر في السابق على الصحف الوطنية لا غير.إذن، فالمشاكل المادية من بين العوامل الأساسية التي جعلت جريدة القنطرة تتوقف عن الصدور. طيب، أي دور تضطلع به الصحافة الجهوية؟ حقيقة المستقبل للصحافة الجهوية سواء المكتوبة أو الالكترونية، لأن الخبر المحلي على الرغم من نشره في الصحافة الوطنية لا يكون له وقع كبير مثل الذي يحدثه في الصحافة الجهوية، لأن هاته الأخيرة هي صحافة القرب فهي تمارس سياسة القرب بامتياز، فالإنسان يريد مشاهدة خبر جهته؛ مدينته؛ حيه الذي يسكن به ...؛ والنساء يرغبن من ناحية القرب بمعرفة كل ما يتعلق بمشاكل المرأة: العاملة، الطالبة...الخ، هذه الاشياء تعالج عن طريق الصحافة الجهوية، ولهذا كما قلت في البداية فالمستقبل للصحافة الجهوية ولكن للأسف الصحافة الجهوية لم تأخد طريقها بعد، مازالت في بداياتها تتلمس الطريق. إضافة إلى هذا وذاك نسجل غياب تشجيع للصحافة الجهوية، الأمر الذي يجعل أغلب الصحف لا ترقى إلى مصف مقاولات صحفية وهو ما ينتج عنه وجود مجموعة من الممارسات التي لا تمت لشرف المهنة بصلة، بحيث تُضرب أخلاقية المهنة في الصميم، ولهذا من الواجب على الصحافة الجهوية أن تحاول هيكلة نفسها في اطار مقاولات، ويقدم لها الدعم الكافي من أجل أن تستمر وأن تقوم بدورها الأساسي الذي يتمثل في التنمية البشرية، هاته الأخيرة تلعب فيها الصحافة الجهوية دورا أساسيا. تم مؤخرا تأسيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، في نظركم ما هي الإضافات التي يمكن أن يقدمها هذا الفرع للجسم الصحفي بجهة الغرب؟ إن الإضافات التي سيقدمها هي الإضافات نفسها التي قامت على أساسها النقابة الوطنية للصحافة المغربية على الصعيد المركزي، أما بالنسبة للفرع الجهوي بجهة الغرب الذي يترأسه الأخ محمد سليكي الذي أتمنى له النجاح في هذه المهمة، ونحن على أتم الاستعداد لمد يد العون في هذا المجال. فجهة الغرب تضم مجموعة من الأقلام المتميزة ومجموعة من المنابر، من مراسلين ومديري المنابر الإعلامية الجهوية، التي ينقصها التنظيم فقط وهو الهدف الذي يجب أن يضطلع به الفرع الجهوي المؤسس من خلال تجميع كل هذا الشتات ومحاولة بلورة خطة عمل يشارك فيها الجميع من مراسلين، مدراء الجرائد ... على أساس أن يكون عملا متميزا على مستوى الجهة. طيب، بالعودة إلى الصحافة الجهوية، كيف تقيمون الصحافة الجهوية خصوصا تلك الصادرة بجهة الغرب، هل يمكن القول إنها تجاوزت مرحلة الهوية إلى الاحترافية؟ حقيقة هناك تجارب لكن لحد الآن لا توجد مؤسسة قوية وذلك نتيجة لغياب الدعم، حتى الدعم الذي يقدم لبعض الصحف، يبقى محتشما ولا يمكنها من الحصول على مقرات في المستوى المطلوب، ومن توظيف صحفيين مهنيين في المستوى، وهو الشيء الذي ينعكس سلبا على المنتوج الصحفي، الذي نجده باهتا عند اغلب الصحف، نظرا لغياب المطابع بالمنطقة، بحيث تتركز المطابع في محور مدينتي الدارالبيضاء وتمارة .فإذا أردنا صحافة جهوية حقيقة تقوم بأدوارها يجب أن يكون في المقابل دعم حقيقي يليق ومكانتها. كلمة أخيرة. أوجه في الأخير دعوة للجسم الصحفي بهذه الجهة من أجل أن يلتحم وأن ينبد الشتات والخلافات، ونبد الألوان السياسية، وأن يفكر في البدء والمنتهى في المصلحة العليا للجهة من خلال مقالات وتحقيقات صحفية في المستوى، أيضا عن طريق الاهتمام بالمشاكل الحقيقية التي تعاني منها الجهة، فهذه الجهة التي يقال عنها أغنى جهة في المغرب، نجد غناها لا ينعكس على ساكنتها، بحيث نسب الفقر والأمية مرتفعة مقارنة مع جهات أخرى، فلهذا فإن دور الصحافة الجهوية هو فتح مثل هذه الملفات، وفضح اقتصاد الريع الموجود على مستوى مقالع الرمال التي تُستغل بشكل عشوائي.إذن، هي كلها مشاكل نجدها حاضرة بالجهة وأتمنى من الصحافة أن تقوم بدورها، شكرا لكم.