لن تكون خيبة الامل كبيرة اذا كان عنصر المفاجأة مفقودا، واذا كان حالنا على موعد مع ما ينتظرنا من احداث بائسة، حتى الاثار الموجعه تصبح مقدرة مسبقا. حالنا كحال طفلة في عرس لا تستطيع ان تحدد ان كانت سعيدة او تعيسة ما دامت لا تستطيع الغناء ولا تستطيع اللعب، لا نعرف اذا كنا نشعر بالاستمتاع او الملل. شروق وغروب وروتين يومي كأننا على موعد حتى مع عابري الطريق الذين صرنا نحفظ وجودهم في اطار الصورة كأطياف تمر من غير صدى. تمر بنا الحياة ونحن على حافة حديث عابر نصفه صامت. فرح مقبوض يشبه الحزن اكثر. لا نستطيع ان نحدد من اين بدأت الحكاية، هل ولدت معنا؟؟ ام انها سبقتنا من اجل ترتيب ادوارنا في دائرة بدايتها حمراء ونهايتها كذلك؟؟ من يستطيع ان يبرر لطفلة صغيرة تعيش في مخيمات اللجوء عدم خجلها من الازرقاق الملتف حول عينيها من عنف تعرضت له من والدتها التي لا تقل شقاء عنها. أي ربيع كان بانتظارنا ولم يُبقي للاطفال الا الخريف وجوع الامان والغذاء. نهمس بأحلام نعرف من غير وجع بانها لن تتحقق، ولا نسعى بأي جهد ولو قليل لتحقيقها لان احلامنا وطموحاتنا ببساطة لم تعد من صناعتنا، فهناك من يحلم لنا ويدخلنا في متاهة ما نريد وما لا نريد، حتى يتحول الحلم الى كابوس. نحرص على الموت باسم الشهادة حتى صرنا عاشقين ونحسد من ينوب عنا به، نمضي كأولياء للشيطان الذي اصبح ظهوره عاديا نراه في كل ما يحيق بنا من هنيهات، لا نقول الا اننا مبتلين وعبيد لزمن لا يضحك لاحد. جيل كامل يكبر بأحلام مقبورة، العمر يمضي به بطول ساعة من الهم والشقاء، نحتاج ونبحث عن شمس لها لون الفرح وليس الحزن، نحتاج لضحكة طفل ينمو ويكبر بوطن يمنحه الامان والابتسامة الصادقة. لا نبالغ اذا حلمنا الاحتفال باللون الاحمر، نتهادى به، نتبادل ابتسامات وعبارات الامل، نستيقظ بروح عاشقة للحياة وليس للموت.