في حوار أجرته " أون مغاربية" مع توفيق الحلو رئيس جمعية مهرجان تاموسيدا والفاعل الجمعوي بمدينة القنيطرة والكاتب العام السابق للإتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا، والكاتب العام للمجلس الوطني للصيادلة الإحيائيين بالمغرب... يحدثنا فيه عن بدايته السياسية والجمعوية، وعن واقع العمل الجمعوي بالمغرب، ويكشف على من يود فرض وصايته على مهرجان تاموسيدا، وأشياء أخرى تتفرد بنشرها حصريا جريدة "أون مغاربية" فكان هذا الحوار. بداية نرحب بك، بأي صفة تقدم نفسك للقارئ؟ توفيق الحلو دكتور صيدلاني إحيائي قبل ذلك هو رجل العمل الجمعوي والاجتماعي منذ ما يقرب عن 45 سنة، بدايتي كانت منذ مرحلة الدراسة الجامعية بحيث كنت أتقلد مسؤولية الكاتب العام للإتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة بوردو بفرنسا، بعد رجوعي للمغرب انخرطت في العمل الجمعوي من خلال الجمعيات المهنية وتلك التي تشتغل في الميدان الثقافي والاجتماعي، حاليا أترأس العديد من الجمعيات في هذه الميادين الاجتماعية مثل جمعية مهرجان القنيطرة التي تنظم مهرجان تاموسيدا منذ سبع سنوات؛ والجمعية الخيرية الاسلامية التي تعنى بالأطفال الأيتام ( أطفال ؛ مسينين) التي يستفيد من خدماتها 239 من الأطفال ذكورا و إناثا و48 من المسينين، كذلك أترأس جمعية الكرامة لذوي الاحتياجات الخاصة التي تضم أكثر من 800 منخرط ومنخرطة، ثم جمعية المحافظة على القرآن والسنة النبوية التي يستفيد من خدماتها عدد كبير يتجاوز 2500 موزع ما بين النساء والأطفال . أما على الصعيد المهني أتقلد منصب الكاتب العام للمجلس الوطني للصيادلة الإحيائيين ( وهو مجلس رسمي تابع للدولة) هذا على المستوى الوطني، فيما يخص المستوى الدولي فأنا نائب رئيس الإغاثة الإسلامية المغرب التي لها علاقة بالإغاثة الإسلامية فرنسا والتي تعمل في كل ما هو إنساني مثل: الكوارث الطبيعية، الحروب، مد يد المساعدة للأشخاص المتضررين من هاته الحالات...إلخ. طيب ، أنتم رئيس العديد من الجمعيات المشتغلة بمدينة القنيطرة أكيد أنكم على وعي بالعمل الجمعوي بمدينة القنيطرة، ما هو حال العمل الجمعوي بالمدينة؟ يمكن القول إن واقع العمل الجمعوي بالقنيطرة هو نفسه الموجود في المغرب على اعتبار أن العمل الجمعوي في المغرب هو في بداياته مقارنة مع دول أوروبا وأمريكا الشمالية. هناك عدد من الجمعيات التي تشتغل ولها وجود على أرض الواقع في المقابل هناك للأسف جمعيات لا وجود لها إلا على الورق، نجد أيضا جمعيات تتأسس لاستفادة من الدعم لا غير، أما الجمعيات الجادة فعلى الرغم من قلتها التي لا تتعدى %10 من الجمعيات الموجودة في الميدان إلا أنها تتوفر على موارد بشرية تتميز بكفاءة عالية . فإذا كنت أترأس العديد من الجمعيات فالفضل لا يرجع لي وحدي بل للأشخاص المشتغلين معي، بحيث أعتبر نفسي مجرد منسق لهاته المجموعات لا أقل ولا أكثر، لكن ما نحرص عليه أشد الحرص هو الاشتغال مع أشخاص يعملون لبلدهم ومدينتهم لا لأغراض مادية أو سياسية. فالإشكالية التي يعرفها العمل الجمعوي بشكل عام تتعلق بكوننا نقدم شهادت ميلاد لجمعيات عند تأسيسها لكن في المقابل لا نمنحها شهادة الوفاة عندما تجميد أنشطتها وبالتالي تبقى الأرقام المقدمة في هذا الشأن مضخمة نوعا ما . حسنا، أسستم قبل سبع سنوات جمعية مهرجان القنيطرة كيف جاءت الفكرة ؟ حقيقة فكرة تأسيس جمعية مهرجان القنيطرة ليست لي بل تعود لرئيس المجلس البلدي السيد تالموست الذي كان يشرف على المدينة سنتي 2005 و 2006 هو الذي اتصل بي واقترح علي تأسيس مهرجان يعنى بالمدينة بحيث قمت باتصالات مع الجمعويين المتواجدين في الحقل الثقافي بالقنيطرة، لم أستطيع ربط الاتصال بجميعهم لأنني لم أكن أعرفهم جميعا، هاته التجربة لم يكتب لها النجاح وأعدنا التجربة سنة 2008 بحيث نظمنا جمعا عاما تأسيسيا والذي عرف التحاق عدد من الجمعويين المشتغلين في هذا المجال، وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة للتأكيد على أن نجاح مهرجان تاموسيدا هو بفضل عدد من الطاقات البشرية التي تعمل ليلا نهارا فتوفيق الحلو فقط هو مجرد منسق لهاته المجموعات التي تقدم تضحيات سواء على المستوى المادي أو على المستوى الصحي، فعندما نطلع على ميزانية المهرجان في السنوات الثلاث الاخيرة نجدها لا تتعدى 350 ألف درهم، وهذا المبلغ في حالات عادية هو ثمن المنصة فقط بدون احتساب مصاريف الفنانين. اخترتم لمهرجان القنيطرة اسم "تاموسيدا" ما هي دلالات هذا الاسم و لماذا اختير هذا الاسم، وعلى ماذا يحيل؟ تاموسيدا هو موقع أثري عبارة عن مدينة ميتة يبعد عن مدينة القنيطرة ب 14 كيلومتر .هذا الموقع كان غير معروف قبل مهرجان تاموسيدا فإذا حاولت القيام باستطلاع للرأي في الشارع القنيطري قبل أربع سنوات عن معنى اسم "تاموسيدا" من المحتمل أن لا يتعرف عليه إلا 1% من القنيطرين، هدفنا من اختيار هذا الاسم هو جعل الناس تتساءل مثل السؤال الذي طرحته علي عن معنى "تاموسيدا" ، فهذا الموقع الأثري يحتاج إلى إعادة احيائه من طرف الجهات المهتمة بالثقافة بشكل عام وهو ما ساهمنا وما نزال نساهم فيه بحيث قمنا في الدورات السابقة بتنظيم معرض للصور حول هذا الصرح الثقافي الشاهد على حقبة تاريخية ضاربة في التاريخ تناهز 22 قرن .فيما يخص البرمجة فإننا نحاول التوفيق بين ثلاثة عناصر أساسية بين ما هو تراثي ، وبين ما هو محلي وبين ما هو وطني، أما المستوى الدولي كانت لنا تجارب في الدورات السابقة لكن للأسف الإمكانيات المادية لا تسمح لنا بذلك خصوصا وانقطاع الدعم من طرف المجلس البلدي للقنيطرة الذي جعل ميزانية المهرجان تنزل للنصف، مع العلم أنه حتى ما هو محلي ووطني نجد فيه صعوبة، لكن التعاطف الذي يلقاه المهرجان ليظل حيا يجعل الفنانة يقبلون بالاشتغال في بعض الأحيان بأقل من نصف مستحقاتهم .وهو ما يجعل منه على الرغم من امكانياته المحدودة و العراقيل التي تواجهه يصر على إكمال مساره بفضل الجهات المانحة من ولاية الجهة، المجلس الإقليمي، مجلس الجهة التي تساندنا لا من الناحية المادية ولا من الناحية المعنوية. أيضا لنا بعض المؤسسات التي تساندنا من أجل انجاح هذه التظاهرة الفنية. طيب، في تصريحكم لوكالة الانباء المغرب العربي في الدورة السابقة قلتم إن المهرجان عرف نجاحا باهرا لكن على الرغم من ذلك نلاحظ غياب جوابك هناك لدعم المجلس البلدي لمهرجان مدينة القنيطرة، ما السبب في ذلك؟ يعتبر مهرجان "تاموسيدا" أكبر تظاهرة فنية وثقافية تعرفها المدينة، التي وصل عدد جماهيرها السنة الماضية حسب أرقام الأمن الوطني إلى 100 ألف متفرج كل يوم وهو ما يؤكد نجاح هذا المهرجان بجميع المقاييس، وأنا لا أعرف لماذا لا يساهم المجلس البلدي في هذا النشاط الثقافي الذي تستفيد منه ساكنة القنيطرة، ربما لهم حسابات أخرى وهذا أمر غير مقبول، لكن إن كنت في موقعهم أكيد أنني سأحتضن هذه التظاهرة بعيدا عن أي مزايدات فارغة لأنها تساهم في تنشيط المدينة، وهذه الدورة الرابعة التي ينظم فيها المهرجان بدون دعم المجلس البلدي بل أكثر من هذا كله رفع علينا دعوى قضائية وصلت إلى حد التنفيذ لإفراغنا من مقر الجمعية الكائن بدار الثقافة والذي هو عبارة عن 40 متر مربع عكس ما قالت الجماعة وهذا أمر يؤسف له. فيما يتعلق بالمقر الجماعة نشرت بيان حقيقة توضح فيه أسباب افراغ المقر، هل كانت أسباب مقنعة بالنسبة لكم؟ تحجج المجلس البلدي بطلب افراغنا بكون البلدية تقوم بإصلاحات وبالتالي فهي في حاجة ماسة لمكاتب ادارية بدار الثقافة التي يوجد فيها مقر الجمعية، كان جوابنا واضحا منذ البداية بكون هذا المقر للثقافة وليس للإدارة، لكن ما يؤسف له هو كون الإفراغ طال جمعية مهرجان تاموسيدا دون باقي الجمعيات الأخرى وهذا أمر غير مفهوم وغير مقبول، أما بيان الحقيقة الذي أصدره المجلس البلدي فهو يتضمن مجموعة من المغالطات ذلك أنه يتحدث عن كون "جمعية مهرجان القنيطرة" تستفيد من طابق بأكمله الذي يظم 9 مكاتب لكن الحقيقة هي استفادتنا من مكتب واحد، فالجمعية لا لون سياسي لها بحيث تظم مرجعيات سياسية مختلفة إضافة إلى الغير المتحزبين ، ونحن لم يسبق لنا بالمرة ربط ما هو جمعوي بما هو سياسي فشخصيا عندما أشتغل في العمل الجمعوي سواء في الخيرية أو في جمعية الكرامة لذوي الاحتياجات الخاصة ولا في دار القرآن أجعل هذا الأمر بعيدا كل البعد عن ما هو ايديولوجي، فلا أخلاقنا ولا تربيتنا ولا مبادئنا تسمح لنا بفعل هكذا فعل، في المقابل نعتبر أيضا أن المدينة ليس ملك للمنتخبين وحدهم بل هي ملك للجميع ونتمنى تدارك مستقبلا هاته الوضعية غير الصحية. لكن التبريرات التي قدمها المجلس البلدي فيما يخص افراغ المقر هو أن الجمعية لا تقوم بعمل مستمر طيلة السنة بحيث هو عمل مرحلي يمتد لثلاثة أيام أو أربعة في السنة، ماذا تقولون في هذا الأمر؟ هكذا تقيم هو جهل بما يتطلبه مهرجان من تهيئ لأن التحضير لمهرجان الذي يستمر لثلاثة أيام أو أكثر يحتاج لوقت كبير، وهو الأمر الذي يؤكده هذا المثل الشعبي الذي ينهل من تراثنا الشفهي "عرس ليلة تدبيرو عام" بحيث نعقد عدد كبير من الاجتماعات التحضيرية، إضافة إلى ذلك لنا تظاهرات أخرى مثل مسابقة شباب تاموسيدا التي ترمي إلى اكتشاف المواهب الشابة ومنحها فرصة للقاء بالجمهور .لكن التبرير الرسمي والمكتوب للجماعة يقول بكون الجماعة في حاجة لمكاتب للإدارة، لحد اليوم لم نرى أي مكتب من هذا القبيل في ذلك المكان موازة مع ذلك لم نشاهد ولا جمعية حكم عليها بالإفراغ لحد الآن، بل أكثر من هذا نلاحظ أنه في الوقت الذي حكم علينا بالإفراغ قدم مكتب لجمعية أخرى ونحن مع هذا الامر لكن يجب التحلي بنوع من المساوة في التعامل مع الجمعيات. طيب، كان لكم مؤخرا لقاء مع وزير الثقافة بغية تدارس امكانيات الشراكة والتعاون مع الوزارة والجمعية، إلى أين وصلت هذه الشراكة؟ بالفعل عقدنا اجتماعا مع السيد وزير الثقافة الذي كان مفيدا للغاية بالنسبة إلينا ، أولا قمنا بتعريفه بالتظاهرة، وتبين له انها تظاهرة مهمة جدا، طبعا لم يبقى الوقت لكي يكون دعم كبير لهاته الدورة ( الدورة السابعة) لكن هناك دعم ولو بسيط والأهم من هذا هو الدعم المعنوي لأن وجدنا السيد الوزير يعرف جيدا معنى "تاموسيدا" ، ثم ناقشنا بعد ذلك فرص الشراكة مستقبلا التي سنتفرغ لها السنة المقبلة فهذا عمل ثقافي يعد متنفسا لساكنة المدينة التي تحتاج بدورها على غرار باقي المدن مشاهدة أسماء كبيرة من طينة كاظم الساهر ونجوى كرم... لكن للأسف ميزانية المهرجان لا تستطيع تغطية مصاريف حتى واحد من هذه الأسماء ويبقى أملنا كبيرا في أن تكون شراكة مع وزارة الثقافة ونتطور أكثر . قلتم إن المهرجان يطمح الى جلب أسماء عالمية لكن نلاحظ غياب محتضنين للمهرجان من الفاعلين الاقتصاديين بمدينة القنيطرة هذا على الرغم من الاشعاع الذي حققه في الدورات السابقة، إلى ما تعزون هذا الأمر؟ بالفعل هذا صحيح ويمكن أن يكون السبب نابع من نقصنا لأننا جمعية تطوعية ليست احتارفية، لكن هذا الأمر بدأنا نتغلب عليه بحيث نكتسب حرافية أكثر بعد كل دورة التي لا تنفصل عن العمل التطوعي، لقد قمنا بمراسلة العديد من المؤسسات الصناعية الموجودة بمدينة القنيطرة لدعم المهرجان، لكن للأسف لا يوجد تفاعل مع هذا الأمر على الرغم من الإشعاع الكبير الذي يعرفه المهرجان، من الممكن أن يكون الأمر راجع إلى طبيعة انتاجات هذه الشركات الموجهة للتصدير الخارجي، لكن أخبرتنا السيد الوالي زينب العدوي أنها ستربط اتصالات بشركات لاحتضان المهرجان. هل هناك من يود فرض وصايته على مهرجان تاموسيدا ؟ كان المجلس البلدي قد اعتبر أن هذا المهرجان للمدينة، وبالتالي هم من يحق لهم توجيهه، وهذا أمر غير مقبول لأن "جمعية مهرجان تاموسيدا " هي جمعية حرة ومستقلة عن الجميع ومموينها يظلون كذلك، يمكن أن نستشر معهم ونأخذ برأيهم، لكن نحن لسنا بمنظم للحفالات مع احترمنا لهذه المهنة، نحن جمعية ثقافية تشتغل في الحقل الثقافي من أراد دعمها سيجد أبوابنا مفتوحة، ونتشاور مع الجميع لكن لا نعمل لأي أحد . إلى ماذا تطمحون في الدورة السابعة من مهرجان تاموسيدا ؟ لقد جددنا المكتب المسير للجمعية للمرة الثالثة بحيث أدخلنا معنا فئة شابة التي ضخت دما جديدا في قلب الجمعية نتمنى، نطمح أولا إلى نجاح هذه الدورة التي تتميز بجلب أسماء محبوبة عند الجماهير مثل : الفنان سعد المجرد، وموس ماهر ، سعيد الصنهاجي ، نيدال ايبورك ابنة القنيطرة والمقيمة بكندا ، وسلمى العلوي ابنة القنيطرة ... إلخ . كلمة اخيرة على سبيل الختام كلمة أخيرة أوجهها للجميع للانخراط في مثل هذه التظاهرات وأبوابنا مفتوحة لمن يود الانخراط فيها وهي منفتحة على جميع الاقتراحات المعقولة والمناسبة للنقاش وأتمنى من جميع الهيئات الانخراط في هذا العمل الذي تستفيد منه مدينة القنيطرة لأن هذا العمل ليس بانتخابات ذلك أن الثقافة تكون في وقت الانتخابات وغيرها ولم يسبق لنا أن استغلنا هذا الأمر ولن نسمح لمن يرغب في استغلالنا.