أفضت نتائج دراسة قام بها مرصد السياحة إلى نتائج إيجابية حول جودة الخدمات السياحية ورضى السياح الأجانب على هذه الخدمات، لحسن حداد وزير السياحة اعتبر أن هذه النتائج هي حصيلة عمل مكثف مؤكدا على أن الوزارة تعمل على تنويع الأسواق السياحية . المؤشرات التي تنشرها الحكومة عن السياحة تبعث على التفاؤل، هل سيدوم هذا التفاؤل طويلا؟ نحن في وزارة السياحة جد متفائلين بأن العمل الذي نقوم به بدأ يعطي أكله وسيعطي نتائج إيجابية أكثر خلال السنوات القادمة، صحيح أن التحدي هو كيف يمكن أن نحافظ على تنافسية المغرب، لكن إذا ما صرنا وفق خطة 2020 التي قدمت للملك فيجب أن نستمر في هذا الاتجاه، وهذه الخطة تقوم على مبدأ أساسي هو أن المغرب بلد متنوع ولا توجد مراكش فقط كوجهة سياحية بل هناك العديد من المدن السياحية التي يجب الاهتمام بها، كما أننا يجب أن نتهم بالتنافسية من الناحية الشاطئية، لأن المغرب كان يمكن أن يستفيد من الربيع العربي لو كان يتوفر على سياحة شاطئية متطورة. هناك دراسة حول قياس مدى جودة الخدمات والرضا لدى السياح الأجانب، هل هناك أرقام على هذا الصعيد؟ الدراسة التي قام بها مرصد السياحة حول رضا السياح خلال الثلاثة أشهر الأولى من هذه السنة أفرزت نتائج جد إيجابية، ذلك أنه من بين 2000 سائح أجنبي الذين تم استجوابهم في مختلف نقط الدخول بالمغرب، عبر 75% منهم عن رضاهم عن الاستقبال وحفاوة الشعب المغربي، كما أن الطبخ المغربي والتنوع الثقافي حاز على رضا 74 بالمائة من السياح المستجوبين. أما نقط الضعف التي مازال يشتكي منها السياح، فهي البنية التحتية وخاصة الطرق والنقل الحضري والنظافة، وعلى الرغم من هذه السلبيات، فإن وجهة المغرب حققت نسبة رضا بلغت 94 بالمائة (12 بالمائة راضون جدا، 41 بالمائة راضون و41 بالمائة عبروا عن استحسانهم). كما عبر 80 بالمائة من الفئة المستجوبة عن رغبتهم في العودة إلى المغرب مع تحمس واضح لدى كل من السياح الفرنسيين والإيطاليين. وللإشارة فإن مؤشر جذب السياح في المغرب والذي يتم تحديده انطلاقا من رضا السياح والرغبة في العودة والقدرة التنافسية للمغرب بالمقارنة مع وجهات سياحية أخرى، قد ارتفع خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2013 إلى 70 نقطة (على 100 نقطة)، وهذا دليل على أن المغرب يحقق تطورا كبيرا على مستوى السياحة علما بأن 30 دولة من أفضل الوجهات السياحية في العالم تحقق معدل 83 نقطة وهذا يعني أن المغرب يسير في الطريق الصحيح ليكون من بين أفضل الوجهات السياحية. هل من خطط أخرى للانفتاح على أسواق جديدة لتغذية السياحة المغربية؟ أولا يجب التأكيد على أهمية السوق الداخلية لأنها ستصبح أكبر مورد للسياح مع مطلع سنة 2020، ولكن كذلك نحن ننفتح على السوق العربية بشكل كبير جدا، كما أننا متواجدون في السوق الروسية والسوق الصينية اللتين كان تواجدنا فيهما خجولا، ولكن الآن مع فتح خط جوي بين الدارالبيضاء وبكين فإن عدد السياح الصينيين سيرتفع. أما على مستوى أمريكا اللاتينية فإننا نركز بشكل كبير على البرازيل، خاصة وأن هناك خطا جويا سيفتح خلال شهر دجنبر هذه السنة بين المغرب والبرازيل وسيساعدنا كثيرا في جلب أكبر عدد من السياح من هذا السوق الواعد، وهناك السوق التركية التي تعتبر جد مهمة لأن هناك رحلات جوية بين البلدين بصفة يومية، إضافة إلى سوق إفريقيا الشمالية حيث أن سياح هذه الدول يأتون من أجل التسوق، ولهذا يجب الرفع من عدد المراكز التجارية الكبرى ونحن نشتغل في هذا الإطار. نحن نتحرك على جميع هذه الدول من خلال حضور جميع المعارض والبعثات، ونحن جد حريصين على التواجد في جميع المعارض السياحية الدولية، وبفضل سياحة الانفتاح على جميع الأسواق فإن المغرب يحقق نتائج إيجابية في مجال السياحة. البعض يشتكي خدمات عدد من فنادق الخمس نجوم بينما تبدو الوزارة وكأنها "تدلل" أصحاب هذه الفنادق هل هناك إجراءات لمراقبة الفنادق حتى تحترم التصنيف؟ الوزارة الآن تعمل على وضع برنامج جديد للتصنيف يقوم على الجودة في جميع الفنادق، لأنه حتى لو خفضنا من تصنيف هذه الفنادق فلن يكون هناك تغيير في خدماتها، ولكن الأجدى أننا عندما نلاحظ أن أحد الفنادق لم يحترم معايير التصنيف فإننا لن نغير من تصنيفه وإنما سنقوم بوضع إجراءات أخرى تحفزه على الرفع من جودة خدماته مثل أن نسحب منه علامة الجودة، ونحن الآن نشتغل مع المنظمة العالمية للسياحة من أجل وضع قانون جديد خاص بتصنيف الفنادق، لأن التصنيف الموجود حاليا يركز فقط على التجهيزات والبنية التحتية، أما التصور الجديد فسيركز على الجودة، وهناك إجراء جديد يسمى "الزائر المتخفي" يقوم على أن نبعث شخصا يقيم في فندق معين ويقوم بإعداد تقريره عن وضعية الفندق وعلى أساسه تتخذ الوزارة الإجراءات اللازمة.