كنت ليلة الثلاثاء، ضحية فاتح أبريل... ضحية صديقين مخرجين سينمائيين، هما الإيطاليان التوأمان "دي سيريو" (الحائزان على جائزة الإخراج بمهرجان مراكش الدولي للسينما 2011)، وصديقهم المخرج العالمي البريطاني "كين لوتش" صاحب السعفة الذهبة بكان 2006... "القصة ولا علْ بال" على حد قول المصريين... هناك بالمنتدى السينمائي، "إلبيكولو تشينما"/ "الشاشة الفضية الصغيرة"، في مساء ربيعي بهي، كان عشاق الفن السابع، يتوافدون من أحياء عديد، وآخرون من بلدات مجاورة على زقاق/ فيا "كافانيولو 7، بتورينو شمالا، حيث الكل جاء للقاء المخرج العالمي "كين لوتش"، ومشاهدة فيلمه "كيس". جان لوكا "ديسيريو" التوام الأول، الذي نشط السهرة، أخبر الجمهور في البداية أن "كين لوتش" في طريقه إليهم قادما من الفندق، واقترح على الحضور إن كان مناسبا عرض الفيلم، ثم فتح النقاش مع "كين" بعد التحاقه... فوافق الجمهور على المقترح. قبل العرض، كانت بعض وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة تجري حوارات مع نقاد ومهتمين، حول الأمسية السينمائية، وضيفها "الثقيل"...أمّا "لاراي" القناة الإيطالية الرسمية فكانت تعد تقريرا خاصا لنشرة الأخبار المسائية، قبل الانتهاء من عرض الفيلم. شاهدنا الفيلم في الهواء الطلق، وصبرنا لقليل من البرد، وكأننا نتقاسم مع الصبي، بطل الفيلم قساوة مناخ بلدته الصغيرة شمال شرق إنجلترا. الكل يترقب إعلان الأخوين "دي سيريو" عن حضور "كين"، الحاصل على الدب الذهبي هذه السنة ببرلين... انطلق الإثنان في إعلان حضور صديقهما بطريقة مشوقة ومثيرة، فكانت المفاجاة هذا الإعلان: "أيها السادة والسيدات الآن نعلن عن حضور آآآ المخرج...(ترقب)، الشاب...(همهمة)، المغربي...(وشوشة)... إنه الصديق "مجيد" الذي كان محور المقلب، ويحل بيينا، بدل "كين لوتش"". حينها كنت غارقا في الضحك رفقة الجمهور لفداحة المقلب. هكذا تمكن المخرجان التوأمان "دي سيريو" اللذين يشرفان على منتدى "البيكولوتشينما" حيث أنشط، من إنجاز مقلب كبير، يوم فاتح أبريل، ذهبت ضحيته كبريات وسائل الإعلام الإيطالية " لاسطامبا، لاريبوبليكا، لاراي..) التي نشرت/أذاعت قصاصة إخبارية (تؤكد مجيئ المخرج "كين" لتورينو) عممها التوأمان، باتفاق مع المخرج العالمي "كين". الأخير بعث برسالة حقيقية للجمهور...يشكرهم على صبرهم ومشاركتهم في يوم كذبة/ "سمكة أبريل"، بتواطؤ مع التوأمين "دي سيرو"، اللذان فاجآني أثناء تقديمي للجمهور، بإعلان ودعم مشروع فيلم وثائقي في طور الإنجاز، عن قصة ذاتية، خاصة جدا، لعبد ربه رفقة شقيقي هشام الفرجي، الذي حضي بنصيب من المقلب هو الآخر، حينما كان يقوم بتغطية حدث "زيارة كين لوتش" لفائدة وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية أنسا ميد. كان مقلب الصديقين، الإيطاليان التوأمان "دي سيريو"، وإعلانهما عن مشروع الوثائقي ودعمه، هدية مهمة، وفي توقيت أهم... كانت "سمكة أبريل"، المصنوعة من الشكولاطة، رمز كذبة أبريل لدى الإيطاليين، هديتي الجميلة، التي تلقيتها من صديقين أجملين وطيبين... كل عام وأنتم جميلون وطيبون. ملحوظة مهمة : إني لا أدافع عن الكذب من خلال هذه الواقعة المتعلقة بفاتح أبريل، ولا أشجع على سن عادة جديدة في مجتمع معين، وإن أصبح الكذب عملة لدى البعض في باقي أيام السنة... بل إني أدافع عن فلسفة "سمكة أبريل" في حمقها المرح، وعمقها الإنساني، لإدخال الفرحة وخلق المتعة بين الناس...وإن كنت ضد الكذب ولو مَزْحًا، فقد تقبلت المقلب لأنه كان مرحًا، وأدخل على قلبي فرحًا. *إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا باحث في الاتصال والسينما بجامعة تورينو