دحلان: - الأيام بيننا.. مخطئ اعتقاد عباس أن بلطجته هي آخر الدنيا معظم اعضاء المركزية والتنفيذية والتشريعي كانوا في بيتي عشية اقتحامه أبو مازن لم يقتل عرفات.. أنا لست ضعيفا كي أكيل التهم لأنظف تاريخي القدومي خوّن عباس والأخير اتهمه بأنه حرامي ثم فرضت مصالحهما تصالحهما عباس أبلغ أعضاء المركزية "أكبر رأس فيكم بدي اكسره".. ثم قرر اقتحام منزلي لم أقتل موسى عرفات وأسعد الصفطاوي.. لم لم يحل عباس الإتهامات للقضاء عدلت عن العودة لرام الله الأحد.. خطوة عباس غير أخلاقية وتخلو من الفروسية كيف أدبر انقلابا ونحن تحت الإحتلال..؟ القانون والمستقبل والحكم بيننا بهذه الكلمات التي تحمل بين ثناياها التهديد والوعيد، تحدث محمد دحلان، العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة "فتح" ل "المستقبل العربي"، بعيد ساعات فقط من وصوله العاصمة الأردنية، إثر اقتحام قوات الأمن الفلسطينية منزله في رام الله. أضاف دحلان، مشيرا إلى أن معظم اعضاء اللجنتين المركزية لحركة "فتح"، والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك معظم اعضاء المجلس التشريعي كانوا في بيته عشية اقتحامه..! وروى دحلان في هذا الحوار الذي أجري بواسطة الهاتف، أن عباس كان يكرر لأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح": "أكبر رأس فيكم بدي اكسره".. ثم قرر اقتحام منزله..! ورغم استخدام كلمات بالغة القسوة بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أن دحلان رفض اتهامه بقتل ياسر عرفات، الزعيم الراحل. المنطق الذي فسر به موقفه هو أنه ليس ضعيفا كي يكيل التهم لينظف تاريخه. ونفى دحلان أن يكون هو قاتل اللواء موسى عرفات وأسعد الصفطاوي ومحمد أبو شعبان، وهشام مكي من المسؤولين السابقين في حركة "فتح"، والسلطة الفلسطينية. وتساءل: لم لم يحل عباس هذه الإتهامات للقضاء حتى الآن. كما نفى أن يكون عمل على تدبير انقلاب على عباس. وتساءل كيف أفعل ذلك ونحن تحت الإحتلال..؟ ولدى تذكيره بأن فاروق القدومي سبق أن اتهمه وعباس بالوقوف وراء اغتيال عرفات، قال دحلان إن القدومي الذي خوّن عباس، وعباس الذي اتهم القدومي بأنه "حرامي" تصالحا.. مصالحهما المتالية والسياسية فرضت تصالحهما..! هنا نص الحوار: • ما الذي حدث معك هذا اليوم بالتحديد (الخميس 28/7/2011)..؟ يبدو أن أبو مازن لم يعجبه أنني التزمت بالنظام والقانون والإنضباط خلال سبعة أشهر لكل اشكال المساءلة التي ارادها. المشكلة معه بدأت بانتقادي له ولأبنائه, فلم يعجبه ذلك, وطالب بتشكيل لجنة تحقيق, لم تعجبه النتائج التي خلصت إليها. وبعد شهرين من تشكيل اللجنة, وسع تشكيلتها, كما وسع الإتهامات التي وجهها لي. وبعد ثلاثة أشهر, غيّر كل النظام, وبدأ يبحث عن ادانتي بأي شكل من الأشكال ورغم كل ذلك, التزمت, وعدت إلى رام الله بعد أن اتخذ قرارا غير شرعي في إطار حركة "فتح", فالتزمت بالذهاب إلى المحكمة وأصدرت حكمها في الأمس (الاربعاء 27/7/2011). وقد