عندما أعلن الميلاد غربته، أشرق وعد السماء، "أن للبيت ربا يحميه".. ..يكبر الزيتون وتصغر حبيبتي بقدر شمعة تضيء الوطن تمتحن في رسمها المهيّأ للشموخ ثلاث انتفاضات للنشيد.. انتفاضة القول: لون السماء يميل نحو ازرقاق أبيض والشجرة تهتز بخفة في وجه التاريخ يتلعثم الخبر في مهجة القنديل ويسألني أين المعطف الشتوي فالمطر غادر الغيمة المتعبة والعاصفة على وشك ان تشهق شهقتها الراعدة.. تثاءب شيء من وعورة الرحيل في أحلامي بحثت عن حبيبتي لأدثرها كانت قد رافقت المغيب إلى عيون البلابل.. انتفاضة الحبيبة: تجمهر الغاضبون ليلتها في منتصف الطريق جمعوا جلّ أحلامهم أوقدوا للخوف شمعة أخيرة شبّكوا معاطفهم في وجه الجنازر وأقاموا صلاة جماعية.. مدّوا أهدابهم صوب أسوار المدينة، قالت حبيبتي: خذوا التراب من جوفي واسلكوا لمنبري درب الروايات واسألوا القادم فوق ظهر التعب كيف سنّ مراسيم الفتح كيف حفر عشقا جوهريا لمسافات قلبي.. أنا اللون الرمادي حين ترتاحون إلى البحر أنا اللالون حين تمتحن المدن حب عاشقيها أنا العاشقة للقلب، للدورة الدموية حين يموت الجسد وينطرح في اللاوجود معنى الحياة الغائبة أنا الشجر حين يمتلك الإنسان زمام الظهيرة ويرفع عقيرته بالصلاة للإله ينظف أشواط الباحة كي يعبر الحمام الى فراغ القبة ينشر هذيله تراتيل ابدية للعوْد.. تبشر حبيبتي منتصف الطريق تبتسم، تلغي بجرّة أمل لا دارئة له حواجز القابعين على جفون العبور.. انتفاضة القدس: من يشتهي الموت كي يهجّر الشيخ المسنّ من حارته العتيقة فالحجر ينبض مكان قلبه والقلب صار جوهرة الحجر والمسير اليومي صوب باحة الرجاء يرسم لون خطاه الى قلب التاريخ.. لا تعبثوا مع الموت، أيها القادمون من عثرة الخطوط فالهندسة الجميلة للمدينة المقدسة مدفونة في عطر الزيتون قبالة المراقد المقدسية، فلا تعيقوا رحيق الذاكرة واشربوا جلجلة المكان وكونوا كما لم تكونوا كي يصدق فيكم وصف الانسان أيها العابثون برحم الارض، خلف الستارة البيضاء للمخيّلة الثائرة تزدحم بذور الحلم تضيق الحفريات بأوسمة المقاصل يسوقها النشاز الى حتفها المحتوم.. هبّة التجلي: تمر الأبابيل تعبر شطر الشعاب تمتحن الاسراب في شؤم الوقت.. للمدينة سربها المقدر في حلم الغيب ايها المارّون لجرس النزوة للغربة اوان أسرابها..