لم أكن أعرف معنى كلمة إرهاب أو ربما لم أسمعها من قبل، حتى سمعتها أذني في نشرة إخبارية عاجلة على القناة الأولى، لا زالت صور بعض الأشخاص أصحاب "اللحية" والتي تم عرضها في النشرة نفسها تقطن في مخيلتي، أرهبتني كثيرا وخصوصا أنني أبلغ من العمر عندها سبع سنوات وستة أشهر تقريبا. إنها صور بعض الأشخاص اللذين شاركوا في تفجيرات السادس عشر من ماي 2003، التفجيرات التي انتقل صوتها من وسط المدينة إلى غرفتي حيث أرقد بحي درب السلطان بالقرب من القصر الملكي، ربما هي قوة حاسة السمع خاصتي من التقطت الصوت، لأن أمي لم تسمع شيء أو أن النوم أوهمها بأنها تحلم. لكن سرعان ما اكتشفنا بعد قرع التلفزيون بأن هناك تفجيرات شملت ستة نقط متقاربة بالمدينة، دار إسبانيا، فندق فرح، مقبرة يهودية، المركز الاجتماعي اليهودي، مطعم إيطالي وكذلك القنصلية البلجيكية. 12 انتحاريا فجروا أنفسهم ضانين أن الجنة تنتظرهم و 31 ضحية بريئة من بينها شرطيان وثمانية أجانب من بينهم ثلاثة إسبان. في اليوم الموالي لم أسمع شخصا يتحدث عن مقابلة لكرة القدم أو أمي تتحدث عن جارتنا، الكل يكرر، "التفرقيع" "مساكن الناس ماتو"، "الإرهاب"، والإعلام المغربي لا ينقل صورا إلا لمسارح الجريمة، رأيت رجال الإسعاف والأمن لأطول مدة على الشاشة. استنفار أمني بالمدينة للقبض عن من لهم علاقة قريبة أو بعيدة بالمتهمين، فحتى من كانوا يتواصلون عبر الإنترنيت وجدوا لهم أماكن في السجون، وملك البلاد يزور أماكن التفجيرات والقضية أصبحت دولية. إنها فقط الذكرى الحادية عشر على هذه التفجيرات التي جعلتني أكتب هذه الأسطر، أتذكر وأُذُكر بما وجدته في ذاكرتي من تلك الفترة وما وجدته بالأنترنيت عندما بحثت قليلا. كنت فقط أسمع قبل أن تمر فترة وأقرأ ليتدحرج الزمان مرة أخرى وأكتب، أكتب عن تفجيرات لم يبقى منها إلى ذكرى مؤلمة تجعل عيون أهالي الضحايا تدمع عند التذكر وتجعلني أذكر اسم أحدهم (الضحايا) عندما ألعب بملعب سمي باسمه "بكار" المتواجد بجانب التي تُدخل إلى الدارالبيضاء وتُخرج منها، محطة ولاد زيان والتي لا دخل لها بهذا الموضوع لكنني ذكرتها ولا أعرف لماذا، ربما لأختم مقالي هذا والذي حاولت أن أبدع فيه دون سابق خبرة.