محمد البدوي من المخرجين الشباب المشاركين بأعمالهم في الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بفيلم طويل يحمل تيمة اجتماعية ‘سليمان' ، 96 دقيقة، ويعد أول فيلم ريفي وأول تجربة للمخرج المنحدر من مدينة الحسيمة. قصة الفيلم قصة فيلم سليمان ، الذي تم تصوير جل مشاهده بمنطقة الحسيمة ، تتحدث عن طفل عمره سبع سنوات يعاني من سرطان الرئة ، يجد نفسه يعيش في عالم يقوده الكبار، مركزا على المشاكل التي يجدها سليمان مع محيطه، فمثلا في المدرسة فعوض أن يتقرب منه معلمه بسبب تراجعه في الدراسة لمعرفة مشكلته نرى أنه يضغط علية ويصفه بالكسول، وحتى في المستشفى لا يتوفرون على الدواء لعلاج هذا الطفل مما سيعجل بموته، أما جانب أسرته فهناك تفكك، فأبوه تخلى عن أسرته في وقت شدتها من أجل سائحة، أما الأم الريفية المحافظة تحاول الحفاظ على زوجها بالرغم من خيانته لها من خلال سلسلة من الصراعات الداخلية التي تمزقها . مخلفات حرب الريف في تصريح خاص لأون مغاربية قال البدوي أن الرسالة التي أردت أن أمررها عبر الفيلم موجهة للمسؤولين من أجل تحسين مستوى التعليم بالمنطقة ، و توفير العلاج ومستشفى خاص لهؤلاء الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان الذي يقتل الكثيرين بالريف ، وهي كارثة مسكوت عنها، فقبل أسبوع ماتت طفلة تبلغ 14 سنة بسبب هذا المرض الذي هو من مخلفات الغازات السامة التي خلفها الاستعمار الإسباني في عشرينيات القرن الماضي بالريف، وحتى الإسبان يجب أن يعترفوا بهذه الجريمة التي تسببوا بها، وتقديم تعويض، لكن الأهم هو الإعتراف، وهذا ما جعلني أقوم بهذا الفيلم وأوصله للشاشة الكبيرة حتى يراه الناس وكي أقرب منهم هذا الواقع. فيلم بأبطال لأول مرة وحول اختياراته لممثلين غير معروفين ، قال البدوي ، أن اختيارهم كان عمل شاق، فنحن في الريف لا نملك لا سينما ولا قاعة سينمائية ولا ممثلين، وفيلم "سليمان" هو أول فيلم ريفي، بحثت كثيرا على ممثلين والحمد لله قمت باختيار الممثل الصغير البطل عمر بوعمار وأنيسة إيكاري من بين 200 شخص تقدموا للكاستينغ، وقد كانت كلنا تجربتنا الأولى في السينما. وأضاف البدوي في ذات التصريح لأون مغاربية أنه درس السينما والمؤثرات الخاصة والمونتاج والإخراج بمدريد، لكن بالأخير الشارع هو من ساعدني لصناعة هذا الفيلم، والسينما درستها أيضا في الشارع فأنا كثيرا ما أخرج للشارع لمحاورة الناس ولأرى معاناتهم عن قرب.