اصدرت بياناً بالتزامي بمنطوق الحكم في اطار حركة "فتح", فجن جنونه, فأرسل قواتاً مجحفلة لتقتحم بيتي في الساعة السابعة من صباح اليوم (الخميس) دون أن يراعي أنني عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني, منتخب, وعضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح". أنا لا أبحث عن حماية قانونية, ولكن أيضاً هناك تقاليد اخلاقية مارسها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية في داخلها. لا يجوز بأي حال من الأحوال, حين نختلف أن تستخدم القوة في حسم الخلاف. أنا وهو اختلفنا مع الرئيس أبو عمار, ولم يفسد هذا الخلاف للود قضية. ولكن هو استخدم الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي انشئت منذ عهد الرئيس ياسر عرفات, لحماية الوطن, لتعزيز دكتاتوريته الصغيرة تحت الإحتلال الإسرائيلي, بعد أن انتهت الدكتاتوريات, وهو يحاول أن يؤسس حكماً فردياً, ولا يحتمل النقد. لذلك, فهو حين يتغنى بالقانون, ويقتحم منزلي بقوات مدججة بالسلاح, فهذا لا يشكل حرجاً لي, بقدر ما يشكل عاراً له, سيبقى على جبينه للأبد. سبب العودة لرام الله • ما الذي جعلك تدخل إلى رام الله..؟ أردت أن أرسي نموذجاً مشرقاً للإلتزام الحركي والوطني, على الرغم من كل ما ذكرته, إلا أنني كنت مؤمناً بأنني سأستمر في الثبات والهدوء حتى أكشف حقيقة هذا الرجل. وحين طعنت بالقرار امام المحكمة الحركية, وذهبت للإمتثال أمام المحكمة, جن جنونه, لأنه يريد أن يقول أنني لا أريد أن امتثل للعدالة الوهمية في وعيه. ورغم ذلك, ذهبت, إلا أنه قابل هذا الإلتزام باستعراض قوة وهمي لا قيمة له في وعيي. • كيف خرجت من الضفة الغربية للأردن..؟ هل سمح لك بذلك دون عراقيل..؟ طبعاً.. بعد أن اعلنت موقفي من المحكمة, وتأييدي لقرارها, طلبت تنسيقاً بالمغادرة للأردن عبر المكتب المختص بهذا لدى السلطة الفلسطينية, والذي ينسق الخروج والدخول للمسؤولين الفلسطينيين مع الإسرائيليين. وقد طلبت أن ينسقوا له الخروج اليوم, والعودة يوم الأحد المقبل. • هل ستعود يوم الأحد..؟ بالتأكيد أنني سأنتظر, بعد ما أقدم عليه عباس من خطوة غير اخلاقية, تخلو من أي شكل من اشكال الشجاعة والفروسية. لقد أردت أن يكتشف كل ابناء "فتح" حقيقة هذا الرجل. • هل سمح لك بدخول الأردن بسهولة..؟ بالتأكيد. أنا لست ممنوعاً من دخول أي مكان بالدنيا سوى أنني ممنوع من قبل عباس أن أبقى في القيادة الفلسطينية, لأنه لا يريد من ينتقده, ولا يقبل من يرفض قراراته العشوائية, والفردية. بفضل سياسات وأخطاء عباس, خسرت "فتح" الإنتخابات التشريعية والبلدية, وخسرت غزة, كما خسرنا مستقبلنا السياسي, لأنه أدار العمل الفلسطيني بطريقة فردية, ولم يقبل شريكاً له. عباس لم يقتل عرفات • هل تتوقع أن يطلب من الأردن ابعادك, وهو الذي سبق أن طلب ذلك من مصر..؟ هذه دعايات هو يخرجها بين الحين والآخر. مكتبه هو الذي يروج لهذه الإشاعات. أنا ادخل الأردن وأدخل مصر مرحباً بي كوني التزم واحترم هاتين الدولتين. هو يروج من خلال مكتبه بين فترة وأخرى أن الجهة الفلانية تستقبل أو لا تستقبل دحلان. يعتقد أنه يدير العالم, دون أن يدرك أنه أعاد القضية الفلسطينية عشرات السنوات إلى الوراء. دمر القيم الوطنية.. دمر الحياة والنظام الداخلي للحركة. • بم سترد على ما فعله عباس بك اليوم..؟ توجد تصريحات لك تهدد بالإنتقام من السلطة, وأن يكون ردك بالدم..؟ أنا لم أقل ذلك.. وأنا لا استخدم هذه اللغة. أنا تسلحت بأبناء "فتح" وبالنظام والقانون. وإن كان يعتقد أنه يستطيع أن يتحكم برقاب الشعب الفلسطيني ليحولنا إلى عبيد, يكون السيد عباس مخطئاً.. نحن ولدنا احرارا, وتمردنا على الإحتلال الإسرائيلي, ودخلت السجون الإسرائيلية خمس مرات ثأراً لكرامتنا. نحن لا نطئطىء رؤوسنا لأحد. • كيف ستثأر لكرامتك في ضوء ما تعرضت له اليوم, وما قيل من ضبط لسلاح غير شرعي في منزلك..؟ أي شرعي وغير شرعي.. أنا معروف.. كنت وزيراً, وعضواً في اللجنة المركزية, ولدي حراساتي.. سلاح شرعي وغير شرعي..!! هذه لغة اسرائيل, وليست لغة الشعب الفلسطيني. ماذا يعني السلاح الشرعي..؟ اسرائيل هي التي كانت تستخدم هذا المصطلح.. أنا لدي حراساتي وعددهم ما بين سبعة إلى عشرة اشخاص مسلحين من السلطة الفلسطينية. "شو يعني عشرة اشخاص..؟!". هذا الرجل يعتقد أنه يملك الأرض والشعب, ولكن بعد احساسه بكل تجربته الفاشلة, يريد أن يملي علينا عبر وسائل الإرهاب والترهيب ما يريد أن ينفذه. هو لم ينجح حتى الآن في أي فكرة أو مسار سياسي.. دائماً يسير إلى الخلف. كيف أقلب عباس تحت الإحتلال • ماذا عن الوثائق التي قيل أنها ضبطت في منزلك, وما اهميتها..؟ أية وثائق..؟ • هذا رجل كذوب. أولاً أنا عدت إلى منزلي بعد ثلاثة أشهر من غيابي في الخارج. لا توجد لدي اسرار. لقد بدأ بكذبة أنني أريد أن انفذ انقلاباً. ثم خرج على قناة LBC وقال لا.. لا.. لم يكن يخطط لإنقلاب. انقلاب على من..؟ رام الله تحت الإحتلال الاسرائيلي. نحن لسنا دولة. إذا كانت عقليته انقلابية على الرئيس أبو عمار, فإنه يفترض أن الآخرين لديهم عقلية مماثلة لعقليته. على العموم.. القانون بيننا.. والمستقبل بيننا.. والحكم بيننا.. • هل تقصد أنه تسبب في قتل عرفات..؟ لا.. لا.. لا.. أنا لا أقصد ذلك. أنا لست مثل اولئك الضعفاء الذين لا يثقون بأنفسهم, ويكيلون التهم للآخرين حتى ينظفوا تاريخهم. عرفات أنا مقتنع أن اسرائيل هي التي قتلته. لا أعرف الطريقة ولا الوسيلة, لدي قناعة لا تستند إلى تحقيق مسبب.. لدينا احساس وتقديرات, لكن محمود عباس إن كان يعتقد أنه بهذه الأساليب يرعب الآخرين, ويخوف اللجنة المركزية, ويدب الرعب في نفوس الناس, فإنه مخطىء. اتهامات القدومي وتصالحه مع عباس • سبق للسيد فاروق القدومي أن اتهمك واتهم عباس بالمشاركة في قتل عرفات..؟ هذه ثقافة محمود عباس وفاروق القدومي.. إذا اختلفوا مع بعضهم البعض يخونون بعضهم البعض. نحن لدينا ثقافة مختلفة عاشت تحت الإحتلال الإسرائيلي, ومن وعي المعاناة, لدينا ثفاقة وطنية راقية. إذا اختلفنا لا نخوف ولا نكفر. هم خونوا. وهو (عباس) قال إن القدومي حرامي, ثم تصالحا, "وباسوا على رأس بعض, وانتهى الأمر". إذا كان هذا "خائن" وذاك حرامي, فكيف تصالحا..؟ الجواب يكمن في المصالح. • وما هي هذه المصالح..؟ مصالح مالية وسياسية.. الخ.. لا أعرف ما هي. في الأمس كانا عملاء من وجهة نظر بعضهما البعض, واليوم أصبحا اصدقاء..! أنا لا يعنيني الأمر. ما يعنيني هو مستقبل الشعب الفلسطيني. أبو مازن ليس أميناً على مصالح الشعب الفلسطيني, ولا على مستقبله. أنا كنت ملتزم بالنظام والقانون إلى أن كسر أبو مازن كل المحرمات في الوعي الفلسطيني بإقتحام بيت فلسطيني, بغض النظر عن القانون من عدمه. هو طبعاً اجراء غير قانوني, ولكن ما يؤلم أنه اجراء غير اخلاقي. الأيام بيننا • هل تعتزم العودة إلى رام الله..؟ كان يوجه لي هذا السؤال طيلة الأشهر السابقة, وكنت أجيب نعم سأعود. ولكن بعد أن أشهر عباس سلاحه في وجهي, بعد أن أشهرت سلاح القانون والنظام, سيكون لي قول آخر. • ما هو هذا القول..؟ اترك ذلك للزمن. الأيام بيننا, وإذا اعتقد أن نهاية الكون في أنه يمارس هذه البلطجة على اعضاء القيادة الفلسطينية, يكون مخطئاً. دول أمنية انهارت مثل مصر وتونس, وهو يحاول أن يؤسس لدكتاتورية صغيرة تتلاءم معه ومع عائلته. • يفهم من لهجتك التهديد..؟ لا.. لا.. لا.. لأ أهدد. من يهدد لا يخيف. أنا أشهرت سلاحي, وهو سلاح القانون وهو أشهر سلاح البلطجة. أنا مؤمن أن من يتكىء على الشعب الفلسطيني, ومن يعرف الشعب الفلسطيني, يدرك أن طريق الباطل قصير, ولابد للحق أن يسطع. • يفهم من ذلك أنه لم يبق أي مجال للمصالحة مع عباس..؟ في البداية, بدأ الخلاف شخصياً, ثم أنهاه شخصياً, ثم يريد أن يحول الأمر إلى أنه هو وطني والآخرين عملاء. يا أبو مازن أنت في عهد الرئيس ياسر عرفات, كان من حوله يقولون عنك كرازي.. تهمة.. مسيئة.. شتيمة.. وفي تلك الأيام كنت أنا اقدم لك الحماية من ياسر عرفات. لكن أن تمارس هذا الأمر بهذه الطريقة, فهذا لا يعطيك شهادة بأنه قائد, أو قوي, أو صاحب رؤيا.. بل تقزم وتصغر حجمك، وأنت الذي كنت في وعي الناس أنك تحترم القانون وتحترم النظام. • ما هو المغزى والهدف مما حدث يوم الخميس 28/7/2011..؟ الأمر واضح.. أنا احترمت القانون سبعة أشهر, وحين قررت المحكمة ما قررته, وأعلنت قبولي له, رد علي بإقتحام بيتي.. هو الذي رتب اقتحام بيتي.. المسألة بسيطة.. هو يريد أن يرسل رسالة كررها في أكثر من اجتماع بعدم حضوري. وكان يكرر "أكبر رأس فيكم بدي اكسره". كرر ذلك لأعضاء اللجنة المركزية وللقيادة الفلسطينية. اعتقال أنصار دحلان • بالمناسة تم اليوم اعتقال عدد من انصارك مثل أبو علي شاهين, وتوفيق أبو خوصة, وسفيان أبو زايدة, في حين لم يعتقلوك.. بم تعلق..؟ هذه مفاجأة.. المفروض أن يعتقلوني. ما دامت توجه لي كل هذه التهم, لم لا يعتقلوني..؟! مفروض أن يعتقلوني ويقدموني لمحاكمة. لو كان هذا الفاشل جاداً لقدمني للمحكمة بدلاً من التهديد في كل مرة بأنه سيقدمني للمحكمة. لم لم يفعل ذلك طوال السبعة أشهر الماضية. أما اعتداءهم على أبو علي شاهين فهذا وصمة عار في تاريخ محمود عباس. أبو على شاهين كان رمزاً لنا في السجون الإسرائيلية, وقد أمضى خمسة عشر عاماً فيها. وسفيان أبو زايدة يحمل شهادة الدكتوراة, وامضى اثنتا عشر عاماً في السجون الإسرائيلية. نحن لم نأتي للقيادة الفلسطينية من قارعة الطريق, كما جاء محمود عباس بالصدفة. • ماذا ستفعل لهم الآن.. هنالك قيادة فلسطينية, وهنالك لجنة مركزية, أنا أشهرت سلوك أبو مازن طوال السنة الماضية بالقول والفعل. لم يكن أحد يصدقني, لأن يتحملوا المسؤولية. انسان يعتثد أنه يوجه لي اهانة بإقتحام بيتي.. ماشي.. شكراً.. وصلت الرسالة. لم أقتل موسى عرفات • يتهمونك بقتل بعض الشخصيات المعروفة. منها موسى عرفات, محمد أبو شعبان, هشام مكي, أسعد الصفطاوي.. لم لم يقدم ادعاء بهذه التهم طيلة الأشهر السبعة الماضية..؟ لأنه كذاب.. ليس لديه شيىء. ثانياً, إذا كانت لديه هذه المعلومات, فأنا كنت حليفه, وحملته للسلطة بمساعدة الكثير من الأصدقاء في "فتح". هل "كنت منيح ايامها..؟!". حين حملناه عشر سنوات نائباً للرئيس أبو عمار "كنا مناح..؟!". هذه القضايا التي يتحدث عنها عمر بعضها عشرين سنة. ثالثا: لم لم يقدم هذه القضايا للقضاء طوال السبعة أشهر الماضية..؟! هل ثبت علي تهمة واحدة حتى هذه اللحظة, كما ثبت أنا تهماً بحق ابنائه..؟ بالمناسبة, حين نجح محمود عباس في الإنتخابات رئيساً, بفضلي وفضل آخرين, ذهبت وقلت له أنت لست ملزماً معي بأي شيىء. أنا أديت واجبي, وخذ من كان يعارضك إلى جوارك. • من هم قتلة الأسماء التي ذكرها السؤال السابق..؟ كانت هنالك مؤسسة أمنية في ذلك الوقت, وكنت في حينها أقود أحد الأجهزة الأمنية. ويفترض أن تكون التحقيقات موجودة لدى الأجهزة الأمنية. أنا استقلت من رئاسة الأجهزة الأمنية منذ سنة 2002.. منذ عهد ياسر عرفات رحمه الله. هذه مسألة تراجع بها السلطة, واجهزتها الأمنية, هو رئيس منذ خمس سنوات, لم لم يفتح تحقيقات فيها..؟! إذا كانت مصلحته تتطلب ذلك, فهو غير مؤتمن. لست في تكتل داخل "فتح" • ماذا عن مواقف حلفاءك في اللجنة المركزية..؟ أنا لست في تكتل داخل حركة "فتح", نحن نجحنا في المؤتمر العام السادس للحركة من أجل استنهاض الحركة, ولكن منذ جاء أبو مازن, وانتخبناه في المؤتمر رئيساً للحركة, وهو يمارس الدكتاتورية بكل اشكالها. • هل تعتقد أن اعضاء آخرين في اللجنة المركزية سيؤول مصيرهم لما آل إليه مصيرك..؟ أنا مصيري ومستقبلي قادم، أما محمود عباس فمستقبله وراءه. إذا كان الموضوع شخصي, لكنه ليس كذلك. القضية الفلسطينية تمر بظروف قاسية وصعبة, في حالة انهيار وتراجع كاملاً على المستوى المالي والإجتماعي. محمود عباس في زمنه لم يعد فلسطيني يؤمّن أخيه الفلسطيني.. أثار الرعب في اوساط الفلسطينيين حتى يكمم الأفواه, ويستمر في نهب اموال الشعب الفلسطيني. وأنا قدمت مذكرة حول الأموال التي تركها ياسر عرفات لمحمود عباس: مليار و368 مليون دولار. قدمت مذكرة بهذا للجنتين المركزية ل "فتح" والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لم يجرؤ أحد على سؤاله بشأنها. أنا تجرأت. ربما أدفع الثمن. ليس لدي مانع. نحن تعودنا وتعلمنا من ياسر عرفات, ومن تجربتنا في مقاومة الإحتلال أن نقول كلمة الحق حتى لو على قطع الرقبة. هذا محمود عباس لا يعرف تاريخ الشعب الفلسطيني. السيناريو المقبل • ما هو السيناريو الذي تتوقعه للمرحلة المقبلة..؟ هذه نقطة خلافية في القضية الفلسطينية مع محمود عباس.. نفقة خلاف كبرى. هو يريد أن يذهب للأمم المتحدة, ولا يريد أن يذهب في نفس الوقت. أعلن أنه يريد مصالحة, ولا يريد أن يحقق المصالحة. يعلن ليل نهار أنه لا يريد مفاوضات في ظل الإستيطان, ويتفاوض سرياً بوجود وتواصل الإستيطان. ما يهمه فقط هو ابقاء الوضع الراهن كما هو, ليمضي مدته الزمنية, ويؤمن ما نهبه من اموال الشعب الفلسطيني.. أن يدمر "فتح", ويدمر السلطة حتى يقول "ليس بالإمكان أبدع مما كان". • تقصد أنه يريد أن يقدم تنازلات أكثر..؟ أكثر من التنازلات التي قدمها لا يوجد. الآن, ما هو الوضع السياسي الفلسطيني..؟ الضفة الغربية وأبو مازن يعيشان تحت الإحتلال الإسرائيلي. الدبابات الإسرائيلية تحوم حول رام الله, وهو يعتقد أنه رئيس..! ليتواضع قليلاً.. الرئيس أبو عمار كان يتواضع ويقول نحن تحت الإحتلال. قطاع غزة مفصول, وبلا رؤية سياسية.. وبلا أي شكل من اشكال المقاومة أو الوحدة الوطنية. هذه نقطة الخلاف الجوهرية مع محمود عباس في اطار اللجنة المركزية, وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية. • أنت كنت تعيش في نفس الوضع..؟ لا..لا..لا.. بالعكس. أنا لم أعمل مع محمود عباس لأكثر من اربعة أشهر مستشاراً للأمن الوطني, وذلك منذ أن جاء رئيساً للسلطة سنة 2005. كل حياتي السياسية امضيتها مع ياسر عرفات في المفاوضات. قلت له بعد فوزه لا أريد أن أعمل معك.. اتركني وشأني. كل ما أريده هو بناء نظام سياسي فلسطيني قادر على انتزاع حقوق شعبنا الوطنية. ما جرى عكس ذلك تماماً. كان أبو مازن في عهد الرئيس ياسر عرفات يشبعنا حديثاً ووعظاً عن الشفافية وعن بناء المؤسسات، وينتقده بأنه دكتاتور. ما يمارسه محمود عباس الآن لم يمارسه الإحتلال. الجميع كان في بيتي • بالمناسبة هل التقيت أحداً من قادة "فتح" خلال وجودك في رام الله..؟ طبعاً التقيت معظم قادة "فتح" مساء أمس (الاربعاء) كان عندي معظم اعضاء اللجنة المركزية, واعضاء من اللجنة التنفيذية، ومعظم اعضاء المجلس التشريعي, وأنا لا أريد أن اتحدث بلسانهم, لكن استطيع القول إن محمود عباس قد كسر في الوعي الفلسطيني قيما تربينا عليها, وهي قيم عظيمة وجميلة. • ما هو موقف أبو ماهر أمين سر اللجنة المركزية مما جرى..؟ وكانت المفاجأة أن دحلان أغلق خط الهاتف دون الإجابة على السؤال. --------------------- ** المصدر : المستقبل العربي