قال وزير السياحة المغربي لحسن حداد إن المملكة تتوقع ألا تقل عائدات القطاع في 2012 عن المستوى الذي سجلته العام الماضي مع اعتمادها على التركيز بشكل متزايد على أسواق شرق أوروبا والشرق الأوسط لتخفيف اثار أي انخفاض في اعداد السائحين القادمين من منطقة اليورو. والسياحة هي الدعامة الرئيسية لخطط النمو الاقتصادي في البلاد على مدى العقد الماضي وتشكل حاليا أكبر مصدر للعملة الصعبة وهي ثاني أكبر مشغل للعمالة وثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الاجمالي. وقال الوزير لحسن حداد إن طموحات التنمية السياحية بالمغرب سترتفع بشدة إذا أبرمت الناقلة الجوية الوطنية شراكة مع شركة كبرى ربما من منطقة الخليج رغم أن ذلك ليس متوقعا في وقت قريب. واحتل القطاع مكانة مركزية بعدما أضر الطقس السيء بالزراعة -أكبر قطاعات الاقتصاد- مما اضطر الحكومة لخفض توقعاتها للنمو في 2012 إلى ثلاثة بالمئة مقارنة مع 5.5 بالمئة تقول إنها ضرورية لتعزيز الوظائف. ولم ينف حداد احتمال تراجع عدد السياح في 2012 لكنه قال إن التاثير لن يكون ملحوظا فيما يتعلق بالعوائد. وقال "في العام الماضي انخفض عدد السياح وعدد الليالي السياحية التي قضوها (مقارنة مع 2010) ورغم ذلك زادت العوائد بنحو أربعة في المئة. واضاف "سيكون 2012 عاما صعبا لكن لن نشهد انخفاضا كبيرا في الايرادات. ربما نحقق في 2012 'ايرادات' عند نفس المستوى الذي تحقق في 2011 أو أكثر قليلا" وقال أن ميزانية البلاد لعام 2012 وضعت على اساس زيادة تتراوح بين اثنين الي ثلاثة بالمئة في الايرادات. وبلغت الايرادات 58.7 مليار درهم (6.93 مليار دولار) في 2011 الذي شهد نمو العجز في ميزان المعاملات الجارية إلى 6.5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي الذي بلغ 97 مليار دولار. وتشكل السياحة 10 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي وتوظف بشكل مباشر 400 ألف شخص. ويأتي ثلث السياح الزائرين للمغرب من فرنسا يليها اسبانيا وايطاليا والمانيا والمملكة المتحدة. وقال حداد "70 بالمئة من السياح الذين يأتون إلى المغرب يسافرون بشكل مستقل ويقيم أغلبهم في فنادق من فئة الخمس نجوم. واضاف "لا أعتقد أن الايرادات من الأسواق الأوروبية الرئيسية ستنخفض (في 2012) لأن هناك شريحة من السياح لم يتأثروا بأزمة منطقة اليورو". واضاف أن المغرب يزيد التركيز في الترويج السياحي على روسيا وبولندا والتشيك وسلوفاكيا. وقال "هذه أسواق صاعدة تتحسن فيها القوى الشرائية ويزداد فيها عدد المواطنين القادرين على تحمل تكاليف السفر". ومنذ 2010 بدأت الخطوط الجوية الملكية الناقلة الرئيسية بالمملكة زيادة عدد رحلاتها المباشرة بين المغرب وكل من روسيا وبولندا. وقال حداد "يتعين أن نبدأ رحلات للطيران العارض من براتيسلافا وبراج ووارسو وسان بطرسبرج" دون أن يحدد جدولا زمنيا. وتتطلع الرباط ايضا إلى احتذاب سياح من دول الشمال الأوروبي. وقال حداد ان هذه المنطقة "كانت دائما سوقا كبيرة بالنسبة لنا .. نحاول استعادتها مجددا". وتجري الرباط محادثات أيضا مع شركات طيران في منطقة الخليج العربية لتسيير رحلات مباشرة إلى مطارات مغربية أخرى خارج الدارالبيضاء مثل مراكش واغادير. وقال حداد "نحن بحاجة إلى أسطول كبير. الخطوط الجوية الملكية لا يمكنها القيام بذلك بمفردها لذا سنحتاج للاعتماد على شركات أخرى" مشيرا إلى هدف المملكة لمضاعفة ايرادات السياحة إلى حوالي ثلاثة أمثالها بحلول 2020. وقال مسؤول كبير بالشركة الثلاثاء إنها تبحث عن شريك استراتيجي أكبر للعودة إلى الربحية ومواجهة المنافسة من الناقلات منخفضة التكلفة. وقال حداد وهو عضو بمجلس إدارة الشركة بصفته وزيرا للسياحة "لا أعتقد أننا ينبغي أن نخوصص الخطوط الجوية الملكية لكن ربما نجد وسائل للدخول في شراكة مع شركة كبيرة .. قد تكون من منطقة الخليج 'العربية".