سياح أجانب بأحد الابواب التراثية بمكناس تصوير Tom Wyness يسعى المغرب للاستفادة من كثافة السياح لديه وخاصة أولئك الأكثر اقتداراً على الإنفاق والذين عادة ما يكونون محملين بالمال من خلال مجموعة متنوعة من بطاقات الخصم والائتمان، فدعم السياحة مازال أمر حيوي لانتعاش اقتصادات المنطقة في الدول العربية، من المغرب وصولاً إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. بالرغم من أن أعداد السياح انخفضت في السنوات الأخيرة كنتيجة للأزمات المالية وثورات الربيع العربي، إلا أن التفاؤل مازال يبشر ببداية عودة النمو. فعلى سبيل المثال، فقد تضررت مصر بشدة بسبب الهزات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي، إلا أن أعداد السياح عبر العالم آخذة بالارتفاع مرة أخرى بالرغم أن الأرقام لم تصل بعد إلى المستويات التي كانت عليها قبل ثورة يناير. أما في المغرب، فقد بدأ التأثير السلبي واضحاً من حيث التباطؤ الاقتصادي في أكبر أسواقها وهو أوروبا. ومع هذا لاتزال خطط مبادرة 2020 والتي تهدف إلى جذب ما يقارب من 20 مليون سائحاً، مازالت تحقق إجمالي إشغال فندقي تصل طاقته الاستيعابية إلى ,000375 سرير، وتخلق ,00017 فرصة عمل جديدة، كما أنها تضخ ما يقارب 17 مليار دولار في قيود الإيرادات السنوية بحلول نهاية هذا العقد. إن النتائج الأخيرة مبشرة، على حد تعبير مجموعة أوكسفورد للأعمال (OBG)، حيث وصل عدد السياح في الثمانية أشهر الأولى من سنة 2013 إلى 7 ملايين سائح هو ما يُعتبر نمواً بنسبة 6.76% على أساس سنوي. وتتطلع البلاد للاستفادة القصوى من الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين والسياح عبر العالم في العام 2014 والذي يُتوقع أن يرتفع بنسبة 4%. ومع هذا، وللتعويض عن التباطؤ الاقتصادي الأوروبي، قامت المغرب بالتحرك نحو تنويع علاقاتها وارتباطاتها مع الدول غير التقليدية كسوق مستهدفة للسياحة، مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية ودول الخليج العربي وأسيا. حيث قام المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) بالتخطيط لافتتاح مكتبه التمثيلي في البرازيل، في محاولة جادة منه لجذب ما يقارب من ,00030 زائر من بلدان أمريكا الجنوبية كل سنة ابتداءً من العام 2014. فضلاً عن اتخاذ تواجده في البرازيل كنقطة انطلاق إلى بقية دول أمريكا اللاتينية. وهذا ما تم بالفعل على صعيد الخطوط الجوية، حيث تم إطلاق خطط لتقوية العلاقات على صعيد الرحلات الجوية بين ساوباولو والدار البيضاء في الأول من نوفمبر. وهو ما ظهر جلياً في الاتفاق الذي وُقّع مؤخراً بين المكتب الوطني المغربي للسياحة من جهة ومكاتب وهيئات منظمي الرحلات السياحية في البرازيل، ونذكر منها شولتز (Schultz)، فلوت (Flot)، رايدو (Raidho)، فلايتور(Flytour) وغيرها. ويخطط الناقل الوطني وهو الخطوط الملكية المغربية للبدء بتسيير ثلاث رحلات أسبوعياً وبشكل منتظم ابتداءً من الشهر الحالي. يتطلع المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى جذب السياح من وجهات غير تقليدية في أوروبا. حيث سجلت (OBG) ازدياداً ملحوظاً في أعداد الزوار من جمهورية التشيك بنسبة 88% ومن بولندا بنسبة 9% ومن هنغاريا بنسبة 7%، وذلك في الثمانية أشهر الأولى من السنة الحالية 2013. ويُتوقع أن يصل عدد السياح البولنديين إلى منطقة سوس إلى 129 سائح بحلول عام 2016 وذلك نتيجة للاتفاقية الموقعة مؤخراً بين المكتب الوطني المغربي للسياحة ومنظمي الرحلات السياحية في بولندا (Itaka) حيث سيسجل بموجب هذه الاتفاقية ارتفاع ملحوظ في عدد الرحلات الجوية إلى أغادير. مازالت منطقة الخليج العربي تحتفظ بمكانتها العالية كسوق واعدة للسياحة في المغرب وهو ما تأمل به الحكومة المغربية في نمو مطرد في تلك السوق. فحتى يومنا هذا مازالت المملكة العربية السعودية أكبر سوق للسياحة في المغرب في كل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دافعة ما يزيد عن ,00070 زائر في عام 2012. وبحسب OBG فبالرغم من أن تباطؤ الاقتصاد الأوروبي قد سلط الضوء على أهمية اجتذاب تنوع أكبر من السياح ومن دول مختلفة، إلا أن المغرب مازال ملتزماً بالتركيز على جذب عدد أكبر من الزوار من الأسواق الأوروبية المعهودة وهي التي مازالت تحظى بنسبة 80% من السياح. وتضيف OBG: "تسعى المغرب وبشكل حثيث إلى مضاعفة عدد الزوار البريطانيين بحلول عام 2016 وهو الذي يربو حالياً عن ,000500 زائر. فضلاً عن تعزيز علاقات الخطوط الجوية بين الدولتين. وعلى هامش معرض السفر العالمي المقام في لندن في بداية نوفمبر. قامت ONMT بتوقيع معاهدة تعاون مع شركة السياحة البريطانية الشهيرة توماس كوك لتسيير الرحلات إلى أغادير، إضافة إلى مخطط الرحلات الموجودة أصلاً إلى كل من مراكش وفاس والصويرة والجديدة". اطلع على تقرير مجموعة أوكسفورد للأعمال (OBG) هنا