حضر السفير البريطاني بالمغرب، كلايف ألدرتون، مرفوقا بزوجته وأبنائه وعدد من الموظفين من السفارة البريطانية، مراسيم إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى اليوم الاثنين بالمقبرة المسيحية بالرباط. حيث قام السفير البريطاني وأسرته بوضع أكاليل من الزهور على قبور جنود بريطانيين وجنود آخرين من بلدان الكومنولث المدفونين بالرباط والذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية الدولية. وقال كلايف : لقد مرت 100 سنة بالضبط منذ أن دخلت بريطانيا الحرب العالمية الأولى. أردت أنا وزوجتي أن نحضر أبناءنا وزملاءنا إلى هنا اليوم لنشيد بشجاعة وتضحية كل الذين ضحوا بحياتهم في سبيل السلم. إن هذه لحظة مؤثرة بالنسبة لنا جميعا. لقد كان العديد من الجنود البريطانيين وجنود بلدان الكومنولث في سن يقارب سن أبنائي عندما فقدوا حياتهم بسبب وحشية وأهوال الحرب. بوضعنا أكاليل الزهور على قبورهم اليوم فإننا لا نتذكر فقط هؤلاء الأبطال وأسرهم التي تركوها وراءهم بل إننا نتذكر أيضا الآلاف من المغاربة الذين قدموا تضحيات مماثلة. إن العالم اليوم يواجه سلسلة من التهديدات الخطيرة على السلم والاستقرار الدوليين. أنا اليوم أقف بالقرب من مقابر الكومنولث لأصلي صلاة صامتة ليتمكن الجميع – قادة ومواطنين على حد سواء – من التأمل ولو للحظة في عدم جدوى النزاعات والمعاناة التي لا معنى لها، فهذا هو الدرس الذي أريد لأبنائي أن يأخذوه معهم هذا اليوم. مضيفا: إن المملكة المتحدة تتعاون مع 22 بلدا أخر، بما في ذلك خصوما سابقين، للاحتفال بالذكرى المئوية الأولى على مرور الحرب العالمية الأولى مع التركيز على التذكر والتعليم والشباب. إن هذه الذكرى المئوية هي فرصة أيضا لتأكيد على المصالحة وعلى الحاجة إلى حل النزاعات، كما أن هذه الذكرى المئوية هي لحظة دولية تتجاوز نطاق نتيجة الصراع المسلح لأن التضحية تحملها الجميع. يذكر أنه في كل 4 غشت يتم الاحتفاء بذكرى دخول بريطانيا إلى الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، حيث وصل عدد القتلى خلال الحرب العالمية الأولى إلى أكثر من 16 مليون قتيل، حوالي مليون منهم بريطانيين. وإن المقبرة المسيحية الأوروبية بالرباط تضم مقابر 9 جنود (6 بريطانيين و3 من جنوب إفريقيا) حاربوا من أجل الإمبراطورية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.